عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross معرفة النفس ومعرفة الله (4) معرفة الكتب وخبرة قوة الله

كُتب : [ 11-01-2010 - 07:05 PM ]


تابع جوهر حياة المسيحي على مستوى الداخل
معرفة النفس ومعرفة الله
النفس الإنسانية ومعرفة الكتب وقوة الله
للعودة للجزء السابق
أضغط هنـــــــــــا


2 - المعرفة الشخصية لله - بقوة الله :

قد سبق وتحدثنا عن معرفة الله من خلال الكتب ووصلنا لنتيجة هامة أن معرفة الكتب هي درجة أولية في المعرفة لن تُكتمل أن لم تسلمنا للدرجة الجوهرية وهي [ قوة الله ] وهذا ما وضحه الرب يسوع : " فأجاب يسوع و قال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله " (مر 12 : 24) ، إذن ضلال النفس عن طرق الخلاص ومعرفة الله يتم بسبب عدم معرفة الكتب وقوة الله ، ومعرفة الكتب وحدها - كما رأينا سابقاً - بدون قوة الله تخدع الإنسان ويظن أنه يعرف الله لأنه عرفه على أساس المعلومة والفكر فقط ، وهذا يجعل الإنسان يضل بسهولة حتى لو كل معلوماته صحيحة جداً ولا يوجد فيها اي نوع من أنواع الخطأ ولو كان بسيطاً ...
فالمعرفة الحقيقية لله ، هي حس باطني ومعرفة مباشرة قلبية واعية لله الحي ، وتؤدي إلى فرح عميق وسلام فائق ، لأنها فيها لقاء واقعي حقيقي حي وشخصي جداً ، واتصال مباشر واعي بالله ، إذ أن الله يظهر نفسه ويكشف عن ذاته ...
الله إله حي وهو كاشف ومعلن نفسه من خلال الابن الوحيد الذي خبر : " الله لم يراه أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هُوَّ خَبَّر " ( يو1: 18 ) ، فالله يكشف عن ذاته لنا شخص حي وحضور محيي وهذه هي قوة الله التي تُستعلن لنا ، إذ يعطينا حياة أبدية حقيقية تسري في كياننا فنشعر بقوتها تسري فينا ولا نقدر أن نفحصها إذ تشدنا إليها بقوة وتسبينا ونسير أسرى حب الله ونحبة بكل القلب ...
" فأجاب يسوع : إن أول كل الوصايا هيَّ : أسمع يا إسرائيل . الرب إلهنا ربٌ واحد . وتحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل فكرك ، ومن كل قدرتك . هذه هي الوصية الأولى " ( مر12: 29 و 30 )

فاللقاء مع شخص المسيح الكلمة ، هو لقاء لعازر الميت الذي سرت فيه قوة الحياة حينما سمع صوت الله الكلمة ، لعازر هلم خارجاً ...
أو هو لقاء نازفة الدم حينما لمست هدب ثوبه بالإيمان فبرأت في الحال ...
أو هو لقاء التي أمسكت في ذات الفعل وهي في حالة تلبُس ، أي قُبض عليها أثناء ارتكاب الفعل مثل المجرم حينما يُقبض عليه أثناء ارتكاب الجريمة ، فخرجت مبرره ، لا دينونة عليها ...
أو هو لقاء السامرية عند بئر المياه والتي كشف الله أعماق قلبها وبررها فتركت جرتها وركضت تنادي بفرح لتعلن وتكشف أنها التقت بالله شخصياً ...

فهذه هي المعرفة الحقيقية لله الحي ، معرفة شخصية فيها حياة ولا تحتاج إلى برهان من الناس أو إقناع عقلي لأن فيها يقين قاطع داخلي بشهادة الروح القدس في القلب ( الروح يشهد لأرواحنا ) ، فهي حقاً معرفة تبرير وغفران قوي ، وسلطان محبة يأسر القلب ...

وبالتالي نخرج من هذا اللقاء بيقين فرح لا ينقض قائلين : " الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد " ( 1يو )

ولنا الآن أن نسأل سؤال لمواجهة أنفسنا بأصول المعرفة التي قصدها الرب ، وسنسأل اسئلة من واقع حياتنا اليومية حتى نفهم كيف نعرف الله على مستوى الخبرة الواقعية في حياتنا اليومية ، ولنتعلم من هذه الأسئلة :
فمثلاً : كيف لنا أن نقول على منظر ما جميلاً ؟ أو قطعة موسيقية رائعة ؟ !!!
أبالبرهان ؟ أم بالقراءة وتفتيش الكتب ؟ أم بسؤال الناس ورأيهم الخاص ؟ أم مجرد نقل الخبر من إنسان لآخر شفوياً وقدرته على إقناعنا بجمال الموسيقى أو جمال المنظر !!!
بالطبع لأ ؛ فلم نعرف الحقائق الجمالية في حياتنا بهذا الشكل لأننا نرى جمال المنظر بأعيننا ، ونسمع الموسيقى بآذاننا ، ونتلامس معهم كأمر واقع في حياتنا ولا حاجة لنا بأن يقنعنا بهما أحد ، ولا فائدة من أن يُناقشنا أحد ليقنعنا بما فيهم من جمال !!!
بل ولو العالم كله تحدانا ووقف أمامنا ليقنعنا أن هذا ليس فيه جمال ، لن نصدق إلا ما شعرنا به من خلال خبرة الرؤية والسمع ، لأن هذا ما فحصناه على مستوى الخبرة الحقيقية في واقع حياتنا المعاش ... وهذا يشرح لنا بسهولة موقف القديس أثناسيوس حينما قال : " وأنا ضد العالم "

... لكن كثيرون منا لا يرون جمال المنظر أو جمال الموسيقى !!! فالكثيرون يمرون أمام شمس الغروب البديع ، ولا ينظرون إليها ، والذين لا يتذوقون جمال الموسيقى عددهم يفوق بكثير جداً عدد الصُم الحقيقيين .
ولمـــــــــــاذا يا تُرى ؟!!!
ذلك لأنهم لم يستعدوا داخلياً ولم يهيئوا أنفسهم لتقبل هذا النوع من الجمال ، ولم يقفوا لحظة لينظروا هذا الجمال الذي هو حاضر معهم كل يوم ، وبهذا يغلقون على أنفسهم باب عالم بكاملة !!! وهكذا بالنسبة لمعرفة الله ومعرفة النفس !!!

وسوف نستكمل الموضوع ونحاول أن نستوعب أسرار أنفسنا ونتعرف عليها

ونتعرف على الله القدوس الحي الذي يريد ان نحيا به ونتحرك ونوجد على مستوى اللقاء الشخصي
والذي منه نستمد قوة حياة لا تزول نرتفع بها لحضن الله




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 12-31-2010 الساعة 10:09 AM
رد مع إقتباس
Sponsored Links