عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: من امتى الاقباط بياخدوا حقهم بالتظاهر و الاعتصام: راى هيزعل الكل

كُتب : [ 11-26-2010 - 08:00 AM ]


قال الرب لأيوب الذي تأدب بالألم [ أُشدد الآن حقويك كرجل ] (أيوب 38: 3) ، [ اسهروا اثبتوا في الإيمان كونوا رجالاً تقووا ] (1كو 16 : 13) ، وفي النهاية قال أيوب بعد اجتيازه الآلام وحسد الشيطان وخسارة كل شيء [ فأجاب أيوب الرب فقال : قد علمت انك تستطيع كل شيء و لا يعسر عليك أمر . فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة و لكني قد نطقت بما لم أفهم بعجائب فوقي لم أعرفها . اسمع الآن و أنا أتكلم أسألك فتعلمني . بسمع الأذن قد سمعت عنك و الآن رأتك عيني . لذلك أرفض و اندم في التراب و الرماد . ] (أيوب 42: 1 – 6)
يا أحبائي أن كنا نهرب من العمل والمسئولية الموضوعة علينا ، بكل أتعابها وآلامها ، ونبحث عن الحلول السهلة بالغضب والمظاهرات ، ونهرب من الضيقات بالراحة والكسل ، فكيف سيتحمل الجسد إماتات الرب يسوع ؟ وكيف سنشهد للمسيح الرب ونصل إلى الملكوت ؟ هل الكرامة أو الراحة أو الحلول السهلة ومخالفة القانون هي التي ستصل بنا لذاك الميناء الهادئ ؟ هل قبول الناس لنا وتكريمنا وإعطائنا حقوقنا هما ما سيصلان بنا إلى ملكوت الله ؟ هل انتقامنا من أعداءنا وأعداء المسيح والمسيحية هما الذي سيريان القلب ويرسخان السلام لنا ؟
وما هو رأينا في كلمات القديس بولس الرسول [ نحن الأحياء نُسلَّم دائماً للموت من أجل يسوع ] (2كو 4: 11)
يا أحبائي المسيحية ليست كرامة ومجد وراحة وحلول سهلة وعدم القدرة على الغفران لأجل الآخرين ، ومقومة الشر بالشر ، بل آلام وموت ، حمل صليب عار المسيح لأنه غنى عظيم لا يفهمه أو يستوعب سره أهل هذا الدهر [ فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ] (1كو 1 : 18)
الله يصنع له رجالاً أشداء قادرين على الغلبة بقوته ، بروح اللطف والوداعة لأنهم تعلموا من الرب يسوع لأنه وديع ومتواضع القلب ، لا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، ولأن المسيحيين عندهم رسالة ضخمة عظيمة وهي الشهادة له بإيمان حي ومحبة عظيمة قادرة على البذل حتى الموت لأن فيها حياة مستترة مع المسيح في الله : [ فاشترك آنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح ] (2تي 2 : 3) ؛ [ فلا تخجل بشهادة ربنا و لا بي أنا أسيره بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله ] (2تي 1 : 8)
عموماً لكي تصل لهذه الخبرة : [ لأنكم قد متم و حياتكم مستترة مع المسيح في الله ] (كو 3 : 3) ، لابد من أن تبذل ذاتك وتجحدها وهذا لن يتم مع نفسك بل وسط الآخرين سواء في داخل المجتمع ، في الشارع أو الدراسة أو العمل أو الأقارب أو الزملاء أو الخدام أو في داخل الكنيسة وسط الجماعة عموماً ، أو تعاملك مع المختلفين عنك فكراً أو عقيدة أو دين ، وأي عمل صالح عموماً تقدمه تحتاج فيه إلى بذل ذاتك ، فتقبل التعب وتبذل الجهد والعرق ، بل وتقبل الإهانة واحتقار وغيرة وحسد الآخرين لكونك تعمل عمل الرب بأمانة وإخلاص ولا تنتظر مجد أو مدح أو شكر ، وتقبل أحياناً الإهانة في المجتمع لأنك منسوب للمسيح الرب ، بل وتقبل القتل برضا والاستهانة بالمسيحية بصبر وتحمُل مع الشكر بكل رضا ومسرة ، ولا تخالف القانون قط حتى لو كل من حولك خالفوه ، لأنك نور العالم وملح الأرض حامل سمات الرب يسوع في قلبك ، طائعاً لمشيئته ومميز إرادته ، وهذا دليل أكيد على إماتة الذات التي هي علامة الاتحاد الحقيقي بالمسيح ، وهي تعتبر قمة محبة القريب التي ينبع منها الصلاة والصوم من أجله ...

_____ملحوظة هامة_____
يا أحبائي لا يظن أحد أنه بالغضب المُبرر ، أو الوجة الغاضب يُمجد الله على الإطلاق لا من بعيد ولا من قريب ، لأننا لا نغضب على الناس مهما كانوا قساة أو أشرار ، بل نغضب على الشر في ذاته ، ولا نقبله ، لأن هناك فرق عظيم بين غضبنا على الشر فلا نعيش به ، وغضبنا على الناس حتى لو كانوا أشرار ، ولا يقل قائل أن الرب نفسه صنع سوطاً وطرد الباعة من الهيكل ، لأن هنا أدب الله الشعب لأنه احتقر الله في الهيكل ، وهم الشعب اليهودي الذين قلبوا بيت الله بيت تجاره لأجل المال [ كما نفعل نحن أنفسنا اليوم بنفس ذات الشكل المُهين لبيت الله ] ، ولكنه لم يصنع سوطاً ليضرب الرومان مع أن الكثير منهم أشرار ، ولكنه لم يوبخهم حتى على أعمالهم بل وبخ من لهم المواعيد والمؤتمنين على خدمة الله ....

لذلك تبكيته لنا اليوم لأننا نخالف القانون ونبحث عن حق لنا في بناء كنيسة ، مع أننا لم نسعى بصبر عظيم للنال أي حق لنا بالطرق المشروعة حتى نؤكد أننا لسنا فوضاويين ، بل نُعلِّم الكل أنه ينبغي أن يكون القانون هو السائد في إطار شرعي لأننا لن نخالف القانون تحت أي بند أو منطق ، وليس بالوجوه الغاضبة من إخوتنا البشر الذين ليس لهم حول ولا قوة !!!

فالأمن المركزي أو الشرطة ما هو الذي في يديها أو ماذا ستفعل وليس في يدها شيء ، لماذا نغضب عليهم وهم إخوتنا الذين يحفظون الأمن الذي صار بالنسبة لنا موضوع للاستهزاء والسخرية !!!!

ليتنا نتعلَّم من الإنجيل ومحبة الله الواعية الحقيقية ، لأن الشجاعة الحقيقية ليست بالغضب والثأر وإشعال المظاهرات حتى لو كانت مُبرره ، بل بالمحبة لأن المحبة أقوى من البغضة والكراهية ، لأن المحبة هي الله بشخصه ، لأن الله محبة ....

باعتذر عن أني علقت مرة أخرى ، وطولت جداً ، ولكني أحب أن نعيش بروح الوداعة لنشهد لله بإيمان حي صادق من قلب طاهر وأن لا يتألم أحدنا كفاعل شر ، أو يقبض عليه لأنه خالف القانون ....
أعلم ربما البعض يأخذ كلامي بسخرية أو لا يتفق معي ، ولكني أريد أن الكل يصحح رؤيته ويستوعب سر مسيحيتنا الحقيقية في حقيقة إعلانها الإلهي الواعي فعلاً ... أقبلوا مني كل حب وتقدير ، النعمة معكم

رد مع إقتباس