+ ايية ماتستغربش\ماتستغربيش ... كل طلباتك هاتتنفذ !! ده مش كلامى ده كلامه ,,, كلام "أبانا الذي فى السموات" ... هو مش احنا بنقوله كده كل يوم !! ولا كلمة أبانا دي رمزية ولا مجاملة (لاسمح الله) !!!
+ لأ احبائى، ديه الحقيقة اللى احنا مش قادرين نفهمها ,, ان هو فعلياً ابونا السماوى مش بالجسد لكن بالروح ..
+ هو اللى قال: "اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم" (مت 7:7)
وهو اللى قال: "و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (مت 22:21)
+ وده معناه ببساطه شديدة جداا ان الله هو أبونا ومن حبه لأولاده بيسمع لطلباتهم وبينفذها ,,,
+ ولكن أول سؤال هايجي فى بالكم، ان مش كل حاجة بنطلبها ربنا بيديهلنا ,, ده فيه حاجات قعدت اطلبها كتير ولا جت .. ايه اللى حصل !! هو فيه استثناء فى الطلبات؟!! ولا ايه النظام؟!!
+ الإجابة: لأ مافيش استثناء ولا حاجة ,, لما ربنا يقول "كل ما تطلبونه" يبقى هو فعلا كل ما تطلبونه وحرفيا وليس رمزيا !!!!!
طب أمال أيه اللى حصل ... ليه الطلبات ماتنفذتش؟! ده اللى هاناقشه هنا وكل اللى عنده اضافات او آراء أحب تشاركوها هنا لأجل المنفعة العامة.
+ التأجيل: ربما احيانا يضطر الله انه يؤجل تنفيذ طلبتنا لحكمة إلهية يعلمها هو وحده ومن رأفته بينا بيعرفهلنا كثيرا فيما بعد كى لا نتعثر بضعف إيمانا
أحيانا كتير بيبقى الطلب اللى بنطلبه لو اتنفذ قدام شوية هايبقى فى أكمل وجه أو هايمنع ضرر لو تم تأجيله أو هايفيد ناس تانية أو أو ...
+ "مؤمنين تنالونه": يطلب الله مننا أن نتكلم معاه بإيمان، مش بس فى طلباتنا وانما فى تسبيحنا او حتى مناقشتنا العادية معاه ..
يعنى لما نقوله "عظيمة أنت يا الله" يبقى بنقولها بعمق قبلنا مش بنردد كلام والسلام!!
طيب الايمان ببساطة يعنى الثقة فى ان الله سينفذ "ما قد قاله هو بالفعل" .. فضعف ايمانا يعنى كأننا بنقول لربنا: معلش يارب ان مش مصدق اوى الجملتين اللى انت قولتهم بس مافيش مانع انهم يطلعوا صح ويتحقق طلبي !!!
لازم إيمان حار يعكس مدى ثقتنا فى كلام الله نفسه !!
+ ملكوت الله وبره: ربنا عشان عارف ان تفكيرنا ارضى ويوم ما هانطلب هانقعد نطلب فى امور ارضية بحته ونادرا ما نفتكر طلبات "الروح"!!
فقال الآية المشهورة: "لكن اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم " (مت 33:6)
طيب اذا تعمقنا قليلأ في هذه الآية، هايبان معنى قوى لللآية ديه .. اذا طلبنا ملكوت الله بقلوبنا عن اشتياق وحب وتقدير لتلك المتعة الرهيبة التى قال عنها الله "مالم يخطر على قلب بشر"، هانشعر بمدى صغر طلباتنا المادية التافهه و هانسمو فوقيها حتى نصل اننا لا نريدها وقد فعلها قبلنا آلاف مؤلفة من النساك والرهبان وسكان البرية .. و ربنا هايديهالنا من غير حتى مانفكر فيها عشان نطلبها!!
ربنا عاوز يبسطنا ويتمم طلباتنا بس نفسه جدااا اننا نكبر بقى شوية ونعرف ان مش دي حياتنا اصلا ولا ديه المفروض تبقى طلباتنا ,,, احنا مخلوقين لحاجة اعظم وأسمي من كده بكتييييير .. مخلوقين للعرس السماوى .. حرام نضيع فرحتنا بإيدينا بجد
+ لتكن مشيئتك: كتير ممكن نطلب طلبات تودينا فى داهية أو حتى تؤذي غيرنا من غير مانكون احنا واخدين بالنا .. عشان كده الله علمنا اننا نقول الصلاة الربانية واللى بنقول فيها باستمرار: :"لتكن مشيئتك كما فى السماوات كذلك على الأرض" منين بقى انا بقوله لتكن مشيئتك وانا مصمم على مشيئتى اللى فيها ضرر ليا أو لغيري؟!! والضرر ده ممكن يبقى روحى أو جسدى والاتنين ربنا عاوز يحرسنا منهم ,, مش هو برضه اللى قال آية فى منتهى القوة والروعة: "خرافي تسمع صوتي و انا اعرفها فتتبعني. و انا اعطيها حياة ابدية و لن تهلك الى الابد و لا يخطفها احد من يدي" (يو10: 27-28) ياريت نتأمل مدى جمال الآية دي حتى تزيد ثقتنا بمن أحبنا حتى الموت!!
+ أعبر عنى هذه الكأس: كتير بنقول لربنا شيل يارب وارحم يارب و كأننا نقول مع المسيح صلاته الشهيرة .. أعبر عنى هذه الكأس .. مش غلط اننا نطلب من ربنا ونعبرله ونفضفضله عن اللى جوانا وعن تعبنا، ده هو اللى قال "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحما وأنا أريحكم" .. ده حتى المسيح قال أعبر عنى هذه الكأس بنفسه .. بس هو لما قال كده مش كان خوف من العذاب والموت ولا انه عاوز يرجع فى كلامه (حاشا) ... بل قال ده عشان حمل خطايانا كلها بتاعت كل الأجيال هايشيلها هو لوحده و هو قدوس وطاهر وبلا خطية، وفجأة بقى هو مدان قدام الآب وتحت حكمه، فصار لعنة بسببنا عشان ينقذنا: "اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غل 13:3) .. ما اصعب مشاعر القدوس الطاهر فى هذه اللحظات وهو يبدأ رحلة آلامه بحمل كل خطايا الشعوب ونجاستها .. طلب المسيح من الآب انه يعبر عن كأس الصليب عشان بكده هو هايخسر شعبه اللى أحبه طوال أسفار العهد القديم ,, لأنهم هما اللى هايسلموه وهايصلبوه وقلوبهم مليانه غل وحقد .. ازاى يستحمل أى انسان وهو بيشوف أهله ولخدينه يقتلوه وهو مارتكبش اى ذنب!!!
"ثم تقدم قليلا و خر على وجهه و كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" (مت: 39:26)
ولأن مشيئة الآب والابن واحده لأن لهم نفس الروح، ولأن يسوع عاوز يعلمنا ان نطلب مشيئه الله وليس مشيئة انفسنا، رضخ هو أولا لمشيئة الاب فى أقصى عقوبة متحملا اياها وحده، هو داس المعصرة وحده والكل ابتعد عنه فى اصعب لحظات ناسوته!! قبليها قال لتلاميذه: "كلكم تشكون فيا في هذه الليلة لانه مكتوب اني اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية"
نرجع ونقول أن الآب نفذ مشيئته رغم قساوته على الإبن لكن لأجل ان تكون لنا حياة ,, لأننا روحيا كنا فى تعداد الأموات ,, البار منا والخاطئ!!
كثيرا ما يصعب على الله السماح بالتجارب والأمور الصعبة لنا لكنه يفعل ما يفيد روحنا بالدرجة الأولى قبل جسدنا ..
+ انتهى كلامى ,,, اتمنى اني اكون قدرت أوصل شئ بسيط فى الجانب ده ,, ربنا يفتح بصيرتنا كلنا
+ ده لينك ترنيمة "حلمنا" لفيفيان السودانية، الترنيمة مناسبة جداا للموضوع ده و انا حتى كنت بسمعها أثناء كتابتى دلوقتى ..
http://www.4shared.com/audio/_1KT9wIN/Helmena.html