عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 70 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: •√♥ميك منتدى ارثوذكس ♥√•

كُتب : [ 04-02-2011 - 11:57 PM ]


إخوتي الأحباء في الرب الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير
نعمة لكم وسلام من إلهنا القدوس الذي يحثنا على أن نتغير إليه ونتزين بزينة الروح السماوي حتى نصير مع الكنيسة عذراء عفيفة له ، وكعذارى حكيمات نملأ أوانينا بزيت الروح فنُضيء في هذا العلم ويشع منا نوره العظيم، حتى كل من يرى أعمالنا يمجد الله ويَغير غيرة حسنة في المحبة والإيمان ويأتي إليه لينال ما نلناه منه ، وفي النهاية يكون له المجد كل حين من الجميع ...

وإذ كنت في تعب ومشقة طول هذا النهار ولم أكن أرغب في الكتابة الآن وحاولت أن استأذن من أخي المحبوب الذي أحبه واحترمه جداً كأخ غالي ، ولكن حينما دخلت على الموضوع وانا منتظر منه قبول اعتذاري فوجدت أن محبته اسرتني فلم أكن قادراً على أن أحقق مطلبي الشخصي لأن راحتي في المحبة ، لأن شعور المحبة يغلبني ويغلب ضعف جسدي حتى أنه يولد في القدرة على غلبة ضعف الجسد ونوال قوة أخرى هي قوة المحبة التي تجعلنا نبذل أنفسنا للموت لأن المحبة من الله بل هي الله ، وكل من يطيعها يغلب ضعفه ويغلب قوة العالم بما فيه وينتصر على روح الشر والفساد ...

ولأن محبتكم تشدني وغلبتني فأخذت أكتب بما يجول في خاطري لأهديه لأروع إخوة أحببتهم من قلبي وبشدة حسب عطية الله وليس بقدراتي الخاصة وشطارة نفسي ، وأردت أن أسلم لكم خبرة صغيرة أشعرها في داخلي كما يشعرها الكثيرين ...


+ يا أحبائي أعلموا يقيناً وتحسسوا موضعكم فيما أكتب ، فهناك حركات روحية عميقة في كل نفس ؛ فمنذ الطفولة نشعر بحركات داخلية عميقة وحنين قوي لما هو أعلى ونشتاق لما هو أسمى ...
فكثيراً ما لا نرضا عن الحياة بما فيها ولا نعرف من أين يأتينا هذا الشعور ، وأحياناً نرضى ونفرح ونقبل ما هو حولنا ونسعى لكل ما في الحياة ونركض وراء العالم ونطالب أن ننال ونأخذ كل شيء !!! ونبقى في النهاية في حيرة وتعجب من أمرنا ؛ وقد مررت بهذه الحالة كثيراً ومراراً منذ الطفولة وكثيراً ما تساءلت من أنا ولماذا هذا الانقسام العجيب والغريب فيَّ ولماذا لا أرتضي بحياتي ولا ارتضي بالعالم ولا أكترث بكل ما فيه وما يقدمه وما يعطيه ، ولا أشعر أني في حاجة لمباهج الحياة ولا أتحرك نحوها مثل معظم الشباب ولا يراودني أي شعور بأني ناقص أو أحتاج شيئاً !!!
وأحياناً أتعجب من حالي إذ أجدني أريد ما يريده الجميع وأحاول أن أحلم واسعى أن أحقق مكاسب وغنى مثل كل من يسعى للغنى ويحلم به ، ولكن شعوري لأني لا أريد من هذا العالم شيئاً ، هو الذي يغلبني لأنه أقوى بكثير من رغبتي فيه !!!

وأحيانا – رغم كل ما أشعره – أُصدم من نفسي واستيقظ وأجد أن الخطية سادت علي برغبتي وإرادتي وحدي ومحبتي للذتها الخادعة ، ولكن أجد أيضاً أني لا أقيم لها اعتبار أو شعور بيأس بل أدخل في حالة ندم مشحون بالرجاء الحي بيسوع وحده وليس بقدراتي الخاصة ، وصار حنيني إلى الله أقوى بل يجعلها تتصاغر وتسقط أمامي ولا يوجد لها مكان أو سلطان مهما تعاظمت أو فاقت الحدود في نظري ...
وشعوري الباطني الذي يسود : أن دم المسيح ربنا القدوس هو أقوى وذات سلطان أعلى من أي خطية مهما كانت ولا يوجد قياس بينهما إطلاقاً ، لأني اعتبر أن قطرة واحدة من دم ربنا يسوع كفيلة أن تطهرني بل وتطهر العالم كله مجتمع معاً من أول آدم لآخر إنسان في الوجود آلاف وملايين المرات وبما يفوق خطاياه أضعاف مضاعفة من عوالم أخرى ، ولا عجب لأنه دم حمل الله رافع خطية العالم ، دم ابن الله الحي ...

ولكني في النهاية وجدت السرّ وحالة الاتزان الحقيقية ، لأن في باطني اشتياق قوي ذات سلطان نحو الله ، إذ ينتابني جوع لا ينطفئ إليه ، وكل يوم أعبر على الكتاب المقدس وكتابات الآباء واشعر كم أنا جوعان ومشتاق جداً بما يفوق قامتي لأشبع من كلمات الله وحياة التقوى التي تأكل في كياني كالنار التي لا تُطفأ قط ...
كم تتسابق دموعي بأنين داخلي لتصرخ من أعماق وجداني لله لأني أحتاج إليه كمحبوب نفسي الذي أشتاق أن أحبه بحب جنوني حتى أشعر بحضنه الدافئ وقبلات محبته الأبوية ...

والغريب في نفس ذات الوقت ، أنه كلما اقتربت منه وشعرت أني قريب أشعر بحب شديد نحو العالم لا من جهة مباهجه وأمواله إنما من جهة كل من فيه من إخوة وأخوات في نفس ذات الجسد واللحم ، إذ اشعر أني أحب الكل واشتاق لخدمة الجميع ، لا من باب أنني أريد أن أنفذ ما هو واجب عليَّ ، إنما أشعر أني بدون أخوتي في البشرية الواحدة لا يحق لي أن أقترب من الله لأني منهم وبهم وفيهم لله ، بل ونقائصهم نقائصي وضعفهم ضعفي عينه ...

فكم أشتاق أن أغسل الأقدام لا من باب الأتضاع والتنازل ، لأني فعلاً أقل من الجميع لبسبب خطايايا المفضوحة أمام سيد الكل وفاحص الكلى والقلوب الحي ، إنما من باب الحب الحقيقي ، لأن كلما أشعر بمحبة الله أجد محبة الآخر تحصرني وتشدني بقوة وسلطان عجيب ، بل وأجد نفسي محصوراً في خدمة الآخر ، بل استعبد نفسي لكل آخر بالحب الذي لنا من الله ، لأن محبة الله صارت ذات سلطان فائق يجعلني آخذ من ربنا يسوع وأحب أن أتمثل به في أمره الإلهي لينا أن نفعل مثله حينما غسل أرجل الرسل ...

وأكشف لكم أهم سر في حياتي ، حقيقي رائع وكثيراً ما أعانني ولازال يعينني وهو قول الأب صفرونيوس لتلميذه ثيؤدوروس : [ لا توبة بدون محبة حقيقية ؛ لأن توبة الخوف ناقصة بذل المحبة ، ولا توبة بدون بذل ؛ لأن الخوف – حتى من العقاب – يلد توبة مريضة . كل زمان – مهما كان – زمان توبة ، ومن يتوب كل ساعة تنمو محبته دائماً ]

أقبلوا مني كل تقدير ومحبة صادقة في ربنا يسوع
طالباً من الله أن نكون جميعاً معاً مقدسين في الحق مملوءين سلاماً
ونحيا حياة التوبة في فرح المحبة الدائمة ليسوع مخلصنا الصالح

رد مع إقتباس