عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية اشرف وليم
اشرف وليم
ارثوذكسي ذهبي
اشرف وليم غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 104304
تاريخ التسجيل : Apr 2010
مكان الإقامة : الاسكندرية
عدد المشاركات : 7,428
عدد النقاط : 23
قوة التقييم : اشرف وليم is on a distinguished road
Heartcross القيامة هى لقاء شخصين متحدين (قداسة البابا شنودة الثالث)

كُتب : [ 05-16-2013 - 07:42 PM ]




هذان الصديقان عاشا معًا العمر كله، منذ الولادة، بل وقبلها أيضًا، أثناء الحمل في بطن الأم، لم يفترقا لحظة واحدة، وأعني بهما الجسد والروح. كل منهما طبيعة متميزة تمامًا: الجسد طبيعة مادية، والروح طبيعة روحية، اتحدا في طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية، لا تستطيع أن تفصل بينهما فتقول هنا الجسد وهنا الروح، عاشا بهذه الوحدة العجيبة، التي يعبر فيها الجسد عن كل مشاعر الروح: إن فرحت الروح، يبتسم الجسد ويتهلل. وإن حزنت الروح، يظهر حزنها في عينيه.. وبعد عمر وحياة، انفصل الاثنان بالموت. وأخيرًا يلتقيان في القيامة.. بعد غربة طويلة، ويتحدان مرة أخري!

تري ما هي مشاعر الروح وهي تلقي بجسدها، شريك العمر، ربما بعد آلاف أو مئات السنين، مثلما تلتقي أرواح آدم ونوح وإبراهيم بأجسادها..!!

تلتقي الروح بجسدها، بعد أن رأته يتحول إلي حفنة تراب، ثم يعود، وفي صورة أبهي من الأول، بلا أي عيب، ولا نقص، حتى العيوب التي كانت فيه أثناء ذلك الزمان السحيق.. نعم، يقوم بلا عيب، لأن العيوب لا تتفق مع النعيم الأبدي. وأيضًا يعود وهو أكثر صداقة، فلا يختلف إطلاقًا في الحياة الأخرى مع الروح، إذ يقوم جسدًا روحانيًا..

2- اللقاء العجيب الثاني في القيامة، هو لقاء شعوب وأجناس التاريخ.

إنها قيامة عامة منذ آدم، تجتمع فيها كل الشعوب والأجناس، التي عاشت خلال أجيال وقرون، بكل ملامحها ولغاتها، بكل أبطالها وقادتها. ألعلها تتعارف وتتفاهم؟! نعم، بلا شك. لأنه ستكون للكل لغة واحدة هي لغة الروح، أو لغة الملائكة. حقًا ما أعجب هذا اللقاء! إنه قصة القصص، وحكاية دهور طويلة. وأجمل ما فيه موكب المنتصرين، الذين جاهدوا خلال حياتهم في العالم وغلبوا. انتصروا للحق والقيم.

يلتقون ووراء كل منهم رواية روتها الأجيال.. ويعود العالم شعبًا واحدًا كما كان، قبل أن يفترق ويتشتت..

تري كيف سيكون لقاء الشعوب التي كانت متصارعة من قبل؟ أتري تبدو أمامهم تافهة "جدًا"، تلك الأسباب التي دعتهم من قبل إلي الصراع؟!

3- اللقاء الثالث العجيب، هو لقاء البشر والملائكة:

وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهم طبيعة أخري أسمي من طبيعتنا، ولكن اللقاء بهم هو إحدى متع الأبدية..

4- وأسمي من هذا كله بما لا يقاس: لقاؤنا مع الله..

التقاؤنا به تبارك اسمه-هو النعيم الأبدي، ولا نعيم بدون الله.. هنا ويقف قلمي في صمت خاشع، لأني أمام أمر لا تستطيع الألفاظ أن تعبر عنه لأنه فوق مستوي اللغة في التعبير، وفوق مستوي العقل في التفكير..

القيامة إذن هي لقاء عجيب

البابا شنودة الثالث




رد مع إقتباس
Sponsored Links