عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

RG6 رد: عشرة مقالات على شكل رسائل تصلح للشباب والخدام وهي تخص البنيان الروحي (الجزء الأول

كُتب : [ 09-17-2018 - 11:57 AM ]



v أكتب إليكم أيها الأحباء لأنكم تحبون الرب وتبحثون عنه بكل قلوبكم
لأن الآب يسمع لمثل هؤلاء حين يُصَلُّون إليه، فيباركهم بالبركات السماوية الخالدة، ويستجيب لكل طلبات نفوسهم عندما يتضرعون إليه باسم المسيح يسوع الابن الحبيب، لأن الروح القدس نفسه هو الذي يولد فيهم الأشواق الروحية الحارة ويشفع فيهم بأنات لا يُنطق بها.
أما الذين يأتون إلى الآب السماوي بقلب منقسم، أي برأيين، فمثل هؤلاء لا يصغي إليهم في أي شيء يطلبونه، لأن الإنسان صاحب الرأيين لا يثبت في طريق واحد، ولا يستطيع ان يتخذ قراراً حاسماً في جميع أموره، بل يظل متردداً مضطرباً، في حيره من أمره لأنه لا يعرف ماذا يُريد على وجه التحديد، لأنه عادةً يُريد شيئين متخالفين لا يجتمعوا معاً، مثل إنسان وقف في مفترق الطرق ويريد أن يسير في طريقين متخالفين لأنه يُريد أن يصل لنهايتهما معاً ويشتهي أن يحصل على مكافئتهما، وبذلك يحدث له شلل في الحركة فيمكث مكانه بلا حراك، لأنه من الناحية العملية يستحيل السير في طريقين متضادين، لذلك يظل واقفاً حتى يباغته الموت فجأة وهو ما زال متسمراً في مكانه يغط نوماً في أحلام اليقظة بسيره في الطريقين فرحاً ببلوغ غايته.
v فاسمعوا يا أبناء الوعد، وعد الحياة الأبدية،
اسمعوا وصايا الحياة، واصغوا وتعلموا الحكمة، فلماذا تشيخون في أرض غربة هذا العالم الموضوع في الشرير، وفي عداد الموتى تُحسبون، تعالوا وارتووا من ينبوع الحكمة، كلمة المشورة الأزلية الخارجة من فم العلي، فإذا سلكتم في طريق الله لعشتم حياتكم في ميراث السلام المُعطى لنا من ملك المجد مدى الأيام، فتعلموا أين الحكمة، وأين القوة، وأين الفهم، حتى تعرفوا أين الحياة، وأين النور لعيونكم، وأين السلام وطول البقاء للأبد كخليقة جديدة تتبع المسيح الرب في التجديد، ولذلك مكتوب: اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ (يعقوب 4: 8)
v فللأسف الشديد فأن الجانب الأكبر من جيلنا هم هكذا،
وغالبية الذين يخدمون من فوق المنابر لم ينالوا القوة الإلهية التي تُشبع النفس وتملأها بالابتهاج وتجلب لها يوماً بعد يوم المسرة التي تلهب القلب في غيرة الرب على هيكله المقدس الذي نحن هوَّ، بل إنهم يعملون أعمالهم مثل باقي الناس الغرباء عن الله، مع أنهم في الشكل والمظهر – امام الجميع – خُدام المسيح، لكن عرش قلبهم لا يجلس عليه سوى عقلهم المفكر، لهذا تتخلى عنهم القوة الإلهية لأن الرب لا يتوافق مع أعمال الإنسان الطبيعي لأنه لن يستطيع أن يُرضي الله لأنه ليس في الروح، بل في الجسد، لأن روح قيامة يسوع منطفئ فيه، لأنه يحيا وفق أعمال الناموس الذي لم يفلح أحد في تتميمها كاملة، لأن أعمال الإنسان العتيق لا تتوافق مع الإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه حتى لو اتخذ شكل القديسين وتقمص شخصيتهم وعمل أعمالهم، لأنه لا ينفع وضع رقعة جديدة على ثوب عتيق، لأنه ليس بالمعرفة العقلية حسب كلام الإنسانية المقنع يخلُّص الإنسان، بل بالتجديد ولبس الإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه، لذلك يقول الرسول: لان كلكم الذين اعتمدتم في المسيح قد لبستم المسيح، ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه (غلاطية 3: 27؛ كولوسي 3: 10).
v فانصتوا بخوف الله:
الحكمة هي كتاب وصايا الله وشريعته الخالدة الظاهرة في إنجيل خلاصنا، وكل من تمسك بها يتأدب وتتقوم نفسه فيكون لهُ الحياة، والذين يهملونها هم المدللون المنفعلون نفسياً المهتاجين عاطفياً وليس لهم روح الحياة في المسيح يسوع الذي يعتق من سلطان الخطية والموت، وهؤلاء هم الذين يبغضون التأديب والتهذيب فيُساقوا من قِبل أعدائهم (الشياطين) في الطُرق الوعرة كغنم سلبها قُطاع الطُرق فيموتون في خطاياهم ولا يقومون منها.
v أما أنتم أيها الأحباء لستم كهؤلاء السكارى بخمر خديعة الإثم
فاحتملوا تأديب كلمة الله واصبروا لها واخضعوا تحت يد الله القوية الشافية بكل تواضع قلب، فالجراح الماهر يعرف كيف يمسك بالمشرط بيدٍ ثابتة مُدربة تستطيع أن تستخرج الورم الخبيث بمهارة فائقة، وبكل سهولة شديدة، حتى يتم شفاء الجسد بالتمام، وبكون الرب المسيح هو طبيب النفس فهو يعرف كيف يجرحها ليستخرج منها سم الحية القاتل للنفس، فينقذها ويخلصها من بؤسها، وبكونه راعٍ يرعى قطيعه لا يرفع عصا التأديب حتى تتقوم وتسير باستقامة فرحة مملوءة من كل تعزية سماوية.
v فتشجعوا يا إخوتي متكلين على محبة الله وإحسانه الفائق،
واتكئوا على عكاز الصلاة بكل ثقة الإيمان الحي، لأن الذي دعاكم بالمجد والفضيلة يُريد أن يهبكم العطية الفريدة حتى تمتلئوا منها بالتمام، وهو الروح القدس، لأنه لا يُعطينا بركات أرضية زائلة ومتقلبة بل العطية السماوية الثابتة الغير متغيرة، فأعظم ما نطلبه الآن منه هو الامتلاء بروحه، وهذا يحتاج منا إصرار وصلوات لا تنقطع بكل صبر ومثابرة، حتى ننال تلك القوة السماوية ونحيا بها في غربتنا على الأرض لكي نُحفظ مُملحين بالملح السماوي فلا نفسد أبداً مهما ما حاربنا العدو، لأن طالما ضمنا أن الله معنا فمن هذا الشيطان الأغلف الذي يستطيع ان يُعير شعب الله الحي ويسلبه غناه الذي في المسيح يسوع ربنا.
v فلا تسكتوا ولا تدعوه يسكت
حتى يصيركم أشجار برّ غرس الرب للتمجيد، لكي نخلع كلنا معاً لُباس النوح والمذلة، ونلبس رداء الابتهاج، متسربلين بثوب الصلاح الذي من الله، لنتوج بتاج المجد الملوكي حتى يُظهر الله بنا بهاء الخلاص لكل الشعوب تحت السماء فيتوبوا ويعودوا إليه شوقاً فيتذوقوا معنا حلاوة بهاء مجده الخاص.
v ليُديم الله لكم تمام صحة الروح والنفس والجسد،
حتى يأخذنا كلنا معاً إلى الملكوت مع آبائنا الذين أكملوا حياتهم حسناً، والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج يملأ قلوبكم فرحاً وسلاماً آمين.

رد مع إقتباس