عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

RG6 رد: عشرة مقالات على شكل رسائل تصلح للشباب والخدام وهي تخص البنيان الروحي (الجزء الأول

كُتب : [ 09-17-2018 - 11:58 AM ]



v أكتب إليكم بكونكم أبناء أعزاء،
أبناء الوعد المختوم بدم العهد الجديد، دم حمل الله رافع خطية العالم، الذي لا يشاء موت الخاطئ لأنه مسرة الآب الصالح أن يرد بني البشر إلى المجد الأول الذي كان لهم منذ بدء الخلق الأول، وهو مجد الحضرة الإلهية، لأن الأب الذي يحب ابنه يُريد أن يتمتع بميراثه ويحيا في شركة أهل بيته الخاص، وعلى هذا الأساس الصالح ينبغي علينا أن نُصلي ليلاً ونهاراً كي يحرسنا الرب من كل شبه شرّ ويمنحنا روح الحكمة والإفراز والرؤيا النبوية التي حسب الإنسان الجديد الصالح التي مسيرته في السماويات جهاد الأمناء الناضجين المحبين لله حافظي وصاياه، لكي نستطيع – بسهولة – أن نُميز بين الخير والشرّ في كل الأشياء، لأنه مكتوب "أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مُدربة على التمييز بين الخير والشرّ" (عبرانيين 5: 14)، لأن هؤلاء هم أبناء الملكوت الحقيقيين، والذين أحصوا مع أبناء التبني في المسيح يسوع، الذين يهبهم الرب رؤية جديدة في كل عمل صالح يعملونه، حتى لا يخدعهم أحد سواء من الأفكار الطبيعية التي للنفس بسبب تربيتها الإنسانية ومزاجها المتقلب، أو حتى من أي إنسان أو الشياطين المحاربين الأشداء.
v لأن المؤمن الناضج البالغ،
الرجل في الإيمان، لا ينخدع تحت ستار الخير، فكثيرون هكذا يُخدعون لأنهم لم يأخذوا بعد هذه الرؤيا الجديدة من الرب، بكونهم أطفالاً يحتاجون للبن العقلي العديم الغش: لأن كل من يتناول اللبن هو عديم الخبرة في كلام البرّ لأنه طفل (عبرانيين 5: 13)، لهذا فأن القديس بولس الرسول لأنه يعرف أن هذه هي ثروة المؤمن العظيمة يقول: [بسبب هذا أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح، لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن، وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبة، حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة] (أفسس 3: 14، 16، 18)، لأن بولس الرسول لشدة محبته لأبنائه الذين يتمخض بهم إلى أن يتصور المسيح في قلوبهم، أراد أن توهب لهم هذه الثروة العظيمة من المعرفة – التي هي الرؤيا الجديدة – لأنه كان يعلم أنه إذا أُعطيت لهم فلن يجدوا أي عائق في أي عمل صالح، ولن يخافوا من التجارب والأزمات والاضطهادات التي تأتي عليهم من أجل حياة التقوى والتزامهم بالطريق المستقيم، بل تشملهم البهجة الإلهية ليلاً ونهاراً ويستعذبون دائماً عمل الله لأنه يكون عندهم أحلى من العسل وقطر الشهد ( مزمور 19: 10)، لأن الله بنفسه حاضراً معهم على الدوام ينصفهم وينصرهم ويعطيهم إلهاماً وأسراراً عظيمة تفوق النطق والشرح والتفسير.
v لهذا يا إخوتي،
في هذه الأيام الصعبة التي وضعت فيها الفأس على أصل الشجرة، لأن الشجرة تُمتحن وتُعرف من ثمارها، صلوا ليلاً ونهاراً حتى تنالوا موهبة الإفراز والتمييز وتلبسوا روح النبوة، أي التعليم الإلهي الكامل، حتى تثبتوا في الكرمة الحقيقة وتستكملوا المسيرة للنهاية دون أن تتعطلوا وتتوقفوا ولو للحظات، لأن كثيرون تعثروا وسقطوا وأربكتهم رؤيتهم القاصرة بسبب عدم النمو الروحي السليم، وتسرعهم في حمل نير الخدمة قبل أوان نضوجهم، فصاروا أطفالاً تحملهم كل روح تعليم تُدغدغ عقولهم وتقنع أفكارهم الغير ناضجة، إذ أنها في الشكل والمظهر تبدو صالحة جداً، لكنها تضلهم عن الطريق السوي السليم، فلزماً علينا كلنا أن نُصلي بجدية ولجاجة لكي ننال هذه الدرجة التي لا يبلغها كثير من الذين آمنوا بالمسيح وساروا في الطريق الروحي، عدا قلة منهم انتبهوا لحياتهم، وشهوة قلبهم أن يلتصقوا بالرب مميزين صوته، عارفين مشيئته، سائرين باستقامة وبخطوات ثابتة نحو ملكوت ابن محبة الآب.
v فأن شئتم أن تبلغوا هذه الدرجة
ابتعدوا عن صراعات الناس التي تبدو صالحة ونافعة والتي تظهر أنها تُدافع عن الإيمان المستقيم بكل قوة وحماسة الغيورين على الحق، وتجنبوا مُعاشرة المنقسمين على أنفسهم وعلى الكنيسة، الذين يصنعون شقاقاً باسم الدفاع عن الحق، لأن هذا لن يُجدي نفعاً، ولن يُساعدكم على التقدم، بل بالعكس يُطفئ غيرتكم الحسنة الصالحة دون أن تدروا أو تشعروا، فاهربوا من الانقسامات والمحبين للناس مادحي الرؤساء عن باطل أو حتى عن حق، وابتعدوا عن المتراخي لأن ليس لديه غيرة بل يتبع هواه.
v لا تطفئوا الروح (1تسالونيكي 5: 10)،
لأن الروح ينطفئ بسبب الرغبة في رد الشر بالشر، وبالهجوم والدفاع عن صورة الحق، وأحاديث لغو الكلام الفارغ، لأن إبليس يتغذى على الخصومة بين الناس التي تفصل النفس عن خالقها وتدمر ملكات النفس الروحية، فاحذروا الجدل والمناقشات السخيفة والغبية، ومعاشرة الذين يجهلون ما هي مشيئة الله، لأن هؤلاء لا يساعدون الناس على النمو في القامة الروحية، بل يربكوهم بالمحادثات الشبه روحية والتي بطبعها تُغري حماسة الشباب وتُثير عاطفتهم وتطفي روح الحكمة في الشيوخ، فاحذروا من الأحداث التي تحدث اليوم لئلا تقعوا في الفخ لأن إبليس خصمنا كأسد زائر يجول يلتمس من يبتلعه.

سلام لكم من الله في روح الاتضاع


رد مع إقتباس