عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

RG6 رد: عشرة مقالات على شكل رسائل تصلح للشباب والخدام وهي تخص البنيان الروحي (الجزء الأول

كُتب : [ 09-17-2018 - 11:58 AM ]



v أن كل من يهاب الله ويرعى قلبه ويحيا بخوف التقوى حافظاً وصاياه،
هو ابن حقيقي لله في المسيح، لأن كل ابن حقيقي يخاف أبيه لا خوف العبيد الأجراء المتوقعين العقوبة عند أدنى خطأ ومن ثم الرفض والطرد خارجاً، بل مخافة الأبناء الحقيقيين المحبين لأبيهم، لأن جل ما يهمهم أن لا يجرحوا محبته، بل سعيهم في كسب ثقته، من أجل ذلك يحيون أمناء للنهاية سائرين أمامه في طريق الكمال والقداسة، واثقين في محبته الفائقة، متقبلين عطاياه بشغف كمن يتقبل الجواهر الثمينة، وبذلك يصيرون سفراء أمناء لأبيهم ويستحقون أن يخدمونه، لأنهم يتحركون حسب مسرة مشيئته المعلنة في كلمته الصالحة لخلاص النفس.
v وهذه الخدمة ليست هي الكمال في ذاتها،
بل فيها إعلان برّ الله بالإيمان إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، وهذا البرّ المعلن هو الذي يقود إلى التبني، لأن الهدف من الخدمة هو أن يتصور المسيح في قلوب المدعوين للحياة الأبدية، ولهذا السبب فإن الخُدام المدعوين من الله، وهم الجماعة المقدسة الذين اختارهم الله وائتمنهم على كرازة ملكوت الله ونالوا سر النداء الإلهي بسلطان قوته: [توبوا وآمنوا بالإنجيل]
v فالخادم الحقيقي هو الممتلئ بصلاح الله يحيا أسير يسوع،
لذلك نجد الرسول يقول: [بولس أسير يسوع المسيح المدعو رسولاً] (أنظر أفسس 3: 1، رومية 1:1). لذا فإن ناموس روح الحياة الجديد المحفور فينا بإصبع الله، يعمل فينا بعبودية صالحة، لا عبودية القهر والمذلة، بل بحرية البنين الذين استعبدوا أنفسهم – بكامل إرادتهم ومسرتهم – لأبيهم الصالح المؤتمن وحده على حياتهم، لأنه قائدهم في النور، لأن كل قصده أن يجعلهم قادرين – بنعمته – على السيادة على كل شهوة، حتى يصيروا كاملين في الخدمة الصالحة للفضيلة، مقدمين الخبرة الروحية في كلام البرّ الصالح النافع لكل نفس يخدمونها لكي تكون هيكل مقدس لحلول الله وسكناه.
v فاحذروا من ان تأخذوا منابر الخدمة دون خبرة
روحية حقيقية ودعوة صريحة من رأس الجسد أي الكنيسة، الذي هو شخص ربنا يسوع، لأن الخدمة دعوة مقدمه من رب الحصاد لكي يُعين وكيلاً أميناً يعمل في وكالة سيده، ويعطي العلوفة في حينها لكل واحد حسب نصيبه وما قُسم لهُ، لكي ينمو في برّ الإيمان ويسير في طريق التقوى بسهولة دون عراقيل، لأن في النهاية سيقدم كل واحد حساب وكالته للسيد، والذي اغتصب هذه المكانة التي ليست من حقه سيُفضح أمره، ومن ثم يُطرد خارجاً لأنه سارق ولص.
v فكونوا عقلاء واعرفوا أنفسكم وافهموا دعوتكم واحسبوا النفقة،
ولكي تكون حسبتكم صحيحة نافعة، اعلموا أن الخدمة ليست نُزهة ولا إقامة أفراح، ولا هي للبهجة ولا ألقاب ولا كراسي ولا كرامة ولا مجد ولا لكي تكون ملقب بالأستاذ فلان أو بأي لقب شريف يُدعم كرامتك، لأنها بذل النفس بذبحها وسفك دمها وإهدار كرامتها للتراب، لأن الرب لما أتى ليخدم بذل نفسه للموت، أخلى ذاته وتنازل ليصير عبد وغسل أقدام الرسل، تألم وهو في الجسد بأشد أنواع الآلام، من خيانة وبيع وترك وتخلي وصراخ الشعب كله الذي صنع معهُ خيراً (أصلبه، أصلبه، دمه علينا وعلى أولادنا)، ومن ثم حمل الصليب وسار بثبات نحو الموت، ومات فعلياً ومن ثم قام.
v فأن صرت خادماً وافتخرت بخدمتك وفرحت بألقاب الناس وتكريمهم
ولم تتوقع الصليب ولم يكن عندك أدني استعداد أن تحمله لترتفع عليه مفضوحاً أمام الجميع، ومن ثم تموت عليه فعلياً، فأنت لم تحمل نير الخدمة بعد، بل أنت تخدم يا إما ذاتك أو آخر غير المسيح الرب المجروح لأجل معاصينا والمسحوق لأجل آثامنا.
v كل من خدم الرب أُضهد من الناس وكلماته لم تكن مقبولة
فالصوت الصارخ في البرية الذي أعد طريق الرب كان مرفوضاً من المؤتمنين على الشريعة، حتى الرسل وكل من خدم ربنا يسوع بإخلاص – على مر التاريخ المسيحي كله – قد رُفض وقاومه الناس بشدة على أعلى مستوى من الاضطهاد والرفض والتعيير والتشهير، فانتبهوا واعرفوا أن الخدمة هي عملية تجنيد، ومن تجند للرب لا يرتبك بأمور هذه الحياة ولا يسعى لراحته فيها أو يبتغي مدحاً أو شكراً من أحد، لأن كل ما يسعى نحوه أن يُرضي من جنده، ولا يُرضي الناس بل إلهه الحي.

رد مع إقتباس