عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 5 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طوبى لمن عمل وعلم - موضوع يختص بالتطبيق العملي للحياة المسحية

كُتب : [ 06-02-2020 - 11:45 AM ]


عموماً الإيمان بكلمة الله، دون أن نتبع الرب فعلياً، ليس لهُ أي معنى أو قيمة تُذكر؛
فالإيمان لهُ متطلباته، ومتطلبات الإيمان الحي هوَّ سماع صوت الله وحفظ وصاياه التي تحمل قوة تنفيذها فيها، ولأن الإيمان ينشأ بدافع من الحب، أي حب الإنسان لله، فالحب وحده يدفع الإنسان بتلقائية بحفظ وصايا من يُحب: الذي عنده وصاياي ويحفظها، فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي. (يوحنا 14: 21)
=====
وماذا يعنى حفظ الوصية، غير الطاعة: بالإيمان إبراهيم لما دُعيَّ (من الله) أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي، بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكنا في خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه، لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله، بالإيمان سارة نفسها أيضاً أخذت قدرة على إنشاء نسل وبعد وقت السن ولدت إذ حسبت الذي وعد صادقا، لذلك ولد أيضا من واحد وذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد، في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض، فأن الذين يقولون مثل هذا يظهرون إنهم يطلبون وطناً، فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع، ولكن الآن يبتغون وطناً أفضل أي سماويا، لذلك لا يستحي بهم الله أن يدعى إلههم لأنه أعد لهم مدينة، بالإيمان قدم إبراهيم اسحق وهو مُجرب (test)، قدم الذي قبل المواعيد وحيده، الذي قيل له انه بإسحق يدعى لك نسل، إذ حسب إن الله قادر على الإقامة من الأموات. (عبرانيين 11: 8 – 19)

=====
عموماً، الحياة المسيحية، حياة عمل، بمعنى أنها حياة تنحصر في عمل الإيمان العامل بالمحبة، المحبة التي بدورها تدفع الإنسان لتبعية الرب من كل قلبه، وتبعية الرب تُلزم الإنسان بالطاعة التامة لوصاياه.
=====
إذاً فحياتنا المسيحية على مستوى الفعل والعمل كواقع، لا بُدَّ من أن تمتلئ من حياة الإيمان المدعمة بالطاعة الخالصة، وهذا الإيمان هوَّ الإيمان الحي الذي يجعلنا من خلال كلمة الله أن نتغير، ونندفع وراء الرب المسيح ملك المجد بأتباعه حتى الموت موت الصليب، حاسبين كل الأشياء (مهما ما كانت بل وكل شيء وأي شيء) خسارة ونفاية من أجل فضل معرفته، لأننا لن نستطيع أن نحيا مُجاهدين ضد الخطية حتى الدم، نحيا حياة الغلبة والنصرة، بحياة مقدسة شريفة (حسب إرادة الله) متفقة مع وصاياه الخفيفة والحلوة للنفس التي تحبه، طالما لم نحسب تلك الحسبة (أي حساب كل الأشياء خسارة) نستخدم العالم لكن قلبنا ليس فيه، أي نستخدمه على مستوى الخارج حسب حاجتنا الطبيعية، لكن قلبنا غير متعلق بأي شيء فيه على الإطلاق لذلك لا نحزن على خسارة ولا نفرح بمكسب.

رد مع إقتباس