الموضوع: مشيئه الرب
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 06-12-2007 - 07:33 PM ]


حبيبة مخلصنا يسوع المسيح
ببساطة وسوف اشرح الآية في سياق النص مرة أخرى بأكثر تفصيل من النص الأصلي وكتابات الآباء
ولكن الآن نستوضح مشيئة الله في عجالة ثم كيف نتعرف عليها بتدقيق :

كلمة مشيئة الله في الكتاب المقدس لها سرها وآياتها المرتبطة بها ارتباط وثيق ففي أفسس الإصحاح الأول يقول القديس بولس الرسول :

9 إذ عرّفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه
10 لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض في ذاك
11 الذي فيه أيضا نلنا نصيبا معيّنين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته
12 لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح.
13 الذي فيه أيضا انتم إذ سمعتم كلمة الحق انجيل خلاصكم الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس
14 الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده

مشيئة الله مرتبطة ارتباط وثيق بشخص ربنا يسوع المسيح وعمله الخلاصي في حياتنا وقبولنا هذا العمل
وأن تتبعتِ كل الآيات التي تتكلم عن مشيئة الله ستصير واضحة جداً بلا أدنى شك وسيتجلى أمامك بكل وضوح كلمات الرسول بلا شرح أو تعليق !!!

ولكن الوعد وعد ها تناول بالشرح الآية بعد أن أترك فرصة ومساحة للجميع للبحث عن الآيات المتعلقة بكلمة مشيئة الله في الكتاب المقدس لنتدارك معناها ونستوعب سرها ونفهم أن مشيئة الله مش إرغام الإنسان على حياة معينة أو منهج خاص أو طريق محدد لأن هذا اختيار الإنسان الحرّ في ضوء معرفة سرّ مشيئة الله في المسيح يسوع ...

أننا دائما نقع في الخلط بين إرادة الله ومشيئته وحرية الإنسان واختياره ، وننسى إن الله له مشيئة للجميع في يسوع المسيح واضحة في الكتاب المقدس جدا لكل من يقرأ بتدقيق وصلاة طالباً أن يستوعب أسرار الله ...

ولو دققنا في الإصحاح من أوله ها نقدر أن نفهم قصد القديس بولس الرسول :

13 ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور.لان كل ما اظهر فهو نور.
14 لذلك يقول استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح
15 فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء
16 مفتدين الوقت لان الأيام شريرة.
17 من اجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب.
18 ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح

الذي يجعلنا نتدارك مشيئة الله ونعرفها ونعلمها حسب مقاصده هو تحرير النفس
يقول القديس أغسطينوس في اعترافاته :
[ وقفت على قمة العالم حينما أحسست في نفسي أنني لا أشتهي شيئاً ولا أخاف شيئاً ]

في الحقيقة إما تكون النفس خاضعة لله تماماً ، فتكون هنا الذات البشرية غير مستقلة بذاتها أي ليس لها كيان مستقل عن الله ، بل تكون إرادتها ومشيئتها هي مشيئته ، وفي هذه الحالة فقط تكون مهيأة للوجود الدائم مع الله وبالله ، أي في تذوق عميق لخبرة القديس بولس الرسول :
مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَِّ

وإما أن تكون النفس غير خاضعة لله ، وذلك عندما تستقل بذاتها وبحريتها عن مشيئة الله في المسيح وإرادته وتعمل هواها وشهواتها وهذا واضح من مقطع رسالة أفسس لو قرأناها من أول الإصحاح
وهنا تكون الذات البشرية حية لذاتها ميتة عن الله ، ويصبح لها وجود وكيان مستقل عن الله ولكنه وجود في الشرّ وكيان قائم على الوهم المادي وتكون في بعدها عن الله هالكة لا محالة وهذا قصد القديس بولس بالجهل الواضح في الآية وما قبلها من أفعال النفس الحرة من الله ومرتبطة بعالم الشهوات الخبيثة ...

والذي يجعلنا ندخل في عمق المعرفة لمشيئة الله لنا في ربنا يسوع وارتباط حياتنا بحياته هو تحرير النفس
إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحرار

آسف جداً للتطويل
ولنا لقاء آخر أكيد مع كتابات الآباء عن تحرير النفس والتأصل في حياة التقوى
النعمة معك كل حين راجياً أن أكون قدمت لكِ إفادة ولو بالقليل جداً

رد مع إقتباس