عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist إرشاد في كيفية التأمل الصحيح وقراءة الكتاب المقدس بتدقيق [1]

كُتب : [ 11-23-2010 - 09:46 AM ]



يلزمنا أن نستوعب أن الكتاب المقدس في الأساس ليس كتاب علم أو فلسفة أو فكر أو مجرد سرد أحداث تاريخية أو عقيدة أو تشريع ... الخ ... لأن هذا المفهوم يجعلنا ندخل للكتاب المقدس مدخل خاطئ إذ نخضعه لعقلنا وتفسيراتنا المنطقية حسب الجسد والفكر البشري حسب منطق كل واحد فينا وقدرته على التأمل الشخصي وفحص الكلمات ، فنشرحه على ضوء العقل الغير مستنير والمتطبع بالطبع المزاجي والفكري المتغير من حالة لأخرى ، مما يُخرجنا عن القصد الإلهي من وراء الكلمات المنظورة أمامنا ، وباختصار نرى الكتاب المقدس من خلال فكرنا الشخصي واستنتاجاتنا الخاصة ونقننها ونعتبرها صحيحة ونعلم بها ونقول الله قال والله لم يقل شيئاً ، بل في الحقيقة نحن الذين نقول ونتكلم ، بل ونقدم أنفسنا للناس وفكرنا وعقيدتنا وليس كلمة الله كما هي بكامل قوتها وفعلها !!!

ولكن حقيقته المخفية عن الكثيرين هو أن الكتاب المقدس كوناً آخر أعمق وأشمل ويضفي بعداً جديداً لحياتنا الشخصية ، فهو يختص بالخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع والقائمة داخل الخليقة العتيقة كقيام القلب في الجسد !!! وذلك لكي تجدد الإنسان وينسلخ عن الأشياء العتيقة [ إذاً إن كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً (2كو 5 : 17) ]


الكتاب المقدس – يا أروع إخوة أحباء – هو كلام الله النابض بالحياة الإلهية [ الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يفيد شيئا الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة (يو 6 : 63) ] ، حقيقة الكتاب المقدس المطلقة ، أن فيه سر الله في شخص المسيح ، ولا يُعلن إلا بالروح القدس وليس بفكر الإنسان واجتهاده وقناعته الشخصية !!!


وقراءة الكتاب المقدس [ بالصلاة والروح ] تعني الدخول إلى سر الله ، الدخول إلى شخص المسيح الحي القائم بمجد عظيم ، وهذا يدخلنا لحالة التأمل الصحيح لكي ما نرى المعنى يشع من خلال الأحرف المكتوبة ، فندخل في شركة مع الله والقديسين وتلمسنا الكلمة بقوة الله فنتغير وتتجدد نفوسنا وندخل في شركة الثالوث القدوس ، ونبصر الله بالعقل المستنير وننال جرعة لاهوتيه حية فنحيا بقوة حياة الله : [فان الحياة أُظهرت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أُظهرت لنا (1يو 1 : 2) ]


في الحقيقة كما قال القديس ايرونيموس [ أن جهلنا للكتاب المقدس هو جهلنا للمسيح ] ، وذلك لأننا أحياناً كثيرة نفصل كلمة الله عن الله نفسه ، لأننا لا نقرأ لكي نبصر الله ويلمسنا بقوته ، بل يا إما نقرأ لأجل المعرفة في حد ذاتها ونظن أننا بها نعرف الله ، مع أنها معرفة فكرية بدون تلامس حي مع الله ، أو نقرأ لكي نحضر درس لمدارس الأحد أو لكتابة موضوع ، أو نقرأ لأنه واجب علينا بحكم العادة وإرضاء الضمير ، أو لأجل الثقافة العامة ، أو لمجرد وهم أن بالقراءة نعرف الله ونرضي اسمه العظيم ونصير مقبولين عنده !!!
مع أن الرب نفسه وضح أن قراءة الكتب ومعرفتها وحدها لا تكفي بالرغم من ضرورتها الحتمية ، بل ستظل القراءة ناقصة أن لم يتبعها قوة الله : [ فأجاب يسوع و قال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله (مر 12 : 24) ]


عموماً بعد هذه المقدمة يلزمنا أن نعلم أن قراءة الكتاب المقدس تتصل بدرجات ومستويات متداخلة معاً وسوف نشرحها بأكثر تدقيق في الأجزاء التالية للموضوع ، وهي كالآتي وسوف نتكلم عنها بعد ذلك بأكثر تفصيل وهي :
[1] المعنى الحرفي للنص
[2] المعنى الرمزي أو الظلي
[3] المعنى الروحي واللاهوتي



وهبنا الله أن ندخل في سر كلمته النابضة بالحياة
لأن الكلمة هو الله الحي القدوس الذي يشع فينا حياة
النعمة تملأ قلوبكم فرحاً ونعيماً



رد مع إقتباس
Sponsored Links