عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس (13) كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع

كُتب : [ 11-04-2010 - 03:22 PM ]


تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس 540if4.jpg
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير – عامود الدين
عن مجموعة كتابات الآباء – مترجمة عن اللغة اليونانية
[13] كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع
للعودة للجزء السابق أضغط هنــــا


13 – كلمة الله الذي صار إنساناً هو المسيح يسوع .
عندما نبحث في سر تدبير تجسد الابن الوحيد ، فما نقوله عنه نتمسك به ، لأنه التعليم الحقيقي والإيمان الأرثوذكسي . فالكلمة نفسه هو مولود من الله الآب ، إله حقيقي من إله حقيقي ، نور من نور ، تجسد وتأنس ، نزل من السماء وتألم وقام من بين الأموات .. لأنه هكذا حدد المجمع العظيم المقدس (مجمع نيقية المسكوني الأول 325م) قانون الإيمان .

وإذا بحثنا لكي نتعلم ما هو المعنى الحقيقي لتجسد الكلمة الذي صار إنساناً فأننا لا نذهب إلى القول بأن الكلمة عندما تجسد أتصل فقط بالطبيعة البشرية ، وأن مجرد الاتصال جعل بشريته تشاركه مجد ألوهيته وسلطانها ، أو أنه جعل بشريته تشاركه اسم الابن ، ولكن بالحري أنه صار إنساناً مثلنا واحتفظ بما له من خواص لأنه غير متغير ، بل لا يوجد فيه حتى ظل التغيير (يعقوب1: 17) . فهو تدبيرياً اتخذ لنفسه لحماً ودماً . ولكنه واحد هو الذي قبل التجسد دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ الابن الوحيد ] [ الكلمة ] [ الله ] [ الصورة ] [ البهاء ] [ رسم جوهر الآب ] [ الحياة ] [ المجد ] [ النور ] [ الحكمة ] [ القوة ] [ الذراع ] [ اليد اليمنى ] [ العلي ] [ الممجد ] [ رب الصباؤوت ] . وباقي الأسماء التي تخص الله وبعد التجسد دُعيَّ [ الإنسان ] [ يسوع المسيح ] [ الفادي ] [ الوسيط ] [ بكر الراقدين ] [ آدم الثاني ] [ راس الجسد أي الكنيسة ] . الأسماء الأولى تخصه لأنها أسماؤه ، وكذلك الثانية التي أخذها في نهاية الدهور . لكن الذي يحمل هذه الأسماء هو واحد الذي قبل التجسد الله الحقيقي ، وظل كذلك في تجسده ، وسيظل كذلك إلى الأبد .

لذلك لا يجب أن نُقسم الرب يسوع المسيح إلى إنسان وإلى إله بل نقول يسوع المسيح هو هو واحد ، لكن نُميز بين الطبيعتين دون أن نمزجهما .
وحتى إذا قالت الكتب المقدسة أن في المسيح حل كل ملء اللاهوت جسدياً (كولوسي2: 9) ، فأن هذه الكلمات لا تعني الانفصال ، كما لو كان الكلمة حل في إنسان اسمه المسيح ، لأننا يجب أن لا نمزق الاتحاد أو نعتقد بوجود ابنين . وحتى إذا استخدمت الأسفار المقدسة اسم المسيح وحده دون أن تشير إلى الله الكلمة ، فهذا لا يبدو بالمرة فصلاً للطبيعة البشرية التي اتخذها لنفسه وجعلها هيكله ، علينا أن نفهم طريقة التعبير عن الحقائق الإيمانية ، لأنه مكتوب في موضع آخر أن نفوس البشر تسكن (أو تحل) في بيوت من طين (أيوب4: 19) فإذا كانت أجسام البشر تُسمى [ بيوت من طين ] والنص يؤكد أن النفوس تسكنها ، فهل تستدعي طريقة التعبير هذه أن نقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( جسد ونفس ) ؟! أليس هذا خطأ ؟ . وإذا كانت هذه هي الطريقة المألوفة لحديث عن الموضوعات التي فيها اتحاد بين اثنين وبسبب الاتحاد يُمكن أن نتحدث عن طبيعة هي أصلاً من الطبائع المركبة ( أو الطبائع المتحدة ) كما لو كنا نتحدث عن عنصر واحد منها مع أن الواقع غير ذلك ... فأحياناً يُقال عن الإنسان أن روحه تسكن جسده ، وأحياناً تُدعى روح الإنسان ( وحدها ) أو جسد الإنسان ( وحده ) إنساناً ، وهذا ما يخبرنا به بولس الحكيم إذ يقول [ إذا كان إنسانناً الخارجي يفنى فإنساننا الداخلي يتجدد يوماً فيوماً ] (2كورنثوس 4: 16) ، والرسول يتحدث عن العلاقة بين الإنسان الخارجي والداخلي ويصفها بهذه الطريقة وهو يتحدث بالصواب لكنه لا يُقسم الإنسان الواحد إلى أثنين ( واحد داخلي والآخر خارجي ) . كذلك النبي إشعياء في موضع آخر يقول [ في الليل تبكر إليك روحي يا الله ] (26: 9) ، فهل تقوم روحه مبكرة إلى الله باعتبارها شيئاً آخر غير نفسه ؟ أليس حماقة أن نستنتج هذا ؟! ...

لذلك علينا أن نفهم طريقة الحديث عن مثل هذه الموضوعات وأن نلتزم بما هو معقول منتبهين إلى الغرض الذي يكمُن وراء هذه الأقوال .


وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه كان [ ينمو في القامة وفي الحكمة وفي النعمة ] (لوقا 2: 52) . فأن هذا يخص التدبير . لأن كلمة الله سمح لبشريته أن تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها . لكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم الاحتياج المطلق إلى أي شيء . ومع هذا تكلموا عنه [ كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم يتعلم ] (يوحنا 7: 15) . فالنمو يحدث للجسد ، كما أن التقدم في النعمة والحكمة يتلاءم مع مقاييس الطبيعة البشرية . وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو نفسه كلي الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة ، بل أنه يعطي للمخلوقات الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح .

وعلى الرغم من أنه قيل عن يسوع أنه تألم فأن الآلام هي أيضاً خاصة بالتدبير . وهي آلامه هو ، وهذا صحيح تماماً لأنه تألم في الجسد الذي يخصه هو . ولكنه كإله لا يتألم أي لا تقبل طبيعته الألم حتى عندما تجرأ صالبوه وعذبوه بقسوة . وعندما صار الابن الوحيد مثلنا – لأنه دُعيَّ في الأسفار التي أوحى بها الله [ بابن البشر ] ، وهذا حسب التدبير – إلا أننا نعترف أنه بطبيعته الله .

_____يتبع_____



رد مع إقتباس
Sponsored Links