عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
رسالة ودعوة خاصة جداً

كُتب : [ 06-25-2007 - 04:17 PM ]


دعوة خاصة لنكتشف أنفسنا


[ يستحيل أن نحيا بدون حياة ، والحياة تنبثق من الله ،
فلكي نعيش يلزم أن نتصل بالله ،
والاتصال بالله إنما يتم بمعرفته أي رؤيته وبتقبل صلاحه ] ( القديس إيرينيئوس )
[ إذا كنت لا تعرف الله يستحيل عليك أن تحبه ،
ولن يمكنك أن تحبه إلا إذا رايته ،
ولكن لا تستطيع أن تراه إلا إذا عرفته ] ( القديس غريغوريوس الكبير )

أحبائي الذين أحبهم بالحق من كل قلبي :
أعضاء المنتدى وشذا عطره الحلو ، أحبائي المختارين لمجد لا يزول ، قبل الأزمنة السالفة في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح ، نعمة لكم وسلام من الله الآب والرب يسوع المسيح لتكثر بينكم بغنى فيض روح الحق المعزي ...

" الذي كان من البدء الذي سمعناه ، الذي رأيناه بعيوننا وجسته أيدينا من جهة كلمة ( فعل ) الحياة " ( 1يو 1: 1)

كثيراً ما ننصرف عن الله بأشكال تقاليد خارجية قد تعلمناها من الصغر ، وهو ذهابنا إلى الاجتماع والاستماع لكلمة الله أو الذهاب للأديرة أو الكنائس لأخذ البركة وأشكال تقاليد خارجية ( وطبعاً لا يقل أحد أني اتهم الناس بأنهم جميعاً يذهبون كشكل خارجي بل أتكلم عن الذين يحبون السطحيات والشكل فقط لا الجوهر )
ولنتأمل سؤال السامرية وجواب الرب يسوع المسيح لها :
" قالت لهُ المرأة ... آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون ( اليهود ) إن في أورشليم الموضوع الذي ينبغي أن يُسجد فيه . قال لها يسوع يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون للآب . أنتم تسجدون لِما لستم تعلمون أما نحن فنسجد لما نعلم ... ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق . لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين لهُ . الله روح . والذين يسجدون لهُ فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا " ( يو4 : 19 – 24 )

إن في واقعنا المرّ هذا ، لا نرى في الكنيسة ( من جهة الشكل ورؤية بعض السطحيين ) سوى معتقدات فقدت روحها ، وأصبحت فيها العبادة لا تتعدى جدرانها ( طبعا الكنيسة في حقيقتها مش كده هذا هو حال بعضنا إحنا ، الآن فقط )، وصور القديسين معلقة على جدرانها وبيننا وبينهم هوة سحيقة وعظيمة ، وأصبحت علاقتنا بهم ومعهم ، علاقة باردة لا تتعدى سوى المعجزات التي هي لوثة العقل الشرقي وانبهاره بالخوارق ( مش قصدي طبعاً اقلل من شأن المعجزات التي تحدث ) ، ونسينا تماماً رؤية الله أعظم من كل شيء وكما يقول القديس أغسطينوس :
[ إني أبحث عن الله لا لكي أؤمن به فقط ، ولكن لكي أرى شيئاً منه ]

إني أتسائل : من منا رأى الله في قلبه وحياته !!!
ليس في الخبز المادي ، ولا في المعجزات والخوارق ، ولكن في أعماق القلب من الداخل ، في وحده حقيقية ، أي من يُنادي الله أباً بالصدق والحق ، أي يشعر في أعماقه وليس في عقله بالمنطق وعمق التفكير ، أنه ابن حقيقي في الابن الوحيد محبوب جدا عند الله ...

من منا يعلّم علم اليقين برؤيا قلبية واضحة غير قابلة للشك ، أنه ابن حقيقي ، وكما يقول القديس إيرينيئوس :
[ الرجل ( والمرأة طبعا ) الحي هو مجد الله ، أما حياة الرجل فهو رؤية الله ]

أتوسل أليكم أن تسمعوا بآذانكم وتروا بعيونكم ، وتتأملوا بعمق في قول القديس أثناسيوس الرسولي :
[ أي منفعة للمخلوق إن كان لا يمكنه أن يعرف خالقه ؟؟؟
كيف يكونون مخلوقات عاقلة إن لم يكن لديهم معرفة بالكلمة !! ، الذي به قد نالوا عطية وجودهم ؟ فلن يكونوا والحال هذه أفضل من الحيوانات العجماوات إن لم يكن لهم معرفة إلا بالأرضيات ، ولماذا كان الله قد خلقهم إذن على الإطلاق ، إن لم يكن قد دبَّر لهم أن يعرفوه ؟ ] ( تجسد الكلمة للقديس أثناسيوس الرسولي )

ولا ننسى قول الرب المسيح نفسه :
" ... أعطيته سلطاناً [ المسيح يخاطب الآب ] على كل ذي جسد ليُعطي حياة أبدية لكل من أعطيتهُ . وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته " ( يو 17 : 2 – 3)

وطبعاً كلنا نعرف عن المسيح الكثير جداً وربما من المحتمل نسمع حياته كلها وكلماته أيضاً ، ولكننا لا نعرف شخص المسيح نفسه ، ويقول القديس مكاريوس الكبير

[ يوجد فرق عظيم بين أولئك الذين لهم فكر نظري وقدرة على الكلام ، ولكنهم غير مملحين بالملح السماوي – الذين يتحدثون عن المائدة الملكية دون أن يكونوا قد ذاقوا منها شيئاً أو تمتعوا بها ، وبين إنسان يرى الملك نفسه ، وقد كُشفت له الكنوز السماوية وقد دخل إليها وصار وارثاً لها ، وهو يأكل ويشرب من المأكولات السماوية الثمينة ] ( عظة 16 : 10 )

ويقول أيضاً : [ ... أولئك الذين يتحدثون بالأحاديث الروحية ، بدون أن يتذوقوا ما يتحدثون عنه فأنهم يشبهون إنساناً مسافراً في صحراء مقفرة تحت أشعة الشمس الحارقة ، وبسبب عطشه الشديد فإنه يتخيل صورة ينبوع ماء جارٍ ويرى نفسه وهو يشرب منه ، بينما تكون شفتاه ولسانه كلها جافة مشتعلة من شدة العطش الذي يمتلكه ... لأن المسيحية هي في الحقيقة طعام وشراب ، فكلما أكل الإنسان منها ، ازداد قلبه ولعاً بحلاوتها ، ولا يتوقف أو يكتفي بل يطلب المزيد ، ويستمر يأكل بلا شبع أو امتلاء ] ( عظة 17 : 12 و 13 )

هذه الرسالة هي دعوة صريحة لنكتشف أنفسنا أمام ضميرنا والله ، وننسى الناس وأعمالهم ومن على صواب ومن على خطأ ، ونوجه إحساسنا إلى حيث يوجد المسيح ، بل لنغمض أعيننا إذا اتجهتا إلى غير المسيح ، بل نفتحهم نحو كل ما يظهر فيه المسيح ... ولنطرح عنا كل غشاوة تحجبنا عن البصر الروحي
بل آن لنا أن نعرف ما هي الحياة الروحية الحقيقية ، هي باختصار شديد :
حياة الله بنفسه وبشخصه فينا " والكلمة صار جسداً وحل فينا ( حسب النص اليوناني الأصلي للآية ) يو 1 : 14

فلا يجب على الإطلاق أن ننظر لأنفسنا كمسيحيين نعرف عن المسيح ونسمع عنه في الاجتماعات والكتب فقط ، بل يجب أن نعرفه كما هو في ذاته ، أي كما يُعلن هو عن نفسه لنا في الكتاب المقدس الذي هو هو كلمته ، ويكلمنا فيه بشخصه ، وفي الاجتماعات إذا كانت اجتماعاته حقاً وتُعبر عن شخصه وحضوره الحي والمحيي !!!!!!!!!!

وآن الأوان أن نَّصرّّ في الصلاة أن نسمع من فمه هو في داخل قلوبنا ، ومن خلال الكلمة والمتكلم ولا نرضى بغير أو أقل من هذا ، ولا ينبغي أن ننظر لغيرنا أو حتى للقديسين في شخصهم وعلاقتهم مع الرب ، لأنه ينبغي لنا نحن على المستوى الشخصي أن نكون على علاقة مباشرة وواعية وصريحة مع شخص الكلمة ذاته وحده !!! أما القديسين فينبغي أن نتعلم منهم وننظر لنهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم بالمسيح فقط !!! ونطالب بصلواتهم ومآزرتهم لنا في نفس ذات الجسد الواحد !!!

ولا فائدة من اهتمامنا بالخدمة نفسها أو أي أمور مهما إن كانت ، بدون أن نوجه ونرفع حياتنا كلها – بكل ما فيها – إلى المسيح ، ولا منفعة من أن نربح كثيراً فتجارتنا هذه حتماً خاسرة إذا خلت من ربح ذلك الواحد ...فالحاجة إلى واحد (((( شخص المسيح الكلمة المتجسد الحي القائم من الأموات ))))

غنى النعمة وفيض السلام مع جميعكم آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links