[ريم الخوري]

العدو محتالٌ، أما نحن فمهمِلون لننتبهْ لئلا نخسر الملكوت

هلموا لنبذل جهداً؛ هلموا لنَجْثُ أمام الله، لنفرحْ بثبات ونذرف الدموع كي يترأف علينا باستنارة روحية.
مَيِّز حِيَل عدونا، المخاصم الذي يكره كل صلاح، الذي يضع في طريقنا الأشراك والاغراءات، والقنية المُهلكة، ومديح هذا الدهر، اللذة الجسدانية، والإضافة إلى توقّع ديمومة هذه الحياة طويلاً، والخوف من الجهادات النسكية، وموقفاً كسولاً من الصلاة، والنعاس عند ترتيل المزامير، والراحة الجسدية.
نحن لا مبالون منهملون بمقدار ما هو مواظب. نحن غافلون بمقدار ما هو مخادع، حتى ولو كنا نعرف أن أيامنا قد قُصِّرت، وأن الزمان أتى ورب المجد سيأتي في جلال جماله مع قوى ملكوته المرعبة ليجازي كل واحد بحسب أعماله.
أخشى أن يتحقق وعد الرب بما يخصنا: أن الكثيرين سيأتون من المشرق والمغرب، من الشمال ومن البحر، وسيجلسون مع إبراهيم واسحق ويعقوب في ملكوت السماء؛ لكننا سنُطرح خارجاً.
أتضرع إليك، أيها المسيح، نور الحقيقة، المولود من الآب المبارك، الكائن على صورته وبهاء أقنومه، الجالس على يمين جلاله، يا من أنت حياتي وتسبيح الذين يحبونك وفرحهم: خلّصني، أنا الخاطىء، في ملكوتك وجازني لا بحسب أعمالي، بل خلّصني بحسب نعمتك وترأف عليّ بحسب لطفك، لأنك مبارك وممجَّد إلى الدهور.
كتاب مزامير روحية
للقديس افرام السوري مزمور 129