الموضوع: انا فى حيرة
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: انا فى حيرة

كُتب : [ 02-03-2011 - 01:51 AM ]


أختي الحلوة التي دائماً ما تنير المنتدى بوجودها الفعال فيه
أولاً بادئ ذي بدء أقول لك ، أن الحب مش كلام ولا لسان ، بل بذل وعطاء على المستوى الواقعي والذي يبدأ كبذرة وينمو بالعشرة وطول الأيام ، ولكن الحب الأفلاطوني الشهير ، الذي هو مغيب ومبني على أرض الأحلام والخيال الفكري والشعور العاطفي النابع من فترة مراهقة لم تعبر بعد لبر الأمان ، هو شكلي وبياع كلام ، لأن الحب ليس بالكلام ولا بالسان ولا مجرد إحساس ، بل هو مرئي وملحوظ على المستوى العملي !!! ويواجة المشاكل بكل شجاعة وإخلاص ، لأنه يبغى أن يبني ذاته على أساس صخري لا يتزعزع أمام رياح مشاكل العالم والأيام !!!

أما القول أن الحبيب يكذب من أجل حبيبته ، هذا حب أناني لا يبغي الإصلاح ومواجهة العيوب في الواقع العملي ، وفي هذا الوضع وهذه الكلمات التي تُأثر نفسياً على من يمر بفترة المراهقة على الأخص ، وأن لم يعي الحب الصحيح سيظل يحيا في أفلاطونية ستُصدم مع أرض الواقع بعد ذلك وسكيون انهيارها عظيماً !! وفي هذه الحالة وكأن لسان الحال يقول [ أنت حبيبي بالنسبة لذاتي لأن لذتي فيك ، أما مشاعرك وأحاسيسك وأخطائك مهما كانت لن تهمني وسأستمر أحبك ولا أعتبر لك أي اخطأ بل سأشترك معك فيها ]
طبعاً هذا الحب المغلوط هو حب أناني لا ينظر للآخر على أساس أنه شخص وانا معين له ليعْبُر على أخطاء ذاته وينجح في مواجهته ليكون شخصية سوية جديرة بالاحترام من الأسرة والمجتمع وبالتلي من الأولاد الذين سكونون له في جو أسري سوي مبني على حب صحيح وسليم ، ثم كيف يتثنى لهما أن ينشآن أسرة فيها جيل جديد صحيح ومعافاً والأب والأم كذابين أو يكذب طرف من أجل الآخر مُدعياً أن هذا حب !!!

الحب في حقيقته مواجهة لطيفة تقول : [ مهما ماكانت أخطاءك هاسمحك عليها ولن أشيلها في قلبي بل سأغفرها لك بالتمام لأني خاطئ مثلك وكلنا عيوب طالما نحن إنسان ، ولكني سأواجه معك أخطائك وأخطائي لنصلحها سوياً ونعبر على أخطاءنا التي سنعترف بها لبعضنا البعض في جو المحبة التي بيننا ونساعد أنفسنا لنجتازها بنجاح ، إنما لن نشجع بعضنا البعض على الأخطاء لأن بذلك حبنا حتماً سينهار لأنه سيبنى على الأنانية وترك الأخطاء بدون علاج !!! ]

فيا أختي الحلوة :
الحب في طبيعته ليس بالكلام ولا باللسان ، بل الحب مكاشفة بين طرفين والزواج هو سرّ الحب كما قال القديس يوحنا ذهبي الفم ؛ فالحب بطبعة يهتم بموقف الآخر ، بمعنى ما ينفعش نكلم الآخر ونحط في داخلنا تصورات وأحلام عنه ونكتفي بأننا نعرفه في داخل شعورنا ، وكأن لسان حالنا يقول : [ أن سلوكك أنت لن يقدم ولن يُؤخر شيئاً ، فسأبقى على حبك مهما كان الأمر ]

أن موقف مثل هذا هو على نقيض الحب الصحيح والسليم ، لأن صاحبة لا يبالي فعلاً بالآخر ، إنما هو منهمك بالمحافظة على الصورة الجميلة اللي يرسمها عن نفسه لمن سيرتبط به ، على أنه شخص مكتمل في الحب وحبه متسع وأنه على مقدرة بأنه يحتوي الآخر ، وأن قلبه متسع وعقله كبير وعلى مقدرة من التفاهم والمعاملة ، وله القدرة على تحمل الآخر واستيعابه ، وهو حب أناني ، أي شخصاني فيه اهتمام بنفسي فقط دون الآخر ، بل لا اعتبره على نفس مستوى حبي له ، وهنا تكمن الخطورة لأن الناس صعب أن تميز ما بين الحب الصحيح والسليم المبني على الأمانة والعطاء المتبادل وكشف الأخطاء للتعديل والتصحيح ، بل الحب الشكلي والذي يبنى على الأخطاء وعدم الاكتراث بها ، لأنه حب نفساني يعتمد على محبة الذات والنظر للنفس على أنها الأفضل من الآخر ، بل والآخر لا يستطيع أن يحبني نفس الحب ، وهو حب سينهار حتماً ، لأن من يكذب من أجل من يحبه ، فهو على استعاد بعد لك أن يكذب عليه هو شخصياً ، لأن الكذب في النهاية مرض لابد من أن نُشفى منه !!! ...

وفي هذه الحالة ، التي لا تُسمى حب ، بل نرجسية ، لأن هذا الحبيب المزعوم والذي يريد أن يكذب مع حبيبه أو من أجله ، أو لا يهتم بأخطائة على أساس أنه هو الذي يحتوي ويحب ويبذل ولا ينتظر اي مقابل ، فهذا الحب ، أو هذا الشخص هو فعلاً غارق في حالة من النرجسية أي عشقة اللاشعوري لذاته .

وعلى ذلك ، فالشخصين الذين يحبون بعضهم ويقيمون هذه العلاقة المقدسة ، لا يستعلي أحدهم على الآخر متقوقعاً في ذاته ، مكتفياً أن يكون حبه هو فوق كل شائبة ، مرتاحاً لبراءته ومعتزاً بكماله ، أو يعتبر نفسه أنه لن يتواجه مع أخطاء الآخر أو يعينه لاجتيازها ويكون كل واحد هو مرآة الآخر ليعيشوا حياة اسمها جهاد المحبة لنتغير من كل واحد منفرد بشخصة ، إلى جسد واحد كل واحد فيه يهتم بالآخر فعلا والحب بينهما متبادل ، وكل واحد يكون مرآة تكشف عيوب الآخر لتستر عليه وتجعله يغلب وينتصر عليها مع الصبر والتأني ، فكل واحد يرتبط بآخر فهما الأثنين مرآه بعضهما البعض ، يواجهون مشاكلهم الخارجية والداخلية معاً .

الحب في أساسه هو أن يهتم قبل كل شيء باستمالة الآخر وكسب مودته ، ولا يكبت أحد مشاعره من جهة المواقف أي الغضب أو أي مشاعر داخله ، ولابد من الصراحة وكشف ووضوح مستمر كل أيام العمر منذ بداية الأعجاب إلى يوم الممات بعد عمر طويل أو قصير ، ولابد من أن لا يتجاهل مشاعر أو سلوك الآخر ، بل يواجهها بصراحة ويتخطاها بالغفران من عمق قلبه من الداخل ، ويسعى للمصالحة ، والاعتذار أن كان ارتكب خطأ

عموما بدون تطويل ، الحب كشف النفس أمام الآخر ومعرفة جوانب الشخصية بحلوها ومرها ، بكل جوانبها ومشاكلها ، بكل عيوبها وميزاتها دون انحياز أو العمل على إصرار تأليه الآخر والعمل على عصمته من الأخطاء أو حتى تأليه الذات من جهة أنه عديم الأخطاء وحبه يفوق كل مشاعر الآخر فهو المحب الولهان المستعد أن يضحي للنفس الأخير ، بل مستعد ان يشارك الآخر في أخطاءه ، كما فعل آدم مع حواء ، وهي هي نفس المشكلة اليوم ، يركض وراء الخطية لأنها مقدمة من إمرأة حلمه الواهن والضعيف !!!

وعلى فكرة هذا هروب من المسئولية الموضوعه على عاتق من يحب ، لأن الصديق الحقيقي يكشف العيب بمحبة ويعتبره عيبه هو ، وذلك ليحمله مع صديقة ويعبران معاً ويتخطيان هذا العيب ويعملاً معاً على الانتصار والتصحيح ، فأن كان الأصدقاء يبنغي أن يكونوا أمناء ولا يشتركوا في الخطية بل يواجهوها بمحبة ولطف مع العمل على إصلاح ما كان ، فكم يكون من سينشآن أسرة وبيتاً جديداً ، وكجسد واحد حقيقي على مستوى الفعل وينمو فيه الحب على مدى الأيام ، وسيكونوا مسئولين عن تربية الأولاد !!! ...


آسف جداً للتطويل ولكن أحببت أن أوضح بعض الأمور الهامة للغاية
أقبلي مني كل تقدير ؛ النعمة معك كل حين


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 02-04-2011 الساعة 11:51 PM