عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Unhappy في الإيمان - الإيمان رأس الحياة الروحية (4) جـ1

كُتب : [ 07-26-2007 - 09:38 AM ]


في الإيمان ( سلسلة موضوع الإيمان - كحياة وخبره )
3- الإيمان رأس الحياة الروحية جـ 1


يقول القديس أغسطينوس: ((الإيمان المستقيم هوَّ رأس الحياة الصالحة التي تحق لها الحياة إلى الأبد. ويقوم الإيمان على القبول بما لا ترى. وجزاؤه أن ترى ما تؤمن به.
زمن الإيمان هو زمن الزرع. أحذر من أن يفوتك، وثابر عليه حتى النهاية حتى تحصد ما زرعت.
الإيمان بالله أولى الوصايا؛ هوَّ بداية الدين والحياة فيك. ثبت قلبك في الإيمان؛ ثم عش حياة صالحة مترفعاً عن كل ما يُغري، متحملاً آلام هذا الدهر، حتى إذا غالت في ملاطفتك أو في تهديدك لا يجرفك تيارها ولا تُحطمك شدتها، بل فليصمد قلبك بوجهها.

لن تحيا حياة صالحة إلا إذا بدأت تؤمن، ومتى رعيت الإيمان زيد لك الباقي. كثيرون يُفاخرون بأعمالهم، وكثيرون، ممن لا يؤمنون، يأبون أن يعتنقا الدين المسيحي، معتقدين بأنهم يحيون حياة صلاح، مكتفين بخيرات هذه الدنيا، قائلين بضرورة الحياة الصالحة. وبِمَ يوصينا السيد المسيح؟
أيوصينا بأن نحيا حياة صالحة؟ ها أنّا نحيا بالصلاح وليست لنا حاجة إلى المسيح: نحن لا نقتل ولا نسرق ولا نسلب ولا نشتهي مقتنى غيرنا ولا نزني.. لا شيء في حياتنا يستحق اللوم، ومن لامنا في شيء صيرنا مسيحيين.

إن كل عمل مستقيم يأتيه الإنسان لا يُمكن أن يكون مستقيماً إذا لم يرتبط بتقوى الله، وإذا لم يكن الإيمان سباقاً، فلا صلاح في الحياة.
اسمع الرسول: "وبغير إيمان لا يستطيع أحد أن يُرضي الله" (عب11: 6)
تظن أن أعمالك شجرات صالحة. إنما يكفي لكي تكون غير صالحة أن تكون بلا ثمر أمام الله.
لا تعتبر صالحاً عملاً أتيته قبل أن تؤمن، لا صلاح حيث لا إيمان.

..كل ما ينطلق من الإيمان عظيم، وهكذا فقد تعوَّد الجهال أن لا يُقدروا أساس البناء حق قدره.
في البدء تحفُر حفرة عميقة ثم تردمها بالحجارة بلا جمال ولا رونق، وتنظر إلى الأساس ولا تفرح به ثم تنظر إلى البناء وقد أرتفع فتُعجب به!
يا أحمق، أن ما أُعجبت به مرتكز على ما احتقرته!!
تلك هيَّ حالك: إن لم يكن الإيمان فيك سابقاً فلا مجال لحياة صالحة. إن لم يستقم إيمانك فلستُ باراً؛ لأن البار بالإيمان يحيا.

الإيمان هوَّ ينبوع الصلاة. ويُظهر الرسول أن الإيمان هوَّ ينبوع الصلاة وأن الساقية تجف متى جفت ينابيعها قائلاً:
" وكيف يدعون إلى من لم يؤمنوا به " ؟؟
(رو10: 24)
وبالنتيجة آمن لكي تُصلي: وصلي حفاظاً على إيمانك الذي به تُصلي.
الإيمان يفيض صلاة: والصلاة المفاضة تقوي الإيمان. وحفاظاً على الإيمان.. قال السيد: "أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (لو22: 46)...
الإيمان النقي يحيا وسط هذا العالم و ضيقاته: العالم يهتز؛ أما الإيمان فلا يتزعزع. آمن تُصبحْ أهلاً لأن تفهم: على الإيمان أن يسبق الإدراك ليكون الإدراك جزاء الإيمان. والنبي أوضح هذا الأمر حين قال: "وانتم إن لم تصدقوا فلن تثبتوا" (إش7: 9)
من اللازم أن تؤمن بما تُبشر به ببساطة لأن غاية العقل أن يُناقش بدقة. بالإيمان تتحد وبالعقل تحيا. يجب عليك قبل كل شيء أن تتحد بواسطة الإيمان لتحيا بواسطة العقل.

إن لم تتحدْ (بالله) تقاوم؛ وإن كنت تقاوم فلست مؤمناً. وإن كنت تقاوم فكيف تحيا؟ إنك تجعل نفسك عدواً لشعاع النور الداخل فيك، (حين لا تنظر إليه بعين الإيمان) بل بعقلك.وتقول: كل واحد على الإطلاق يُريد أن يفهم. فمن الواجب عليَّ إذاً أن أفهم حتى أؤمن. فأُجيب آمنْ تفهم..)) (خواطر فيلسوف – الفصل الخامس)



رد مع إقتباس
Sponsored Links