عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية ملكه الاحزان
ملكه الاحزان
was a member here
ملكه الاحزان غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 38246
تاريخ التسجيل : Oct 2008
مكان الإقامة : تحت رجل يسوع ..
عدد المشاركات : 7,974
عدد النقاط : 17
قوة التقييم : ملكه الاحزان is on a distinguished road
لكل قلب مكسور انت مش مكسور ولامهزوم

كُتب : [ 06-19-2009 - 02:36 AM ]


انتظر انك لست مهزوماً
إلى الذي يسير في وادٍ اخضر بربيعه ومليء بالورود ووسطه نهر جارٍ .... إلى الذي أوشك أن يصبح يائساً من كل شيء وأصبح في قاموس حياته وجود كلمة مستحيل ... الى الذي رضي بالعجز حلاً وبالحلم حقيقةً يرها ولكنها حقيقة مزيفة ...
إلى الذي يبحث عن إجابة لما يدور في نفسه دون أن ينطق بكلمات السؤال ... إلى الذي انضم إلى جبهة العاكفين عن الكلام الذين اعتادوا الصمت منذ زمن بعيد ....
إلى صديقي الصادق المخلص الوفي الذي لا زالت كلماته في جوفه ولا ولن تموت أو تذبل مهما طال الأمد .... وهذا هو يقيني لأنه ليس الوحيد ولكنه أوهم نفسه وحيداً واعتقد بان لليأس حق المرور للسكن في قلبه فكتم على أنفاس كلماته .... وقد أوهم نفسه بأنه لا يدري هل ظل الطريق ام لا مع انه يستطيع أن يدري بخبر مني انه لم يظل الطريق ... ولكنه تعجل الأمر بإعطاء أجمل وردة – حسب اعتقاده – اهتماماً زائداً وشوقاً حاراً إليها اشد من شوق الأرض العطشى لحبات المطر ... مع انه قد انتظر قليلاً يفكر كيف يتغلب على الشوك الذي حولها إلا أن تفكيره لم يكن سليماً لأنه كان يعتقد بان الشوك لم يكن جزءاً منها مع انه مرتبط اشد الارتباط ولا ولن يستطيع معرفة ذلك إلا بالصبر العميق ... لربما تظهر كذلك على غير حقيقتها لتطمئن على مدى الإخلاص والصدق والتضحية منه لأجلها ... إلا انه تعجل الأمر حتى أبحر إنسانه في عالم مجهول وكاد ان يودي بحياته.
لقد صادفت في حياتي زهرة جميلة تشبه وردته ولكن لونها ابيض وأوراقها سوداء ... لقد أعجبني لونها وقد كرهت أوراقها ... حاولت فصل أوراقها عن غصنها ولكن تعذر ذلك باستحالة مطلقة فكرت ملياً فعزمت على قطفها ... اقتربت منها وقبل أن المسها أحسست برعشةٍ ارتجاف بين أصابع يدي كأنه سم يسري عبر الشرايين ليصل إلى القلب فيقتله ... لقد كانت هذه أول زهرة دخلت إلى عالمي وقد حاولت الاحتفاظ بها في جو من الكتمان دون علم احد وأبقى منتظراً كذلك إلى يوم استطيع فيه إخراجها من جو العزلة والكتمان ... إلا أنها للأسف الشديد لم تكن إلا لحظات قصيرة وقبل أن انهي التفكير شاهدتها تجري عبر آفاق الرياح وتبتعد ... تبتعد عني نحو الظلام الدامس مع أنها جاهلة له وحجة الابتعاد أنها لا تستطيع الانتظار ... ولا تقبل بالكتمان بديل وهكذا تبدو العاصفة قريبة من عاصفة حبنا الذي اختار لا ادري عنوانه وكلمة مستحيل تطغى على أفكاره .
لقد أصدرت حكما على نفسي لا يقبل الطعن بالاستئناف , بأنني لا ولن ادخل الرهان مرة أخرى مع أي زهرة لان اليقين يخبرني باني قد دخلت الرهان بآخر حصان كان يلتقط أنفاسه الأخيرة لا يقوى على الحراك فكيف تخاله يسابق الريح....
وما دامت التجارب أصوب من التحكيم فأنا الآن ليس لدي وقت للتنزه والفسحة بين بساتين الرمان وعناقيد العنب . ومع ذلك فلن ادع لليأس طريق إلى قلبي ولن اسمح لزهرة أخرى أن تدخل عالمي إلا بإرادتي الحرة ومن غير إكراه أو تغرير ... ولن أعود للنظر إلى الوراء - كما فعل صاحب الزهرة الشائكة عندما بقي ذهنه معلق بها رغم ابتعاده عنها بعض الشيء- لان ذلك سيمنعني من النظر إلى الأمام بصواب وسوف يقطع خط المسير وسأهلك بعدها ولن استطيع التعبير .... هذه هي حقيقة صاحبي الذي أوهم نفسه في صحراء قاحلة مع انه قد عبر جزءاً منها ليس ببسيط وأوشك على الهلاك فاختار الانهزام حالاً حتى خال نفسه في لحظات الاحتضار ... لأنه تعجل الأمر فقد أضاع جزءاً كثيراً من وقته يفكر بذات الشائكة حتى جار على نفسه من اجلها فظلم نفسه ظلماً ليس له تكفير لأنه أعطى تلك الشائكة كل وقته مع إنها لا تستحق كل ذلك ولا حتى نظرة شوق منه ولا لحظة تفكير ... ولقد ظلم نفسه فكان حسابه عسير ان انتصر كابوس اليأس عليه بعد عراك طويل ... فاكتفى أن تكون الذكريات إطار حياته والأمل والأماني يرددها بكل لحظة تفكير بمن اسر قلبه ....لقد حسب اللاشيء شيء مع انه في الحقيقة لا شيء ولكم ربما يأتي عليه زمان يصبح فيه اللاشيء شيء هذا هو اعتقادي ... ولكنه تعجل الأمر فعاد مهزوماً مع انه لا زال غير مهزوم غير مهزوم غير مهزوم ...



رد مع إقتباس
Sponsored Links