عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية alnaufali
alnaufali
ارثوذكسي شغال
alnaufali غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 11603
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 64
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : alnaufali is on a distinguished road
لنعش بعزم إرادة الله في اللحظة الحاضرة

كُتب : [ 04-03-2008 - 07:59 AM ]


لنَعِش بعزم إرادة الله في اللحظة الحاضرة
عزم إرادة الله، وكيف هذا العزم؟ حتما أننا سنكون أزاء موضوع ليس فيه تهاون البتة، فالله خالق الكل ومهندس الكون ومبدعه، بهذه الصورة التي يعجز القلم في وصفها واللسان عن التعبير عن عظمتها، ونحن نعرف أن خالقنا كامل في كل شيء، لا ينقصه شيء بل هو الذي يُكمّل الآخرين، وبهذا يكون كاملا في العزم ويستمر في تنفيذ هذه العزيمة إلى ما لا نهاية له، وحتما تكون موجهة باتجاه صلاح البشر، لأن الله خلق كل شيء من أجل الإنسان، مثلما يفعل العريس لعروسته، فهو يشتري كل شيء ويهيأه وفي الآخر يأتي بعروسته لكي تتنعم معه في هذا النعيم الأرضي، هكذا كان فعل الإله منذ البداية خلق كل شيء وفي الآخر خلق الإنسان الذي كان قمة هذا الخلق، فهو معقد التركيب ويتكون من أجزاء كثيرة، ولا يمكن لأي جزء فيه أن يقول للآخر أنك لست مفيدا لي؛ فالعين تحتاج لليد، وهذه تحتاج للأذن، وهكذا لكل مكونات الجسم، جميعها يُكمل بعضها البعض، وجميعها تتألم عندما يتألم أي منها.
وحياتنا نحن مسؤولون عنها بعد أن وضعنا ربنا على خط بداية واحد، ووضع في أعناقنا أمانة لكي نستخدمها .. نطورها .. نغنيها .. طالما بقينا على قيد الحياة، نطورها ونغذيها، لا أن نطمرها ونعيدها كما هي إلى الخالق بعد رحلة هذه الحياة المضنية، وبهذا العمل نكون أمينين على ما أودعه الله إلينا، فالأمانة يجب أن نتاجر بها ونزيد عليها لكي نكون أمناء ومخلصين ولكي نكون متشابهين بالعزم مع خالقنا الذي أعطانا صورته ومثاله وكوننا على هذا المنوال يتطلب منا التفاعل مع الحياة تفاعلا إيجابيا أي العيش مع تحمل مسؤولية شخصية عن الهيكل الذي وُضعت نفسنا فيه دون أرادتنا، ولكي يكون هذا الهيكل ملائما لسكنى الله فيه كوننا نتعامل في حياتنا كمؤمنين بالرب الإله، فأجسامنا يجب أن تكون هياكل لله وهو يعمل بها ما يشاء ويزينها بالمواهب ويغدق على الأمناء المخلصين من كرمه ما لا يمكن أحصاءه، كما يفعل رب العمل مع فَعَلَتِه الذين يجدهم مجدّين ومخلصين ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق العمل الذي أوكل إليهم. فكيف إذا لو كان ربّ العمل هو الله ذاته ونحن الفعلة؟ علينا العمل بكامل طاقاتنا لكي نكسب نعمة الله وعطاياه لنا التي لن نحصل عليها إذا لم نكن مؤهلين.
والعيش بعزم هو الصفة الصحيحة لعيشنا في هذه الدنيا وإن كنا نقتدي بعزم الله وإرادته فسنكون أولا سعداء ولا نتعب مهما شقينا في الجد والعمل وسنرى الحقل وهو مزين بسنابل جميلة تبشر بقدوم خير وفير، وعندما نساهم بهذا الخير الوفير سنكون أدوات نافعة وُضعت في الدنيا بفعل الله القدير. لنعمل إذا لخير ذواتنا ولخير القريب ليكون حصادنا وفيرا ونحصل على الطوبى التي وَعَدَ بها ربنا لفاعلي الخير.


رد مع إقتباس
Sponsored Links