وهو من أشهر الأحبار ورعاً وأكبر المجاهدين في نصرة المعتقد القويم, ومن نخبة النساك الصوّامين والقوّامين ذوي الصلاح والدين المتين. ولد القديس يعقوب البرادعي في مدينة (تل موزل) وأسم أبيه هو القس ثئوفيلس ابن معنو.
ترهب القديس في ميعة صباه في دير فسيلتا المجاور لبلدته, وحذق السريانية واليونانية وتعمق في الكتب المقدسة والعلم اللاهوتي, وامعن في أعمال النسك وتحلى بأجمل الفضائل.
في سنة 528 رحل الى القسطنطينية وذاع فيها صيته الحسن. وفيها رُسم بطلب الحارث بن جبلة الغساني ملك العرب وأمر القيصرة ثاودورة, مطراناً للرها وبلاد الشام وآسيا بوضع يد ثاودسيوس بطريرك الإسكندرية عام 543 وفي مصادر آخرى عام 544 فرحل الى الإسكندرية ورسم أسقفين بمعاونة بعض أساقفتها. أخذ القديس يعقوب البرادعي يطوف متنكراً بلاد الشام وأرمينية وقبادوقية وقيليقية, وآيسورية وبمفيلية ولوقيا وأسيا الصغرى وقبرص ورودوس وخيو ومابين النهرين وفارس والإسكندرية مرشداً الأرثوذوكسين ومشجعاً اياهم ورسم لهم بتفويض البطريرك سبعة وعشرين أسقفاً وشمامسة وقسوساً بلغ عددهم بضعة الاف. وأقام على هذه الحال خمساً وثلاثين عاماً لايعرف الكلل, وأبلى في كنيسة الله بلاءً حسناً وكان ببطولته وجهاده خير عاضد للكنيسة في زمن الشدة حتى نقله الله اليه في دير رومانس او قسيون في مصر في 30 يوليو سنة 578 وتعيد الكنيسة السريانية الإرثوذكسية في هذا التاريخ من كل عام بذكرى هذا القديس الورع.
من مؤلفات القديس يعقوب البرادعي ليتروجية من 15 صفحة أولها: (اللهم ياأبا السلام الكلي القداسة) وايضاً له أربع رسائل عامة الى الأساقفة والكهنة ذكرت في سيرته المطولة.
اذكرنا في صلواتك