74 – التوبة التي بلا ألم هي توبة غير حقيقية . وأنا لا أعني ألم فقدان لذة الحياة المائتة ، بل ألم الذي قال عنه الرسول : " العالم قد صُلب لي وأنا للعالم " ( غلا2: 20 ) ؛ لأن الذي يصلبنا مع الرب هو الروح القدس الذي نُمسح به بعد المعمودية في مسحة الميرون لكي ننال فيه وبه آلام الرب : المسامير والشوك والضربات ، أي جلدات العالم ، لكي ننال فيها موت الحياة العتيقة .
فقد ظهر بطلان العالم لعجز القوة ، وظهر فساد السلطان الذي لا يعرف المحبة ، وأسَّس الرب المحبة بتواضع تجسده وانسكاب ذبيحة محبته على الصليب ، والذي بقيامته صار الانتصار الأبدي لحياة على الموت ، وللمحبة على العداوة .
75 – هكذا يسكن فينا " روح يسوع " ؛ لأنه يغرس فينا تجسُّد ابن الله بتواضع المُتجسَّد ، وموت الرب المحيي أي الصليب ، والحياة الغالبة الموت والفساد ، أي القيامة ؛ لأننا نتوب توبة حقيقية ليس بنكران الذات ( جحد الذات ) في فراغ الخطية ، بل نجحد أنفسنا كمن يرى صورته في يسوع ربنا الذي عندما نراه كما هو نترك حيتنا القديمة .
وعندما ندرك قذارة الحياة التي فينا نطلب طهارته . هكذا يعمل الروح القدس ، يحركنا نحو المصلوب والحي إلى أبد الآبدين .
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس
عن المئوية الأولى في التوبة
مترجم عن المخطوطة القبطية