عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
عثرة الكتاب المقدس - الجزء الثاني والأخير

كُتب : [ 08-16-2007 - 05:14 PM ]


الكتاب المقدس بين النقد العلمي والتقليد
الجزء الثاتي والأخير
- الخلاص بالنعمة لا بالعقل - الخلاصة



الخلاص بالنعمة لا بالعقل

النعمة َ إلهية غيرُ مخلوقة، والتفسير النقدي – في هذا الزمان – يتوجّه أوّلا ً إلى العقل الذي لا بدّ أن يشارك في معرفة خلاص الله ، لكنه لا يكفي لأنه ضعيف، لا يستطيع أن يفحص أعماق النعمة واتساعها، وذلك لأنه مخلوق، لا يستطيع أن يرتقي فوق قدرته المحدودة ويفحص النعمة غير المخلوقة ,,,
(( بالنعمة أنتم مخلصون ، الناموس بموسى أعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ))

التفسير الشخصي للكتاب المقدس ، لا يكون صحيحا أبداً إلاّ بالانسجام مع جماعة المؤمنين في الكنيسة وفي الأسرار ...

التعاليم والعقائد (حتى الكتابية) ما هي إلاّ ثمر حياة المؤمنين في المسيح بإلهام الروح القدّس واستعلان الله في القلب ، وليست نتيجة الفحص والإدراك العقلي على مستوى الاستنتاج والرأي الشخصي النابع من المقارنة والدراسة العلمية بحسب مدلولات فكرية أو فلسفية ونظرية.

*** لا يمكن للناقد الحديث (في النقد الأدبي أو التاريخي وعلم الآثار) أن لا يأخذ بعين الاعتبار العقائد الإيمانية الأساسية في الكنيسة و إلاّ هناك الخطر في الوقوع في الشك بالثالوث، بالعذرية، بألوهية المسيح... وذلك بسبب الاستنتاجات الفكرية الشخصية التي تصدر من فحص العقلي للأمور وتعقلها من جهة المنطق البشري ، لا بسبب الاكتشافات العلميّة بحدّ ذاتها، خصوصاً وأن الإيمان لا يخضع للتحقيق العلمي، فأي علم يمكن أن يقول إن العذراء تستطيع أن تنجب طفلاً بلا زرع بشر وتظل عذراء دائماً !!

***الانتقال من المعنى الحرفي إلى المعنى الروحي، من الوعد إلى التحقيق clear planar أي المعنى الكامل complete. لا سبيل لمعرفة الحقيقة بدون عمل الروح القدس، بدون أتضاع ، بدون توبة وإيمان. يقول الأب فلورفسكي :
" لا يستطيع أحدٌ أن يفهم الكتاب إن لم يتب، إن لم يغيّر ذهنَه. كيف نفسّر إن لم نضف التفسيرَ الأصلي وهو الإيمان الذي سُلّم مرّة واحدة للقديّسين" (يهوذا3).

*** الخلاصة :

الكتاب المقدّس تكوّن في الكنيسة وغايته بنيانُ الكل في المسيح . والإعلان الإلهي هو طريقُ الله الحي في التاريخ.
الناموس والأنبياء كلّها منسوجة معاً في التاريخ دون انفصال أو تقسيم . بلغ ذروته ووصل لغايته عندما دخل الله نفسه في التاريخ عندما تجسّد كلمة ُ الله وحل فينا ...

يمّيز العهد القديم عن العهد الجديد ويرتبطان عن طريق شخص يسوع المسيح الذي هو بشخصه محور الكتاب المقدس كله ، هو أتمّ العهد القديم (الناموس والمزامير والأنبياء).

الكتاب هو كلمة ُ الله لكنه يقوم على شهادة الكنيسة. شهادة ُ الروح الذي يُحيي الكلمات المكتوبة فيه . الذين كتبوا الكتاب ، لم يألفوا كتاب لإبهار العالم وإظهار فلسفة جديدة ومعاني تشد العقل وتبهر الفلاسفة ، بل كانوا معلِّمين وشهوداً للكلمة المتجسد القائم من الأموات والآتي مرة ثانية حسب وعده.

نريد أن نكلل النقدَ العلمي بالمسيح، أن نُطعّمه ليصبح أداة ً للخلاص، لكي لا يظلّ عقيما ً بل لكي لا يصبح أداة ً لما هو ضد المسيح أو للكبرياء والتعالي.

هذه هي رسالتنا نحن الأرثوذكس – كما تسلمنا من الآباء – فينبغي لنا أن لا نغرق في جفاء التفسير وتحويله لشكل علمي جاف أو حسب رأي كل واحد ونظرته الضيقة التي بحسب العقل وتفسيره الخاص ، أو نقل تفسير أعمى دون استعلان ربنا يسوع المسيح الذي هو الهدف الأساسي من التفسير والشرح ، ولا نريد أن يكون كل هدفنا الدفاع أمام الآخرين لنظهر إننا في موقف صحيح وديانتنا حق ، ولا نريد أن نتجمد في ضيق الفكر البالي ، بل نريد أن نعلن يسوع كشخص حي ونظهر نوره فينا لا قدرتنا الشخصية على الحوار والكلام ...

باطل هو كل تفسير وكلام خارج عن الاستعلان الإلهي وتمجيد الله وإظهار نوره الحلو ومجد قيامته الذي لا يزول ، باطل هو كل تفسير أو شرح يظهر ذاتنا ويمجدنا أمام الناس ..
مبارك كل شرح وتفسير يظهر الله ويمجده ويعلن قوة التوبة وعمل الله وخلاصه الحلو ...

هذا الموضوع مطروح لا أمام الفكر الجاف إنما مطروح لنا جميعاً ، على كل من يؤمن بربنا يسوع وبخاصة العلماء المسيحيين التائبين الذين يحيوا حياة الإيمان والتقوى والمحبة والصلاة والإفخارستيا، الذين يتغيرون إلى شكل المسيح لا ظاهرياً بل في أعماقهم من الداخل : "نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح"



رد مع إقتباس
Sponsored Links