عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
افتراضي الإيمان بالله ثقة شديدة بمحبتة - الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا (6)

كُتب : [ 02-15-2011 - 12:11 PM ]


الإيمـــــان كحيـــــاة وخبـــــرة (الجزء 15)
تابـــــع / الثقـــــة والإيمـــــان بالله
[أ]
الإيمـــــان بالله ثقة شديدة بمحبته

للدخول على الجزء (5) أضغط هنــــا
للدخول على فهرس الموضوع أضغط هنـــــــــــا


[أ] الإيمان بالله ثقة شديدة بمحبتة
بلا أدنى شك، أن الفواجع التي تُصيب الإنسان والمصائب التي تلُّم به تبقى أحداثاً لا يُمكنه كإنسان إلا أن يشعر بمرارتها وقسوتها. ولكنه يؤمن إن الله أعظم منها، وإن محبة الله لهُ أقوى من الموت نفسه وأقوى من كل ما يمكن أن يحدث لهُ.
وأيضاً بالنسبة للخطية والفجور، فإزاءهِ يفقد الإنسان سلامه وإنسانيته فيُهان عند ذاته ويخجل ويخشى مواجهة الله "واختبأ آدم لأنه علم إنه.. عُريان.. فقال الله: آدم أين أنت" (تك3) ؛ ولكن بالإيمان وبجراءة الثقة في محبة الله، يتقدم الإنسان واثقاً في الله برّه .
ويقول القديس كيرلس الكبير عامود الدين:
[ "يا جميع الأمم صفقوا بالأيادي، هللوا بصوت الحمد" (مز47: 1). ذلك لأن المخلّص قد أَعدَّ لنا طريقاً جديداً للخلاص لم يطأه القدماء. فالناموس الذي رسمه موسى الكلي الحكمة كان لاستنكار الخطية وإدانة التعديات : ولكنه لم يبرر أحد على الإطلاق. وها الفائق الحكمة بولس الرسول يكتب قائلاً: "من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة " (عب10:28)، ولكن ربنا يسوع المسيح بعد أن أزال لعنة الناموس وأكد على عجز وعدم فاعلية الوصية التي تُدين، صار رئيس كهنتنا الأعظم حسب قول المغبوط بولس (عب6: 20) لأنه صار يُبرر الفاجر بالإيمان ويُطلق أسرى الخطية أحراراً وهذا ما قد سبق وأعلنه لنا على فم أحد أنبيائه القديسين: " في تلك الأيام وفي ذلك الزمان يقول الرب : يُطلب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفرّ لمن أُبقيه." (إر50: 20)
أما تحقيق هذا الوعد فقد صار لنا عند تجسده، كما تؤكد لنا الأناجيل المقدسة ذلك. فعندما دعاه أحد الفريسيين، ولكونه ودوداً ومُحباً للإنسان" ومُريد أن كل الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي2: 4) لبَّى رغبة الداعي وحقق لهُ أُمنيته.
وإذ دخل إلى عنده واتكأ على مائدته للوقت دخلت امرأة تلطخت حياتها بالعيوب المشينة: وكمن أفاق بصعوبة من الخمرّ والسُّكر، هكذا بدأت هيَّ تحس بتعدياتها وقدمت توسلاتها إلى المسيح كقادر على تطهيرها وتخليصها من كل عيبها وتحريرها من كل خطاياها السابقة "كصفوح عن الآثام وغير ذاكر الخطايا" (عب8: 12). وإذ تجرأت على الاقتراب إليه، غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعرّ رأسها ثم أيضاً دهنتهما بالطيب. وهكذا نجد أن امرأة كانت من قبل خاطئة ومنغمسة في الخطية، لا تخفق في أن تجد سبيل الخلاص؛ لأنها لجأت لمن يعرف كيف يُخلِّص، ولهُ القدرة أن يرفع من أعماق النجاسة. فهيَّ إذ لم تُخذل في تحقيق غايتها..
..فهبات المسيح تصعد بالبشرية إلى قمة الرجاء الذي طالما انتظروه، وإلى أبهج الأفراح. فها المرأة التي كانت ملطخة بأدناس عديدة ومستحقة لكل ملامة بسبب أفعالها الشائنة تتبررّ، حتى يكون لنا نحن أيضاً ثقة أكيدة بأن المسيح سيرأف بنا عندما يرانا مُقبلين إليه، جاهدين أن نفلت من أشراك الإثم..
... لا تضطرب إذا ما تفكرت في جسامة خطاياك السابقة، بلّ أعلم تماماً، أن النعمة ما زالت تفوقها عِظماً، فهيَّ الكفيلة بأن تُبرر الأثيم وتغفر ذنوب الفاجر.
فالإيمان بالمسيح هوَّ ضامن لنا بكل هذه البركات العظيمة: لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الحياة: ويدعونا للانطلاق إلى المنازل العلوية: ويرقى بنا لميراث القديسين: ويجعلنا أعضاء في ملكوت المسيح: الذي به وله مع الله الآب ومع الروح القدس المجد والسلطان إلى الأبد الآبدين آمين.]
ونجد أنه عندما أراد يوحنا الإنجيلي التعريف بالله لم يلجأ إلى تعبير فلسفي نظري أو فكري ، بل قال: " إن الله محبة. فمن يثبت في المحبة ثبت في الله وثبت الله فيه " (1يو4: 16). وفي تعريفه بالمحبة يقول: "على هذا تقوم المحبة: لا أننا نحن أحببنا الله، بل هوَّ نفسه أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا " (1يو4: 10) ، لقد عرفنا القديس يوحنا الرسول بالله من خلال علاقة الله بالبشر. وتلك العلاقة هيَّ علاقة محبة.
ويقول القديس كليمنضُس الروماني في رسالته إلى أهل كورنثوس (101م) : [ في المحبة استحوذ علينا السيد الرب. ومن أجل المحبة التي لهُ من نحونا، بذل ربنا يسوع المسيح، بمشيئة الله، دمه من أجلنا، وجسده من أجل أجسادنا، وحياته من أجل حياتنا! ]
ويجد هذا التعريف بالله "المحبة"، صدى في قول جبران خليل جبران: ( أما أنت إذا أحببت الله فلا تقل: الله في قلبي، بل قُل: أنا في قلب الله )
وهذا هوَّ موقف المؤمن الحقيقي إزاء الحياة والكون وكل ما يُمكن أن يحدث لهُ في اليُسر والضيق، في الفرح والحزن، في السعادة والشقاء، في الحياة والموت، يؤمن إنه ليس وحيداً في هذا الكون ولا غريباً في هذه الحياة. فالله قد أحبه واختاره وقبلهُ. أنه في قلب الله إلى الأبد، والضامن لنا تجسد الكلمة، فالله الكلمة أتخذ جسدنا مسكناً لهُ، ولا يُمكن أن يتخلى عنه أبداً..
وتلك هيَّ البشرى الصالحة التي بشرنا بها ربنا يسوع المسيح في كلامه عن الله، وفي حياته كلها وموته وقيامته: " الله نفسه يحبكم..الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا.. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.. أنظروا أي محبة أعطانا الله حتى نُدعى أولاد الله..،،،،،،،،،"




رد مع إقتباس
Sponsored Links