الموضوع: وادى التعساء !!
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
Amany
ارثوذكسي متألق
Amany غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 908
تاريخ التسجيل : Jul 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 981
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : Amany is on a distinguished road
Wacko وادى التعساء !!

كُتب : [ 07-16-2007 - 12:09 PM ]


من اقوال الاستاذ سمير فهمى






وادى التعساء !!
أو
المنتحرون !!


وإستكمالا لنداء الحياة الذى وجهته كلمة الرب فى المقال الأول .. لمن قادهم اليأس وهم سائرون فى وادى الأحمال وحمل الهموم وإستعباد العادات ,, وجدت أن المنتحرون كثيرون ,, بل وهم بآلاف مؤلفة بل بالملايين كل يوم ,, !!ويحتاجون إلى جيش من الأمناء يرفعون لهم نداءات الأمل ويطوحون لهم بعجلات الإنقاذ قبل أن يغيبوا تيها ويغوصوا فى رمال الوادى التعس العميق

وطبيعى جدا أن ننزعج أمام عازم على التخلص من حياته بأى شكل من الأشكال ,ونسابق الثوانى لإنقاذه وقد ننجح ونرفعه قبل السقوط !!

,ولكنى هنا لا أقصد هؤلاء من حملوا بأياديهم حبالا أو أخفوا بحقائبهم سموما لإنهاء حياتهم ..
ولكنى أزور بكم واديا غريبا يرتاده من راغبى الموت البطيئ آلافا من البشر يحملون آلات إعدامهم فى جيوبهم وعقولهم وأجسادهم ,, أصنافا وأشكالا مكرمين لها ومجملين !!

لعلكم عرفتم من هم المنتحرون هنا ,, !! وبهذا الوادى ,, التعس فكل من فيه تعساء أشقياء ,,
هم حاملى تلك اللفافة البيضاء ( السيجارة) اللعينة ..

دعونى أصف و أريكم قافلتهم وهى تسير فى الوادى التعس مهزومة متعثرة ,, تئن وتتعثر تارة بحشرجة صدورهم .. وتارة بصرخات رئاتهم وهى تئن مثقلة بضيق وقلة ما يصل إليها من نقى الهواء وطيب نسيماته !!

سألت مرافقى فى رحلتى .. وكان طبيبا ,,
من هؤلاء المتعثرون ضعفا وإعياء ؟؟

قال لى .. هم المنتحرون الجدد !!
من يمسكون بلفافة إعدامهم فى سيجارة تبدو مظهرا مكملا لشخصياتهم المهزوزة بينما تسلب منهم الحياة رويدا رويدا ,, وبين كل شهقة وزفرة يكتب سطرا فى شهادة وفاتهم ,, !!

ورآنى رفيق تلك البانوراما المزعجة ,, وقد حملت هموم الدنيا فوق كتفى ,, وسألنى ,, مالك ,, قد غرقت فى عمق التفكير ,, !!

قلت له ,, ليتك ما حملتنى إلى هنا ,, ففى تلك القافلة أكاد أرى الكثيرين من أحبائى وأصدقائى ,, وهم لا يقوون على السير بتلك الأحمال فقد هدتهم أثقالها وأوجعتهم آثارها ,, وطمت عليهم رمال هذا الوادى فشوهت معظم ملامحهم..
فبالكاد أتعرف عليهم .. وهنا بكيت ألما وأنا أتذكر شباب ماضيهم وفتوة رجولتهم ,, شتان بين ماض وحاضر ,,وهل يتساوى الأحياء بالمنتحرين ,,

وفى وادى التعساء هذا رأيت نوعا من المنتحرون لهم ملامح الغباء ترتسم على وجوههم.. وقد بددوا كل قواهم ودمروا وسائل دفاعاتهم تحت عبودية عاداتهم ومجون لياليهم التعسة .. التى ظنوا فيها أنهم لاهون عابثون ..
ولم يفطنوا حينئذ لشبابهم وصحتهم ومراكز الدفاعات فى أجسادهم وهى تدمر أمام كاسحات الصحة ومدمرات المناعة وما تسلبه تلك العلاقات الآثمة من كل مدخراتهم من حصانة العفة والفضيلة ,, !!

وكانت قافلتهم بطيئة جدا فى سيرها .. تكاد لا ترى تقدمها ..سألت مرافقى ,, لم هذا التباطء الواضح .. !!
وعلمت أنها سكرات الموت تنازعهم .. فقد أخذ الإيدز حقه بالكامل من حياتهم وهاهو يكمل بهم المسيرة إلى الفناء ,, !!
أليس هؤلاء بهواة الموت وراغبيه .. !!

ورأيت نوعا غريبا من الساعين إلى الموت يأسا من غفران خطاياهم ,, وحملها ثقيل مضن ,عبر عن هذا الحمل القاسى النبى داوود فى ( مز38) إذ قال : ليست فى عظامى سلامة من جهة خطيتى ,,لأن آثامى قد طمت فوق رأسى ,و كحمل ثقيل أثقل مما أحتمل ,,

ورأيت قوافل هؤلاء اليائسين الذين أعدت لهم أدوات إنتحارهم من إبليس منظم تلك القوافل وقائدها المحنك ..
إذ لم يعطهم حبلا أو مدفعا ,, بل سد أمامهم باب الرجاء فصرخوا صرخة قايين فى القديم ( ذنبى أعظم من أن يغتفر ) ,, وهكذا سارت قافلة هؤلاء المنتحرون جامعين أهوال ذنوبهم ودنس خطاياهم فوق رؤوسهم مسقطة لها منكسة و مثقلة لأرجلهم أثقالها ..

بل وحجزت أمامهم أبواب الأمل فى رؤية المصلوب وهو ينادى من فوق صليبه فلم يسمعوه وهو يصفح مكملا ملحمة غفرانه لخطاياهم .. ,,
لم يروا رأسه وهى تنزف وجنبه وهو يوخز بالحربة وجبينه وهويستقبل الأشواك من أجل طرح تلك الأثقال عنهم ورميها فى غياهيب النسيان ,, !!

فإنحنوا لعبودية فكرة الذنب الغير مغتفر ,, فوقعت بثقلها فوق أظهارهم فكسرته وكمياه طمت على رؤسهم فأغرقتهم ,,

كانوا بحق يكونون أخطر قافلة من المنتحرون ,,

ورأيت وفى رحلة هذا الوادى.. نوعا خطيرا أيضا من راغبى الموت ..
لم يكن الخطر باديا عليهم ,, بل كانوا من اللياقة متسربلين بثوب زاه فضى ,, وإقتربت بمنظارى المقرب لأقرأ ما على ثيابهم تلك الفضية , وإستطعت أن أتبين هويتهم ,,( لهم صورة التقوى ولكنهم ينكرون قوتها ) ..
إذا فتلك قافلة المراؤون فى هذا الوادى التعس , وهم يحملون رياء زيف التقوى والقناعة ,, وهم يحفرون آبارا مشققة لا تضبط ماء ,, يحملون الناس عسر الأحمال .. وهم يهربون ..

ورأيت فى ركابهم كاسرى الوصايا ,, وهم يمثلون ربوات من قاطنى هذا الوادى التعس ( وادى المنتحرون ) كانت قوافلهم مصنفة بالقتلة الغاضبون على إخوتهم ,, !! والسارقون والوشاة الكاذبون وزناة الفكر والجسد ,, ببعدهم عن الله مصدر كل طهر ,,

وكان عجبى إذ رأيت المشتهون أيضا كاسرى تلك الوصية التى لم تشد إنتباههم ولم تلق قبولهم أمام أطماعهم ,,
وإلتصقوا بها فى ضوء تسميات جديدة لها إخترعها العالم ليخفف من سمها ,, أسموها بالطموحات والتطلعات المشروعة ,, !!
بل هى شهوة الجسد وتعظم المعيشة والعيون المتعالية ,, والكبرياء المرذولة ,,
رأيت أصحابها فى قافلتهم الكاسرة للوصية ( لا تشته ) ..وكانوا ربوات ربوات فى وادى التعساء وكانوا يمثلون فريقا هائلا من المنتحرين تحت ضغوط شهواتهم الغير ممكن تحقيقها فسلكوا مسالك الموت لتحقيقها ,,

ورأيت عابدى المال والثروة وهم يلمعون آلهتهم وهى فى خزائنهم ودفاتر مدخراتهم يربونها ويزيدونها كى تكون جديرة بعباداتهم لها والتعبد فى معابدها ,,
كانت قوافلهم أيضا ربوات من أعضاء منتديات الثروات المدنسة والمكاسب الغير مشروعة .. نعم رأيت صنوفا من هؤلاء المنتحرون ,,

وفى الوادى التعس عرجنا على قوافل الكذابون والشتامون وناقلى الأكاذيب ومشيعى المذمات رأيت صنوفا من البشر سلكوا مسالك الظلمة فإستأنستهم مدنساتها ومحرماتها ,, فسارت بهم فى قوافلها لحتفهم ,, وكانوا كثيرون , وكثيرون جدا ,

وما هالنى .. مارأيته من صنوف هؤلاء المنتحرون ,, !!

كانوا من أصحاب الوعد فى أغلى الوصايا التى تختص بعلاقات الأبناء بوالديهم والتى تأمرهم بإكرام والديهم ,, لتعطى لهم كثرة الأيام وطيلة الأعمار ,, !!

مالى أرى قوافلهم بالملايين من الواقعين تحت الغضب الإلهى ,,
ممن كسوا بحماقاتهم وتعدياتهم حياتهم بكساء الدناءة والخسة وهم يلقون بوالديهم فى دور الرعايات وملاجئ العجزة رغم أنهم قادرون على معيشتهم معهم سعداء هانئين ,, وقد ناء بهم الدهر وضاعت أيامهم فى كفاح العيش وتدبير الحياة الآمنة لهؤلاء الجاحدين من الأبناء ,,
كم من المظالم قدمت للقضاء لجحود هؤلاء السائرون فى قوافل هذا الوادى التعس ,,

وهنا رأيت بدلا من طول الأيام التى وعدت بها كلمات الرب فى وعده ووصيته ,, رأيت إنحناء وذبولا ومرضا وسقاما حل بحياة وأجساد هؤلاء الأبناء الجحدة ,, وهم يعانون فى هذا الوادى أثقال الذنوب وتأنيب الضمائر ,

نعم لقد كانت قافلتهم مؤسفة ,, فلم ينالوا رضى من الأب ولم يحصدوا بركات من دعاء الأم ,, فوقعوا تحت قصاص الرب ,,
ذبلت حياتهم وتلقفهم اليأس ,, فباتوا فى عداد المنتحرين أيضا فى وادى التعساء ,

أيها الأبناء الأعزاء ’’
نعم قد راعتنا وأزعجتنا تلك الكلمة التى تحمل معنى الموت فى الجحيم ,,
وهزتنا تداعياتها وتلقف الناس لمعناها ,, وإستأصلنا مظهرها المكتوب ,,
لكن .. !!
بقى أن نفتش ونجد فى البحث فى هذا الوادى ,,
هل لنا أحباء فيه ؟؟؟
هل وصل إليه أقرباء لنا ودخلوا من بوابته ..؟؟ ومنذ متى ,,
هل هناك من يصرخ مستجيرا بنا من وراء أسوار وتلات رمال هذا الوادى اللعين ,, يرجو نجدته أو إعلانا ملهما أو دعاء.. صادقا ,
أم يسمع منا لغة قايين ( أأنا حارس لأخى ) ؟؟؟

نعم نحن حراس تلك النفوس الهالكة لننقذها ,, وأطباء هؤلاء اليائسين التعساء ,,نزلاء هذا الوادى التعس والشقى ,,
فنحن بكلمة الرب المحيية نقدم لهم شفاؤهم ,, وبالمواعيد المقدسة تكون نجاتهم ,, فهل نفعل ,, أم نتغاضى عن صراخهم ونصم آذاننا عن سماعهم ,, !!

دعوة لكل عامل أمين فى الكرم ,, إنزل إلى وادى التعساء ,, وادى المنتحرون ,, تجد قريبا أو صديقا أو حتى عدوا ,, فالكل بإحتياج إلى الحياة ,, هل تفعل ,,وترمى لهؤلاء الأشقياء بحبالها ترفعهم وتنقذهم ..

لا تنس ,, هناك فى الوادى من كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد ,,
ربما يكون هناك أخى أو أخيك !!!
وأنت وأنا لا ندرى ,,
إذا أليس ملحا أن ننزل إلى هذا الوادى التعس برفقة فادينا ..
مفتشين عن الأخ والصديق والحبيب المفقود ,, !!
الرب معكم



رد مع إقتباس
Sponsored Links