الفائدة من مطالعة الكتب الإلهية..للقديس يوحنا الذهبي الفم
كُتب : [ 01-24-2010
- 10:55 PM
]
الفائدة من مطالعة الكتب الإلهيّة
للقديس يوحنا الذهبي الفم
التمرين على مطالعة الكتب الإلهيّة هو الميناء الهادئ والسور الحصين الذي لا ينهدم، والبرج غير المتزعزع والمجد الملازم والسلاح الذي لا يُغلب والسعادة الخالية من الأحزان، والنعيم الدائم ومصدر الخيرات التي لا يقدر العقل البشري أن يتصوّرها. انها تطرد اليأس، وتحفظ الوداعة، وتغني الفقير أكثر من الغني، وتبعد الأغنياء عن الخطأ، وتجعل الخاطئ صدّيقًا، وتقود الصدّيق الى المأوى الحصين، وتستأصل الشرّ وتزرع الخير حيث لا أثر له وتطرد الحقد والضغينة والحفيظة، وتردّ النفس الى الفضيلة وتثبتها وتديمها. بل هي كالطبيب للنفس، ونشيد إلهيّ سرّي يميت الشهوات وتستأصل أشواك الخطيئة. انها تنقّي الحقل وتزرع البذور الطاهرة وتُنضج الأثمار. انها الطيب المنتشر لا بكميته بل بطبيعته. هكذا الكتب الإلهية تعطينا المنفعة العظيمة لا بكثرة كلامها بل بالقوة الكائنة فيها. ان الطيب فوّاح زكيّ بطبيعته، لكن بطرحه في النار تزداد رائحته زكاء.
هكذا الكتابة الإلهية فإنها جميلة جدًا بنفسها، ولكنها اذا دخلت أعماق النفس تصبح كالبخور المطروح في المبخرة يملأ البيت بشذاه الزكيّ.
يتبع مع صنارة الروح
|