[aymonded]

الكتاب المقدس بطبيعة أسلوبه البسيط يسرد الأحداث في سفر التكوين عن تاريخ البشرية منذ الخلق لسقوط آدم ، ولا يذكر جميع التفاصيل ، إذ لا يذكر كام يوم أو كام سنة مكث آدم وحواء في الفردوس ، ولا حتى متى خلق الله حواء هل بعد آدم مباشرة أم بعد أيام أم شهور أم سنين ، ولم يذكر بعد سقوط آدم وحواء متى أنجبوا أولاد وفي أي زمن أو ساعة !!!

والكتاب المقدس ذكر اثنين فقط من أولاد آدم بعد أحداث السقوط: قايين وهابيل ، وليس لأن آدم ليس له أولاد غيرهما ولكن لأن التاريخ الذي يختص به الكتاب المقدس – كما ذكر أخونا المحبوب رويس – هو تاريخ الخلاص ، وتاريخ الخلاص يختص بقايين وهابيل ، كون أنهما يمثلان طريقين للإنسان منذ بداية تاريخ البشرية على الأرض ( كما قال كثير من ألاباء في شروحاتهم ) ، وهما طريق العبادة الحقيقية والعبادة المزيفة التي لها الشكل والصورة بلا جوهر أو أصل ...

فالكتاب المقدس لا يُعطي تاريخاً مفصلاً عن العالم ، من جهة دقة الخلق وتفاصيله الدقيقة ، ولا يُقدم سيرة متكاملة مفصلة للأشخاص الذين يذكرهم ، ولكن هدفه الحقيقي هو أن يضع أمامنا منذ البداية : (( تاريخاً لملكوت الله وقوة الخلاص وامتداده )) ولذلك يصف الكتاب المقدس فقط الأحداث وما يتعلّق بها من أشخاص تخدم هذا الغرض ...