بكل إجلال ومهابة عظيمة أقرب منك كآخر الجميع
ومع الجميع أحني رأسي يا سيدي الرب القدوس
ويتحرك قلبي إليك بذهن استنار بنورك الإلهي العجيب
مذهولاً من عملك العجيب واتضاعك بتنازلك كالتدبير
آه ما أعجيب خفايا أسرارك البهية المحيية للنفس يا إلهنا الحي
وما أعظم من يؤمن بها وتنفتح بصيرته ليرى مجدك المخبوء فيها
عجيب حبك المتسع الذي لا يُدرك أعماقه وأبعاده
+ وإذ أجاهد أن أمسك بك يا الله القدوس فلا تُمسك
بل أجدك أنت الذي تُمسك بي وتُشدني إليك
+ وإذ أحاول أن أصورك لنفسي ، فلا تتصور ، بل تكشف ذاتك باتضاع وحب عجيب يدهشني ويأسر قلبي ويحركني إليك بمهابة عظيمة وإجلال
+ وإذ أحاول أن أسكن في ديارك وأطلب ما ناله القديسين ، أجدك أنت تسكن فيَّ وتطلب أنائي الضعيف ليكون مقر سكناك الخاص
+ حينما أطلبك ظناً مني أني أجدك في عظائم وتجليات مجيده وآيات ومعجزات وظهورات ، أبصرك متجلياً في داخلي بمجد عظيم يخجلني
+ أندهش من أي موضع ظهرت ، حقاً لا أعرف
+ أندهش ما الذي فيَّ يجعلك تعلن ذاتك وتظهر في أنائي الضعيف ، لا أعرف
+ أندهش أنك تحبني وأنا لا أرى فيَّ شيء يستحق حبك ، فأتحير وأزداد حيرة
+ أندهش للغاية لأني وأنا اشعر بثقل خطاياي أجدك ظاهراً فاتحاً أحضانك الأبوية ، فتزداد حيرتي وأرتبك في نفسي : ما هذا الحب والنداء العجيب !!!
+ مملوء أنا من كل الشرور وقد عمى عقلي من عفونة مناظر العالم ولا اقدر أن أنظر الحسن الذي في وجهك ، وأعجب كل العجب لأني في هذا الحالة وأشعر بثقل خطاياي الكثيرة ، أجدك حاضراً بنور عجيب يشرق في داخلي من وراء ظلمة نفسي وعقلي ، فيعطر نفسي بعطر سماوي يشعرني بغباوة عقلي ، إذ كيف أحيا وسط عفونة ظلمة الشرور وأنا لا أدري ولا أدرك !!!
+ أدرك اليوم عطشي لمياه الحياة ، وأستشعر ندائك المحبب لكل نفس ، من كان عطشاناً فليأتِ إليَّ ويشرب ، ومن يشرب من مياهك تجري من بطنه ينابيع أنهار ماء حي !!!
+ أيها المسيح بحر غفراننا الأبدي هب لي اليوم وهذه الساعة أن أغسل فيك وسخ ملابس نفسي وقلبي من الداخل ، وأبتهج بلبس نورك القدوس ...
+ أطلب منك بتوسل في صلوات القديسين وشفاعة الأم البتول العذراء كل حين ، وأتضرع إليك أن تُشرق في نفسي نور غزير الإشراق الذي لثالوثك القدوس ، ذاك الذي من قوة عزة إشراقه ككوكب الصبح المنير ليس من هذا العالم ولا تصوراته الخاصة ، تنهدم مواكب الأعداء وتتبدد ظلمات نفسي وتسقط الشرور ، وتتبدد الظلمة كالبخار بفعل حرارة نورك البهي ...
+ يا ربي أشعل وأضرم في نفسي نار محبتك تلك التي تلتهب بها كل أعضائي ، فتضمحل الخطية منها وتبيد وتهلك جميع اضطراباتي الداخلية ، فيتنقى قلبي بكلماتك الفعالة بقوة سلطان حياتك التي فيها ، فأعاين مجدك بسهولة حسب قصدك ...
+ يا ربي الحي أنفخ في عقلي حياة نسيم روحك القدوس ، ذلك الذي هو استنشاق نسائم الحياة الأبدية وعدم الفناء ، وهب لي دائماً مع السمائيين سكنى في بلد النور العجيب ، الذي يشرق منك يا ملك الملوك ورئيس الحياة الذي يليق بك كل السجود بمهابة عظيمة بكل وقار واحترام ، لأنك ممجد بمجد بهائك الخاص الغير مدرك في كماله ، الفائق كل حس ولا يُفحص ، أقبل مني مع الجميع كل شكر وتمجيد أيها الرب العظيم إلى الأبد آمين