عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية ريم الخوري
ريم الخوري
ارثوذكسي فضى
ريم الخوري غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 39544
تاريخ التسجيل : Nov 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,805
عدد النقاط : 65
قوة التقييم : ريم الخوري will become famous soon enough
Heartcross بين المعرفة البشرية والايمان...

كُتب : [ 10-08-2009 - 10:26 PM ]



بين المعرفة والايمان ابتداء القديس اسحق في كاتبة نسكيات في مقالته للتعريف بدرجات المعرفة بضرورة التميز بينها وبين الايمان حيث وضح ان
المعرفة البشرية معرفة "لا تقوى على فعل أي شيء ترغبه دون فحصه وبحثه والتأكد من إمكانية حصوله". حيث انها تعتمد كثيراً على العقل
أي عقل متسلّط حتى على النوس . ومن هنا جاء الاختلاف بين العقل(المعرفة البشرية) والايمان
يقول القديس إسحق أنّ عند استعمال كلمة
"إيمان" نعني
"الإيمان المشرق في النفس بنور النعمة الذي يثبّت القلب بشهادة الذهن ويبقى غير متزعزع في يقين الرجاء البعيد عن كل حدس".

هذاالإيمان الروحيلا يتعلّم الأسرار بسماع الأذن بل "يعلن، من خلال الأعين الروحية، الأسرار الخفية المعلَنة بالروح لأولئك الذين يتناولون الطعام على مائدة المسيح والذين يهذون بناموسه". وبهذه القوة يتعلّم الإنسان كل الأسرار المخبأة عن أعين الإنسان الجسدي في هذا الزمن. إذاً "الإيمان هو أكثر حذقاً من المعرفة تماماً كما أن المعرفة هي أكثر حذقاً من الأمور الحسّية".
اي ان الإيمان، أي المعرفة الإلهية هو أكثر حذقاً من المعرفة البشرية.

اما الفرق بين المعرفة البشرية والإيمانبحسب القديس.
لا يمكن للمعرفة البشرية أن تتعلّم من دون تفحص بينما "الإيمان لا يطلب أكثر من عقل طاهر بسيط بعيد عن كل بحث جدلي يُبنى بفكر الأطفال وقلب بسيط". العقل هو مركز المعرفة البشرية، بينما القلب الطاهر هو مركز الإيمان.
لا تجرو المعرفة البشرية ان تتجاوز سور الطبيعة وتحافظ عليها ، أمّا الإيمان "فيسلك طريقاً يفوق الطبيعة"ويتجاوزها. بسلطة هذه يظهر في سير كل القديسين الذين بقوة الإيمان "اجتازوا اللهيب وقيدوا قوة النار المحرقة، وعبروا في وسطها بدون أذى، ومشوا على سطح البحر كما على اليابسة". وكل هذه الأمور التي يفعلها الإيمان هي فوق الطبيعة ومناقضة لطرق المعرفة البشرية
المعرفة البشرية عاجزةعن فعل أي شيء من دون مادة، فهي تتحرّك في عالم مادي، بينما للإيمان سلطة، على0 صورة الله، أن يبدع خليقة جديدة.

. تسعى المعرفة البشرية دائماً إلى "وسائل لصيانة أصحابها" أي أنها دوماً تتخذ تدابير لتحمي الإنسان بوسائل بشرية. أمّا الإيمان فهو يترك الأمر كليّاً لله.
"مَن يصلّي بإيمان لا يحتاج إلى وسائل وطرق". لا تبدأ المعرفة البشرية أي عمل من دون أن تدرس نتيجة كل عمل قبل أن تباشر به، بينما الإيمان يقول: "كل شيء مستطاع عند المؤمن (متى 22:19) فلا شيء مستحيل عند الله".

هذا لا ينفي ان المعرفة بحسب القديس ليست أمراً مذموماً،
ولكن يشير الاباء القديسين الى أنّ الإيمان هو أكثر سمواً من المعرفة، وأرفع حتى من المعرفة التي تُكتَسَب بممارسة الفضيلة، لأن الإيمان هو حالة مواهبية وشركة مع الله. إنه "فهم القلب ورؤياه"، الحياة التي تنمو في النفس مع مجيء نور النعمة الإلهية.


نسكيات للقديس اسحق السرياني
يتبع درجات المعرفة الثلاث



رد مع إقتباس
Sponsored Links