(( قد انتشرت كتب حديثة كثيرة جداً عن قديسين معاصرين وهي تبدأ من عصور قريبة ومختلفة ليومنا هذا وأن راجعناها على التقليد الكنسي والكتاب المقدس سنجد اختلاف جوهري عن ما تسلمناه وقد صارت كتابتها حسب رؤية كاتبها وحده وليست حسب معايير الكنيسة وتسليم الآباء بل اعتمدت اعتماد كلي على المعجزات والآيات التي أصبحت من المعايير الأساسية عند البعض مما دعت الحاجة لكتابة هذا الموضوع لمعرفة المعايير الكنسية الأصيلة ))
ينبغي أن من يكتب سير القديسين المعاصرين ، أن يكون على دراية وعلم بمبادئ وأصول الحياة المسيحية المؤسسة على الإنجيل ، كلمة الله المقدسة ، وما تسلمناه حسب التقليد والمجامع المسكونية وعلى الخبرات الروحية للقديسين الذين ساروا في طريق الحياة مع الله واجتازوا صعاب الحياة وعرفوا أسرار الحياة مع الله ورصدوا ضلال الشيطان والحروب الروحية وانتصروا فيها وتأصلوا في طريق التوبة وتغيير القلب ، وتعرفوا على طرق الضلال وغاوية الشرير ليقدروا أن يسلموا خبرة الطريق الروحي لكل من يتعرف على سيرتهم المقدسة في الحق ...
فينبغي لكاتب سير القديسين أن يكون ملماً بهذا كله حتى يمكنه أن يسرد سيرة القديس بالحقيقة ، وليس من يظن أنه قديس ، حسب رأيه الخاص أو رأي الناس في هذا الشخص ، كما حدث في بعض السير عن الرهبان والراهبات – مطبوعة أو مصورة بالفيديو – التي انتشرت أخيراً وهي تحتوي على نماذج أبعد ما تكون عن معايير القداسة الحقيقية وما تسلمناه من الآباء وما عرفناه من الكتاب المقدس ، بل هي عثرة حقيقية ومهانة للرهبنة ولتقاليدنا القبطية ,,,
فينبغي على كاتب سيرة القديسين ومؤرخها ، أن يسرد سيرة من هو قديس بالحقيقة بما يتفق مع معايير القداسة القانونية كما اختبرتها الكنيسة وعاشتها على مر عشرين قرناً من الزمان وبمشورة الآباء والمعلمين الأتقياء ، ولا يكتب السيرة على أساس المعجزات والآيات والعجائب كي ما يشد الناس ويربح أكثر من كتابة السيرة ، وذلك حتى يتمجد الله في قديسيه وتستنير حياة المؤمنين وتثرى وتغتني بخبرات القديسين والقديسات من جيل إلى جيل ...
سنستمر في كتابة هذا الموضوع واضعين القوانين الكنسية وكتابات الآباء في هذا الصدد حتى نستفيق من غفلتنا ونستيقظ ونتعقل ونفهم القانون الإلهي ونتعرف على حياة القديسين بالحقيقة التي هي في الأساس مبنية على الكتاب المقدس وعلى شخص الكلمة ربنا يسوع المسيح الذي هو رأس الكنيسة وحده فقط ، وليس على أساس المعجزات والخوارق التي هي آية لغير المؤمنين ...