لم يكن مسموحاً – بالطبع – لشعب إسرائيل أن يصنعوا صورة أو تمثالاً، وذلك بسبب الشعوب المجاورة وعبادة الأوثان، ولئلا يتأثروا بالمصريين الذين خرجوا من أرضهم بعبادة الآلهة المصورة في صور أو تماثيل ، لذلك لم يتركوا صوراً لآلتهم التي كانوا يستخدمونها، ولكن أمكننا التعرف على تلك الآلات الموسيقية التي ذُكرت مواصفاتها في الكتاب المقدس إما باكتشاف إحداها بين الآثار أو إيجاد صور مشابهة لها في آثار مصر وبابل وأشور، غير بالطبع حفظ التقليد اليهودي وحرصه على الحفاظ على بعض الرسومات المجردة لهذه الآلات، وعموماً كانت تلك الآلات الموسيقية متشابهة ومتداولة في الشرق الأدنى القديم، وبذلك تكونت لدينا فكرة واضحة عن غالبية تلك الآلات الموسيقية التي كان يستعملها الشعب في أزمنته المختلفة والمواد التي صُنعت منها: كالخشب أو الجلد أو العاج وأيضاً الذهب والفضة والنحاس وقرن الكباش أو غيرها ، ومنها بالطبع ما هو مشابه لما هو موجود حتى الآن ومتعارف عليه .
والآلات الموسيقية وأدوات الأنغام في إسرائيل تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي : آلات النفخ – الآلات الوترية – آلات الدق
وكانت عموماً تُستخدم إما منفصلة ، كل آلة على حده ، أو تُستخدم كلها أو بعضها معاً، وكل هذا بالطبع حسب موهبة العازفين، وترتيب العزف والغرض منه، لأنه كان يُراعى جداً وبتدقيق حُسن العزف بترتيب ونظام شديد وعدم التشويش، أي يتم العزف بدقة متناهية وبترتيب دقيق جداً ومنظم للغاية وبموهبة حقيقية وإلهام إلهي حلو، وكان يصحبها بالطبع غناء وترانيم وأناشيد وأحياناً هتاف ، والغرض من هذا كله يا إما التسبيح والحمد أو الشكر أو الابتهاج أو الفرح والمسرة وأحياناً الحزن أو الرثاء ...
وكأمثلة لذكر آلات الغناء ننظر إلى المزامير فنجد الآتي :
+ مزمور 33: 2و3 [ احمدوا الرب بالعود. بربابة ذات عشرة أوتار. رنموا له. غنوا له أغنية جديدة أحسنوا العزف بهتاف ]
+ مزمور 43: 4 [ فآتي إلى مذبح الله، إلى الله بهجة فرحي، وأحمدك بالعود يا الله إلهي ]
+ مزمور 47: 5 [ صعد الله بهتاف الرب بصوت الصور ]
+ مزمور 49: 4 [ أميل أذني إلى مثل، وأوضَّح بعود لغزي ]
+ مزمور 57: 8و9 [ استيقظ يا مجدي! استيقظ يا رباب ويا عود! أنا استيقظ سحراً. أحمدك بين الشعوب يا رب. أُرنم لك بين الأمم ]
+ مزمور 71: 22و23 [ فأنا أيضاً أحمدك برباب. حقّك يا إلهي. أُرنم لك بالعود يا قدوس إسرائيل تبتهج شفتاي إذ أُرنم لك، ونفسي التي فديتها ]
+ مزمور 81: 2و3 [ أرفعوا نغمة وهاتوا دُفاً، عوداً حلواً مع رباب أنفخوا في رأس الشهر بالبوق ]
+ مزمور 92: 3و4 [ على ذات عشرة أوتار وعلى الرباب، على عزف العود. لأنك فرَّحتني يا رب بصنائعك. بأعمال يديك أبتهج ]
+ مزمور 98: 4-6 [ اهتفوا ورنموا وغنوا. رنموا للرب بعود. بعود وصوت نشيد. بالأبواق وصوت الصور. اهتفوا قُدام الملك الرب ]
+ مزمور 108: 2و3 [ استيقظي أيتها الرباب والعود. أنا أستيقظ سحراً. أحمدك بين الشعوب يا رب وأُرنم لك بين الأمم ]
+ مزمور 137: 2و3 [ على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا. لأنه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة. ومعذبونا سألونا فرحاً قائلين : رنموا لنا من ترنيمات صهيون ]
+ مزمور 147: 7 [ أجيبوا الرب بحمد. رنموا لإلهنا بعودٍ ]
+ مزمور 149: 3 [ ليسبحوا اسمه برقصٍ. بدفٍ وعودٍ ليرنموا له ]
+ مزمور 150: 3-5 [ سبحوه بصوت الصور. سبحوه بربابٍ وعود. سبحوه بدفٍ ورقص. سبحوه بأوتار ومزمار. سبحوه بصنوج التصويت سبحوه بصوت الهتاف ]
عموماً يمكننا تقسيم الآلات إلى ثلاثة أقسام وهي : (1) آلات النفخ wind ؛ (2) آلات ذات الأوتار strings ؛ (3) آلات الدق percussion
(1) آلات النفخ wind : القرن Horn – بوق الهتاف Trumpet – الناي Flute – المزمار Pipe
(2) آلات ذات الأوتار Strings : العود Lyre – الرباب Harp – القيثارة Kinnor (بالعبرية) – السنطير Dulcimer
(3) آلات الدق Percussion : الدُّف Tambourine – الصنوج Cymbals – الجنوك Sistrum – المثلث Triangle – الجلاجل Bell
هذه هي آلات كل مجموعة من هذه المجموعات الثلاثة ؛ وسوف نتكلم عن كل مجموعة بأكثر تفاصيل في الجزء القادم ...