عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
إناء الله الخاص - قيام النفس وعلاج سقوطها

كُتب : [ 11-09-2011 - 08:07 AM ]


إناء الله الخاص قيام النفس 40370740.png

  • النفس هي مخلوق إلهي عظيم، هي الكيان الروحي الذي للإنسان، هي الموضع حيث يستقر فيه الله، فالله خلق الإنسان لكي يكون مدينته الخاصة ومكان سكناه الحقيقي، فنفوسنا جُعلت لتكون مسكن الله الحي، فالله لا يُمكن أن يسكن في حجارة وطوب ويترك النفس خاويه منه: [ الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي ] (أعمال17: 24)، لذلك كمسيحيين لا نحزن على كنيسة هُدمت أو سقطت حسب عوامل الزمن، لأن بيت الله لا يخرُب أو يسقط قط، لأن مقر سكناه ما صنعه هو ليسكن ويستقر فيه، فالكنيسة كمبنى هي مكان عبادتنا لكي نجتمع فيه بالمحبة لنمجد الله ونشكره، أما نفوسنا هي الهيكل الحقيقي الذي يستقر فيه الله، لذلك جمر القداسة وهو الرب الحاضر معنا في الإفخارستيا لا يبقى منه شيئاً على المذبح لأن مقر سكانه في داخلنا بسر عظيم لا يُشرح إنما يُعاش، نتذوقه كلنا ونعيش حاملينه في داخلنا...
  • فلنا أن نعرف كرامتنا الحقيقية وسمو دعوتنا اليوم، لأننا هياكل تخص الله وحلوله وحده: [ أما تعلمون إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم ] (1كو3: 16)، وهذه الحقيقة تنعشنا جداً وتفرح قلوبنا وتجعلنا بسهولة نغلب الخطية ولا نلقي لها بالاً، ونستودع انفسنا لخالق امين يرعانا بمحبته ويهبنا معه كل شيء لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد، ولكي نرى هذه الحقيقية في داخلنا لابد من أن نؤمن بالمسيح الرب الذي صار يسكن فينا لأنه تمم المكتوب:
    • [ لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب أجعل نواميسي في أذهانهم وأكتبها على قلوبهم وأنا أكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ] (عب8: 10)، [ فأنكم أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً ] (2كو6: 16) ...
  • لذلك علينا أن يعرف كل واحد كرامته وشرفه الخاص عند الله، لكونه بيته الخاص الذي صنعه ليكون مقر سكناه الخاص، [ لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه فأنه يستطيع أن يعرف قوة واسرار اللاهوت وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضع أكثر ] (القديس مقاريوس الكبير عظة27: 1)، [ فالديانة المسيحية ليست إذن شيئاً عادياً. "هذا السر عظيم" (أف5: 32)، لذلك فاعرف قدرتك وسموك لكونك دُعيت إلى الكرامة الملوكية "جنس مختار كهنوت ملوكي وأمة مقدسة" (1بط2: 9)، لأن سر المسيحية هو غريب بالنسبة لهذا العالم. والمجد المنظور الذي للإمبراطور أو الملك وكل غناه، إنما هو أرضي وفاني ومُضمحل وأما ذلك الملكوت وذلك الغنى السماوي فهو إلهي سماوي ومملوء مجداً وهو لا يفنى ولا يضمحل لأن مثل هؤلاء المسيحيين يملكون مع الملك السماوي في الكنيسة السماوية "وهو البكر من الأموات" (كو1: 18)، وهم أيضاً أبكار ] (القديس مقاريوس الكبير عظة27: 4)
  • فلنحافظ على ملكوت الله الذي صار في داخلنا [ ها ملكوت الله داخلكم ] (لو17: 21)، أن كنا قد أتينا للرب بالتوبة والإيمان ونلنا منه هذا الثوب السماوي الطاهر وملك على قلوبنا بالنعمة، فلنا أن نصون ونُحافظ على ما نُلناه من يد الرب الذي مسرته فينا نحن بني البشر خليقته الخاصة [ ولذاتي مع بني آدم ] (أم8: 31)، ولنظل متوشحين بالمحبة الحارة والشديدة نحوه هو صانعنا، وأن كانت نفوسنا عاقلة فعلاً، فهي ستظل متوشحه بقوة العقل المستنير الذي يجعلها متعقلة في كل شيء وثابته في الله.
  • ولنا أن نعلم أن انكسار النفس يأتي دائماً من طاعة الشهوات الخفية، فتخسر تحركها نحو الله وتطفأ الروح القدس، ولكن الروح القدس لا يترك النفس متخاذلة تحت ضعفها، بل يحثها على التوبة ويحضر أمامها قوة دم المسيح الرب الذي يطهر ويغسل القلب والفكر والضمير من أي خطية، فان اقتنعت بالتوبة معترفة بخطيئتها أمامه واستجابت لعمله، مقدمة إيمان لائق واعي بأن الرب هو سر قيامتها الحقيقي وأنها لو آمنت به تنال قوة قيامة وحياة وغلبة الآن أي وقت اعترافها وإيمانها، فأنها تواً تنال غفراناً يغسل القلب ويطهر الضمير...

فيا إخوتي أن وعينا حقيقتنا هذه فإننا سندخل في سر عمل الله ونكتسي بالنعمة المُخلِّصة، واعلموا أن مرض النفس يأتي حينما تتشتت قوى النفس والتي هي التعقل وتركيز التأمل في الله بانغماسها في الشهوات والملذات الحسية والجسدانية التي هي نبع الأوجاع الداخلية، لذلك قال الرسول: [ كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم ] (1بط1: 14).
  • وشفاء النفس يأتي حينما تتحد قوى التعقل في النفس مرة أخرى وتركز تأملها ومحبتها نحو الله، لذلك قال الرسول: [ وإنما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات ] (1بط4: 7)
  • ولنحذر من موت النفس، الذي يأتي بالعبودية لآخر غير الله، والعيش في عزله عنه هو الذي يحبنا حب حقيقي ولا يُريدنا أن نهلك بل يكون لنا حياه في شخصه، ولو أحد شعر أن برودة الموت ابتدأت تدخل وتتسرب إلى نفسه، فليعلم ان المسيح الرب هو وحده يُقيم الميت الذي أنتن، مثل ما أقام لعازر، لأن من آمن بالمسيح الرب القيامة والحياة يرى مجد الله...



رد مع إقتباس
Sponsored Links