رد: الحقونى هاتجنن
كُتب : [ 03-31-2009
- 05:28 PM
]
+ س: مَن الذي فرض على الابن الوحيد رب المجد أن يُخلي ذاته ويأخذ صورة العبد ؟ هل هو العدل ، أم الصلاح ، أم المحبة ؟
لقد فصلنا صفات الله بهذا السؤال ، وبذلك وقعنا في بئر وتعليم الموحَّدين ( الذين لا يؤمنون بالثالوث القدوس ) الناقص الذي لا ماء فيه .
لقد تطوع الابن بسبب محبته للآب أن يقبل صورة عبد ، وأن يأخذ ما هو ضد طبيعته ، أي الطبيعة الإنسانية المحدودة ، فهل صار الابن محدوداً بالجسد ؟ الجواب : لا .
إذن كيف أخلى ذاته وخضع – كأقنومٍ – لطبيعة ليست طبيعته ؟ والجواب هو في كلمات الرب يسوع ، فهو لم يفقد حرية اختياره (1)، بل فعل ذلك حراً وجاز كل مراحل التدبير حسب اختياره . مات بحريته (1) ، وقبل ذلك أسلم جسده بسلطانه وحسب محبته وبإرادته وحده حسب كلمات التقوى ( قداس مار مرقس ) .
هنا يجب أن يكف العقل عن بحث الأسئلة خارج حدود التدبيـــــــــر (2) ، بل عليه يدخل أعماق التدبيــــر لكي يرى عدل إخلاء الذات في يســـــوع المسيح ربنا . وماذا نقول عن الابن وهو يجوز حياة العبد . والعبد في اتحاده وتأقنمه بالابن ، يجوز جبل طابور ، ويأتي بالموتى من نفاية الكون إلى الحياة ، وبالابن وهو يرى جسده على الصليب ونفسه معلقه بمحبة نارية جعلــــــت الكون كله يتزلزل . هذه أمورٌ لا تخضع للبحث الفلسفي ، بل يجـــــــــب أن تُـــترك لمبادئ التدبيـــــر ، وهي حسبمـــا نعرفها :
أولاً : إن كل ما فعله الرب كان لتقدمنـــا ولخيرنـــا .
ثانياً : عندما أخلى ذاته ، ظل الرب الواحد والإله المتجســـــــد ؛ لأنه لم يكن مرة إلـــــــهاً ، وفي مناسبات أخرى إنســــــاناً ، فهذا ضد الاتحاد الذي لا يقبل الانقســـــــــــام .
ثالثاً : في موته المحيي ، ذاق الموت بالجســــــد لكي يبيده في كيانــــــه ، أي سمح للموت أن يقترب منه لكي يلاشيه .
رابعاً : أباد الجحيم بقوة لاهوته ، ولكن بواسـطـــــة نفســــــه الإنسانيــــة التي أشرقت في ظلمات الجحيم مثل البرق ، وهدمت كل قوات الظلمة .
ولم يفعل الرب ذلك بالعدل وحده أو بالمحبة وحدها ، بل بعدل إخـــــــلاء الذات الذي يعلو على كل تصوَّرات العقل .
__________
(1) + " ليس احد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي " (يو 10 : 18)
+ " فقال له بيلاطس أما تكلمني الست تعلم أن لي سلطانا أن أصلبك و سلطانا أن أطلقك أجاب يسوع لم يكن لك علي سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق " (يو 19 : 10 – 11 )
(2) قد تم شرح معنى كلمة التدبير سابقاً في
https://www.orsozox.com/forums/f109/t1856/
________________
عن كتاب التوبة وعمل الروح القدس في القلب - الجزء الثاني
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيئودودروس ( تادرس )
مترجم عن المخطوطة القبطية - الناشر ابناء القديس البابا أثناسيوس الرسولي
31 - 37 ؛ ص 32 - 38
|