عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 8 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تعبان على الاخر

كُتب : [ 09-22-2011 - 03:03 PM ]


يا أحبائي أننا لا نبحث عن كيفية التخلص من الخطية بهدف اننا نُصبح في حالة من هدوء النفس وراحة من ملامة الضمير الذي يؤنبنا على ارتكاب الشر وما يُخالف الطبيعة الإنسانية حسب طبيعة خلقتها، لأن هذا يُسمى الأخلاق وهو معروف عند جميع الأمم من أي جيل ومن أي مكان وفي أي دين، وهذا هو السبب الرئيسي لتشوية معنى سر التوبة والاعتراف وممارسته التي غالباً ما تكون خاطئة جداً لدى الكثيرين، والذين يبحثون عن راحة الضمير وتسكينه بالدردشة وأفضاء ما في القلب والفكر من حمل ثقيل يحمله الإنسان في داخله لأب اعترافه فيخرج بعد جلسة الأعتراف مرتاح نفسياً ولم يبلغ بعد للراحة الروحية لتؤثر عليه كلياً ((نفس وجسد وروح))...

ولكن في المسيحية الموضوع ليس موضوع نوع الخطية والكف عن ارتكابها، بل ما هو الغرض الحقيقي للكف عن الخطية، بمعنى ما هو هدفنا الحقيقي من الهروب من الخطية !!! لأن متى عرف السبب سنُشفى منها فعلياً !!!

أحبائي الغاليين ومحبي الله، أن لم يكن الهدف الحقيقي لنا هو الشركة مع الله فباطل بحثنا عن أن نكف عن الخطية، لأننا لا نُريد ان نكف عنها لكي نصبح أُناس سويين ونعيش كإنسان مثل باقي الناس، بل الهدف الحقيقي من الهروب من الخطية هو أن ندخل في الشركة مع الله، فليس الندم هو الذي يحركنا بل المحبة، لأننا لا نندم على مجرد ارتكاب خطأ بل نندم على خسارتنا الحقيقية وهي خسارة الشركة مع الثالوث القدوس !!!
لأن الندم الناتج عن تأنيب الضمير أو خوف الدينونة يزول بزوال المؤثر وبعدما تهدأ النفس تعود مرة أخرى لنفس ذات النبع المرّ لتستقي منه مرة أخرى ويعود الندم مرة أخرى يُحركها وقد يصل لحد المرض النفسي وقد يؤثر سلباً عليها بل وقد يُحطمها ايضاً، ولكن لو كانت المحبة هي التي تحركنا لنترك الظلمة ونذهب للنور (الله نور) فأننا نرتاح من تأنيب الضمير وننال شفاء النفس لأن غرضنا هو أن نُقيم شركة مع الله الحي بتكريس واعي للقلب ولأنه مكتوب : [ بدون القداسة لا يُعاين أحد الرب ] فهدف الله هو قداستنا لكي نعاين مجده إذ يُنقينا بكلمته [ أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة ] والهدف [ طوبى لأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله ] ... والتوبة هي [ ألبسوا الرب يسوع ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات ] ... النعمة معكم آمين