الموضوع: مذكرات كاهن
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
ابانوب وجدى
ارثوذكسي بارع
رقم العضوية : 3014
تاريخ التسجيل : Oct 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,581
عدد النقاط : 10

ابانوب وجدى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات كاهن

كُتب : [ 05-03-2008 - 05:05 PM ]


ماابعاد العظمة الالهية


اصيبت بالشلل منذ 15 عاما واصبحت قدماها ملتصقتين وكأنهما قطعة واحدة ورغم هذه التجربة لم تضعف روحها وكانت تركب عجلتها وتستخدم يديها فى دفعها وتذهب الى الكنائس تسمع العظات وترتوى نفسها بكلمة الله وهكذا التقيت بها اول مرة فى نهضة روحية بكنيسة مارمرقس مصر الجديدة وعندما زرتها بالمنزل اخذت تستعيد العظة بكل دقة وكأنها حفرت فى اعماقها

اراد والدها ان يخفف ما بها فاحضر لها عربة مصنعة فى الخارج يمكن ان تسوقها بيديها دون حاجة الى استخدام القدمين وبها الات دقيقة من الامام واخذت تسوقها بمهارة

ولكن النكبات اخذت تلاحقها وكانت تتلقى كل صدمة بايمان وطيد وعزم اكيد وتسليم كلى لمشيئة الله وكان فمها يفتر عن ابتسامة مشرقة وهى تقول كلنا ملك الله ولا اعتراض على ارادة الله
ماتت اختها بالسرطان ثم لحقت باختها امها التى كانت تتوافر على خدمتها وبقيت مع ابيها وكان كثير الحدب عليها ولكن سرعان ما فقدت اباها وظلت بمفردها تسأل عنها اخت متزوجة يوميا ثم تعود الى بيتها

وهى تستطيع ان تتحرك داخل شقتها عن طريق العجلة ولكنها تحتاج الى من يرفعها الى السرير لان نصفها الاسفل مشلول تماما وتضع بجوارها التليفون والكتاب المقدس وبعض سير القديسين هؤلاء هم اصدقاؤها وسلوتها فى وحدتها وتنظر حولها وقد فقدت الصحة والاهل والاحباء وتبتسم
لاتوجد قوة تستطيع ان تنزع ابتسامتها او تجردها من سعادتها ان سعادتها فى التصاقها بالرب ولسان حالها ابى وامى تركانى واما الرب فيضمنى

دعتنى لزيارتها وقالت لى ارجو ان تأتى يا ابانا مبكرا قبل ان تأتى شقيقتى التوأم ساريك شيئا لا تتوقعه فذهبت وبرفقتى الشماس الخادم ثم قالت ساريك شيئا لم تره اختى حتى لا تنهار ثم كشفت عن سرطان هائل فى شبه دائرة مجوفة اسفل الابط يمتد الى جزء من الصدر وسال خيط من الدم فاحسست بسيل من الدموع تحرق يدى

ولم تكن دموع الفتاة يا الهى رحمتك يارب عادت الفتاة تقول هذا السرطان له اربع سنوات وانا لا اشعر بالم حمدا لله وشكرا ولا اشعر بالخوف لاننى احس بوجود الله معى

ثم اشارت الى احشائها وقالت هنا الات تعمل بدلا من الكلى لانها توقفت عن العمل واشارت الى انتفاخ وقالت هنا قربة اجمع فيها البول ثم افرغه كلما امتلأ واخذت تبتسم وقالت لم اطلب من الله ان يشفينى انما طلبت منه ان يكون معى ويعطينى العزاء والصبر
حقا ما اسعد النفس التى ترتبط بالله اننى اشعر كلما نمت وكأن السيد المسيح يضع يده تحت راسى وكلما استيقظت اراه امامى ثم هتفت ماذا بك يا ابى
كنت احاول ان اخفى عنها الدموع قلت فى همهمة لاشىء استمرى فى الحديث يا ابنتى الرب يملأ قلبك سلاما

وقبل خروجى قالت ارسلت شقيقتى بعربتى الخاصة لتكون وقفا على الكنيسة لكى تزور بها يا ابى المرضى والفقراء وتصلى من اجلى
وبعد فقد رايت فتاة عظيمة


رد مع إقتباس