فريد شاب لا يتعدي العشرين من عمره يدرس في احدي الجامعات
كان هو كل شئ في حياة امه الارمله المسكينه
فريد شاب لا يتعدي العشرين من عمره يدرس في احدي الجامعات
كان هو كل شئ في حياة امه الارمله المسكينه
فكانت تخاف عليه اكثر من اللازم ودائما عندما يتاخر تتصل به كثيرا كي تطمئن عليه
كانت امه تعمل خياطه بمنزلها فكانت تصمم الكثير من الفساتين لبعض جيرانها وزبائنها
ومن هذا الدخل كانت تعلم فريد وتصرف علي المنزل
عندما كان يتأخر ابنها فكانت تظل واقفه في النافذه تنتظر عودته مرة اخري
وطول فترة انتظارها كانت تتذكر ايام الماضي عندما كان فريد يلعب امامها هي وزوجها علي الشاطئ
فكانت تبتسم علي ذكريات الماضي وتنزل الدموع من عينها علي زوجها المتوفي
كانت تتذكر عندما يخرج فريد من البحر وتجري عليه وتجفف بشرته من الماء التي عليها
ويبدوا علي وجهها الابتسامه مرة اخري عندما تذكرت زوجها وهو يلعب مع ابنها علي الشاطئ بالكره
وضحكت عندما تذكرت الكرة التي صدمت في بائع الفرسكا وسقطت من عليه كل الفرسكا علي الرمال فصاح في والد فريد وجعله يدفع ثمنها
كل هذه المواقف وغيرها من المواقف الكثيرة تتذكرها والدة فريد وهي تنتظره في النافذه
وعندما يعود فريد يتم اغلاق شريط الذكريات وتعود الي عالم الواقع
وبالرغم من معاناة انتظارها كان يصيح في وجهها قائلا
هو انا صغير عشان تستنيني في الشباك
كانت ام فريد بمثابة الام والاب والاخ والصديق له
كانت لا تحرمه من اي شئ علي الرغم من معاملة فريد الجافة لها
فبعدما كبر واصبح له اصدقاء قسي عليها واهملها
فبعد تخرجه من الكلية ظل يسهر ويعود للبيت متأخرا ناسيا ان امه وحدها بالمنزل
وبالرغم من معاناتها يعود الي المنزل ويجدها قد اعدت له الطعام رغم مرضها
الا انه يصيح في وجهها ويقول
ما هذا انا لا احب هذا الصنف من الطعام
انا مش فهمتك اني لا احب هذا الطعام
تبكي الام في غرفتها بعدما يتركها فريد ويدخل ينام
وبالرغم من ذلك تظل تفكر فيه حتي الصباح
وفي الصباح تقول لفريد استيقظ ياولدي الفطور جاهز وبعد تناولك الافطار اذهب بأوراقك واعطيها لأم سمير
ام سمير هي احدى زبائن ام فريد وزوجها يعمل موظف في احدى الشركات وكانت ام فريد تحدثت اليها بخصوص ان يجد وظيفه لفريد
فقالت لها حسنا اعطيني اوراقه وسوف اكلم زوجي بشأنه
وتظل ام فريد توقظ فريد فيضربها بيده ويقول لها حرام عليكي انتي مش عارفه انا راجع من بره الساعه كام امبارح وينهر امه ويقول
هو الشغل هيطير يعني ولا كان هيطير
كان فريد يعامل امه معامله جافة للغايه فكانت تبكي كثيرا منه في غرفتها حتي لا تجرحه ببكائها
هي كانت تظن ان بكائها سوف يجرح ابنها
وتمر الايام وتمرض والدة فريد وتلازم الفراش ويصبح فريد هو المسئول عن شراء ادوية امه وعن اعداد الطعام لها
ولكنه اهملها بسبب اصحابه الذين كان دائما يخرج معهم
فدخلت الأم في غيبوبة ثم فارقت الحياة بسبب اهماله لها
عاد فريد متأخرا كالعاده ولكنه لم يجد امه في انتظاره
فدخل الي غرفتها ليجدها فارقت الحياة
وقف فريد امام امه في غرفتها وهو مصدوم هل ماتت امه ؟؟
الن يجد من يعطيه الحنان والرعاية بعد الأن دون مقابل
هل سوف يعود من الخارج وينظر الي النافذه يجدها مغلقه بعدما كانت تنتظره بها
يبكي فريد ويقول
ااااااه يا امي اااه اااه اااااه
ولكن بكائه جاء بعد فوات الاوان
تمر الأيام وتجلب أم سمير الوظيفة لفريد التي كانت امه السبب فيها
فينهار ويسأل نفسه كيف عامل صاحبة الفضل في حياته بهذا الجفاء
وعلم انها كانت صاحبة الفضل عليه في حياتها وبعد موتها
فروح الحياة قد فارقت المنزل يااحبائي
وكلما يعود من العمل الي المنزل
يجد البيت لا روح فيه
فيشعر وكأن جدران المنزل تطبق عليه
ومن هنا احس الي اي مدي كانت الام تقاسي من الوحده وهو يلهو مع اصدقائه
فهو الان يشعر بذلك الشعور ولكن مع فارق ان امه لن تعود له مثلما كان يعود اليها
فيدخل علي فراشه كي ينام ودموعه علي خده بسبب قسوته علي امه المريضه التي كانت تسهر علي راحته بالرغم من مرضها
ويبكي ويحس بالندم بل يشعر انه هو الذي قتلها بسبب جفائه الشديد
ثم يستسلم للنوم بسبب ارهاقة طول اليوم في العمل
ولكن يا للمفاجئة
شخص ما يوقظه من نومه ويقول له يافريد ياحبيبي الفطور جاهز افطر يالا عشان تدي لأم سمير الورق بتاعك تديه لزوجها
وعندما استيقظ من نومه يجد امه تقف امامه
فيقفز من الفراش علي امه ويقبلها قبلات حاره علي رأسها وعلي يداها ويقول لها سامحيني يا أمي سامحيني
حياتي بدونك لا طعم لها
حياتي بدونك لا طعم لها
يا احبائي فريد كان يحلم وتعلم من حلمه
درس مهم جدا وهو
حاول ان تعلم قيمة مابين يديك قبل ان تفقده
لا تجعل اسلوبك مع والدتك قاسي .. فربما تفقدها وتجد نفسك في عالم الواقع ليس في عالم الخيال
وفي هذا الوقت ستندم انه لم يكن حلم وتتمني ان يعود الواقع حتي تصلح من معاملتك لها
لا تجعل الوقت يفوتك ... عندما تستيقظ من نومك اترك قبله علي يد امك
وكما قال الرب في سفر الخروج الاصحاح العشرون اية رقم اثني عشر
اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك على الارض
لا تنتظر ان تضيع امك من بين يداك حتي تعرف فضلها عليك
صلوا من اجلي
مايكل سامي