+ إن حقيقة التجسد في حد ذاتها تعني أن الحياة الإلهية قد دخلت إلى العالم.
فالكلمة كان هو الواسطة للخلقة الأولى، لكن الإنسان أثبت أنه ضعيف جداً على أن يبلغ ما أعده الله له من مصير مبارك. فبحقيقة التجسد، استعاد الإنسان تلك الرابطة بين الإلهي والبشري بطريقة أكثر ثباتاً وضماناً. فالكلمة لأنه هو الإله بالطبيعة، ولكونه اتحد بالإنسان في التجسد، أصبح ممكناً للإنسان أن يقتني هذه الحياة الإلهية دون أن يخشى فقدانها مرة أخرى.
+ إن الكلمة أخذه جسداً إنسانياً، أعلن للناس في عماهم صورة الله غير المنظور بطريقة يُمكن للحواس البشرية أن تدركها مباشرة. فبحياة الكلمة بيننا، وكلامه إلينا وأعماله معنا؛ استرجع لنا معرفتنا المفقودة عن الله.
+ ومن هنا تأتي أهمية خدمة المسيح التي أدَّاها على الأرض,. فالتجسد والموت والقيامة هي أعمال خلاصيه حقاً. لكن حياة المسيح وخدمته على الأرض كان لها دور هام في إيفاء احتياج الإنسان لمعرفة الله، وهو إعلان محبة الله الآب للبشر.
(القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة)