من الأخطاء الشائعة المنتشرة بين بعض الناس هو الاعتقاد بوجود ما يسمى "الجن" وأيضاً ما يسمى
بـ " تزاوج الجن مع البشر " فهم يقولون مثلاً " فلان متزوج بجنيِّة ، و فلانة متزوجة بجني " ، ونحن هنا لسنا بصدد ما يقال عن " العفاريت والأشباح " فسوف يأتي
الكلام عنها لاحقاً .
أولاً : هل يوجد جن ؟!إن القائلين بوجود "الجان" يميزونهم عن الشياطين ، فهم يقولون أن الجان كائنات أخرى غير الشياطين ، وهنا نجد الكتاب المقدس ذكر لنا خلقة الإنسان في
اليوم السادس[تك26:1-31] و خلقة الملائكة في اليوم الأول"وقال الله ليكن نور فكان نور"[تك3:1]، وكانت الملائكة جزء من النور حسبما وُصف الملاك بأنه "ملاك نور"[2كو14:11] وله طبيعة نورانية ، وسقط منهم
الشيطان الذي أصله ملاك ومعه ملائكته [إش13:14-15]
وهنا نلاحظ أنه لم يأت ذكر خلقة الله لكائنات
اسمها "الجان" . فمن أين أتت فكرة وجود تسمى "الجان" ؟
لقد كانت الشعوب الوثنية تظن أن "الجان" هي أرواح تلبي دعوة صاحبها،وكانت الاستعانة بالجان عادة منتشرة عندهم ، ولذلك حذر الله شعبه من الإلتفات إليها والاستعانة بها كما تفعل الشعوب الوثنية [لا31:19 ،6:20،27]، ولقد لجأ الملك شاول إلى امرأة صاحبة جان ، وكان هذا الكلام ضد كلام الله "فمات شاول بخيانته التي بها خان
الرب من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال "[1أي13:10].
وربما يعترض البعض ويقول لقد ذكر الكتاب المقدس "الجان"، إذن هم موجودون ، فلماذا يحذرنا الله عن شئ غير موجود ؟!
وللرد نقول: أن الله كثيراً كان يحذر الإنسان مما يعتقدوه أنه موجود لئلا ينحرف وراء عادات الشعوب الوثنية ويفعل مثلها ، فعندما يقول الله "لا يكن لك ألهه أخرى أمامي"[خر3:20] فهل هذا يعني أنه توجد ألهه أخرى غير الله ولذلك يحذرهم من عبادتها ؟! كلا وإنما يحذرهم لئلا يصدقوا أنه توجد ألهه أخرى وينقادوا وراء جهل الوثنيين .
ثانياً : تزاوج الجن مع البشر
كيف يقولون أنه يوجد تزاوج بين ما يسمى بـ"الجان" وبين البشر ؟! مع أنهم يقولون أن الجان أرواح ونحن نعلم أن الإنسان (جسد وروح) فكيف يتم التزاوج بينهم؟! مع العلم أن الأرواح لا تتزاوج .
في النهاية نريد أن نوضح أن ما يسمى بـ"الجن أو الجان" ليس له وجود في الديانة المسيحية ، ولا يقر به الكتاب المقدس ولا تعاليم الآباء
لونجينوس