عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نرث الطبيعة الفاسدة

كُتب : [ 05-10-2009 - 12:46 PM ]


موضوع وراثة الخطية ككلمة مجردة غير دقيق ، لأن طبيعة الخطية مش طبيعة جينية في الوراثة الطبيعية ، فمثلاً أن وجد أب أو أم كذبة أو أحدهم كاذب فهل الابن يرث الكذب منهما ويكون بطبيعته كاذب ، أو أن صار الجد قاتل أو جد الجد زاني ، فهل يرث الأبناء وجميع الأجيال نفس ذات الزنى أو القتل ويزيدوا عليها خطية يورثوها لغيرهما من الأجيال التالية !!!
هذا مستحيل ، لأن الخطية لا توجد في جينات الإنسان ، عموماً نقدر أن نقرأ كلمات القديس أثناسيوس الرسولي لأنها في منتهى الوضوح والتدقيق والاختصار حيث يقول :

[ 1- فالله لم يكتفِ بأن يخلقنا من العدم ، ولكنه وهبنا أيضاً بنعمة الكلمة إمكانية أن نعيش حسب الله ، ولكن البشر حَوَّلوا وجوههم عن الأمور الأبدية ، وبمشورة الشيطان تحولوا إلى أعمال الفساد الطبيعي وصاروا هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد بالموت . لأنهم كانوا – كما ذكرت سابقاً – بالطبيعة فاسدين لكنهم بنعمة اشتراكهم في الكلمة كان يمكنهم أن يفلتوا من الفساد الطبيعي لو أنهم بقوا صالحين .

2- وبسبب أن الكلمة سكن فيهم ، فإن فسادهم الطبيعي لم يَمَسَّهم كما يقول سفر الحكمة : " الله خلق الإنسان لعدم الفساد وجعله على صورة أزليته لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم " ( حك 2: 23 – 24 ) وبعدما حدث هذا بدأ البشر يموتون ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فمن ذلك الوقت فصاعداً بدأ الفساد يسود عليهم بل صار له سيادة على كل البشر أقوى من سيادته الطبيعية ، وذلك لأنه حدث نتيجة عصيان الوصية التي حذرهم أن لا يخالفوها .

3- فالبشر لم يقفوا عند حد معين في خطاياهم بل تمادوا في الشرّ حتى أنهم شيئاً فشيئاً تجاوزوا كل الحدود ، وصاروا يخترعون الشرّ حتى جلبوا على أنفسهم الموت والفساد ، ثم توغلوا في الظلم والمخالفة ولم يتوقفوا عند شرّ واحد ، بل كان كل الشرّ يقودهم لشرّ جديد حتى أصبحوا نهمين في فعل الشرّ ( لا يشبعون من فعل الشرّ ) .

1- لأجل هذا إذن ساد الموت أكثر وعم الفساد على البشر ، وبالتالي كان الجنس البشري سائراً نحو الهلاك ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى كان الإنسان العاقل المخلوق على صورة الله آخذاً في التلاشي ، وكانت خليقة الله آخذةً في الانحلال . ]
( القديس اثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة ف 4: 1و 2و 3 + ف 5 : 1 )


عموماً ممكن الرجوع لهذا الموضوع لفهم المعنى متكامل ، أضغط على هذا العنوان :

رد مع إقتباس