عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
العلم والحياة الروحية - للأب بيسيوس الآثوسي تنيح عام 1994

كُتب : [ 04-05-2008 - 03:26 PM ]


العلم والحياة الروحية (للأب بيسيوس الآثوسي تنيح عام 1994):

يبدأ الشر عندما يركز العقل فقط على العلم، وينفصل كلياً عن الله. لهذا من الصعب على الناس الذين يفكرون بهذا الشكل أن يجدوا الاعتدال والسلام الداخلي. وعلى العكس، عندما يدور العقل حول الله، ويستنير ويتقدس، يُستعمل العلم من أجل تهذيبنا روحياً ولمنفعة العالم.

من الممكن أن يكون العلم ذو فائدة عظيمة، لكنه أيضاً من الممكن أن يلخبط العقل بصورة كبيرة. لقد قابلت أناس على درجة كبيرة من الشفافية والصفاء بالرغم من تعليمهم المحدود.

لو أمكن لأولئك الذين لخبطوا عقلهم بالعلم أن ينقوه بنعمة الله، فمن الطبيعي أن يكون عندهم أدوات أكثر لعملهم. لكن لو لم تتقدس هذه الأدوات، أي لو كانت معرفتهم تفتقر للقداسة، فالعلم سوف يستعمل فقط للعمل العالمي وليس للعمل الروحي .

العلماء والمتعلمين الذين يعطون الأولوية لتكوينهم الداخلي ولاستنارة الروح، الذين يستخدمون التعليم الدنيوي لخدمة النمو الروحي، سوف يختبرون تقدم روحي سريع . وإن كانوا أيضاً يحيون حياة روحية، سيكونوا قادرين على مساعدة العديد من الناس بصورة إيجابية، عن طريق إزالة من قلوبهم القلق من الجحيم، وفتح أمامهم الطريق للفرح السماوي.

هناك العديد من أناس الله، ليس عندهم درجات أكاديمية مثل الآخرين ولكن يمكنهم مساعدة الناس أكثر، لأنهم مملؤون من النعمة الإلهية بدلاً من الشهادات.

الخطية تملأ العالم بصورة كبيرة، فما نحتاجه بالأكثر هو أناس مكرسين للصلاة ويحيون حياة روحية. كل هذه الكتب والأوراق مجرد عملة ورقية، لها قيمة فقط إذا كان هناك احتياطي من الذهب في بنوكنا، أي عندما تكون حياتنا روحية بالتمام. ولذا يجب أن نعمق الحفر في منجم أرواحنا، لأنه بدون ذلك يكون العلم والتعليم ليس لهم أية قيمة.

أتذكر راهب مسن في أحد الأديرة بجبل آثوس، كان راهباً ساذجاً وبسيطاً جداً، لدرجة أنه كان يظن أن "الصعود" هو أسم لامرأة قديسة. وكان أحياناً يصلي لها على المسبحة قائلاً :" يا قديسة الله، تشفعي من أجلنا!". ويوم من الأيام كان عليه أن يطعم راهب مريض في المستشفى، ولم يكن عنده أي شيء يقدمه له. فنزل السلم فوراً، وفتح النافذة التي تُشرف على البحر، وبسط ذراعيه وقال: " يا قديستي "صعود" أعطني سمكة صغيرة للراهب المريض"، ومباشرة، بصورة معجزيه ، قفزت سمكة كبيرة من البحر مباشرة إلى يده. الآخرون الذين رأوا المشهد تعجبوا جداً، لكنه بكل بساطة نظر إليهم مبتسماً، وكأنه يقول: "ما هو الغريب فيما شاهدتموه؟"

والآن أنظروا إلينا، ربما نعرف كل شيء عن حياة واستشهاد القديسين، ونعرف عن الصعود متى وكيف، لكننا لا نستطيع أن نصطاد ولو سمكة صغيرة! هذه هي الأمور العجيبة والمتناقضة للحياة الروحية، التي لا يستطيع المثقفين - المرتكزين على أنفسهم وليس على الله - أن يشرحوها، لأن معرفتهم عقيمة من هذا العالم وأرواحهم مريضة بالأمور الدنيوية، وعقولهم فارغة من الروح القدس.



رد مع إقتباس
Sponsored Links