عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 9 )
HooK
ارثوذكسي بداء يشتغل
رقم العضوية : 116693
تاريخ التسجيل : Sep 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 30
عدد النقاط : 10

HooK غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نعم .. الكتاب المقدس كلمة الله

كُتب : [ 12-05-2010 - 09:25 PM ]


موثوقية الكتابات القديمة

في كتاب «مقدمة للبحث في تاريخ الأدب الإنجليزي» يعرض مؤلفه س. ساندرز المبادئ الثلاثة الأساسية لدراسة التاريخ، وهي :
1- الفحص الببلوغرافي
2-البرهان الداخلي
3-البرهان الخارجي
وسوف نتناول بالبحث العهد الجديد من الكتاب المقدس لنرى مدى موثوقيته كمصدر صحيح للأحداث التاريخية التي يسجلها من خلال تطبيق المبادئ الثلاثة السابقة عليه .
1(أ) الفحص الببلوغرافي لموثوقية العهد الجديد
إن الفحص الببلوغرافي هو دراسة عملية الانتقال النصي للوثائق حتى تصل إلينا. وبعبارة أخرى إذا كانت الوثائق الأصلية ليست بحوزتنا، فما مدى موثوقية النسخ التي بين أيدينا بالنظر إلى عدد المخطوطـات والفترة الزمنيـة الفاصلة بين المخطوطة الأصلية والنسخ الباقية الموجودة حالياً؟

1(ب) عدد المخطوطات وقربها الزمني من الأصل
إن أسفار العهد الجديد كانت أكثر الكتب القديمة شيوعاً وانتشاراً إذا ما نظرنا فقط إلى ما وصل إلينا من مخطوطات.

وعلى ذلك فإن موثوقية نص العهد الجديد ترتكز على عدد كبير جداً من المخطوطات. فإن عدد النسخ اليونانية وحدها تبلغ حوالي 5.656 مخطوطة للعهد الجديد كاملاً أو لأجزاء منه. وهذه المخطوطات نسخت باليد فيما بين القرن الثاني والقرن الخامس عشر.
إن بين إيدينا اليوم ما يزيد على 5.686 مخطوطة يونانية للعهد الجديد. أضف إلى ذلك أكثر من 10 آلاف نسخة من الفولجاتا اللاتينية و9.300 نسخة على الأقل من المخطوطات القديمة، أي أن ما لدينا اليوم يصل إلى حوالي 25 ألف مخطوطة لأسفار العهد الجديد أو ما يزيد على ذلك. وليس هناك أية وثيقة أخرى من الوثــائق القديمة تقترب ولو من بعيد من هذا العدد من النسـخ. وبالمقــارنة تأتي إلياذة هوميروس فـي المرتبــة الثانية حيث يصل عدد مخطوطاتها إلى 643 مخطوطــة فقـط. كما أن أول نص كامل لإلياذة هوميروس يرجع إلى القرن الثالث عشر.

وفيما يلي بيان مفصل بعدد مخطوطات العهد الجديد التي وصلت إلينا:
المخطوطات اليونانية
مخطوطات الحروف الكبيرة المنفصلة 307
مخطوطات الحروف الصغيرة المتصلة 2.860
مخطوطات القراءات الكنسية 2.410
المخطوطات البردية 109
مجموع المخطوطات اليونانية 5.686
مخطوطات بلغات أخري
الفولجاتا اللاتينية أكثر من 10.000
المخطوطات الأثيوبية أكثر من 2.000
المخطوطات السلافية 4.101
المخطوطات الأرمينية 2.587
مخطوطات البشيتا السريانية أكثر من 350
المخطوطات القبطية البحرية 100
المخطوطات العربية 75
مخطوطات اللاتينية العتيقة 50
المخطوطات الأنجلوساكسونية 7
المخطوطات القوطية 6
المخطوطات السوجدانية 3
مخطوطات السريانية العتيقة 2
المخطوطات الفارسية 2
المخطوطات الفرنكية 1
مجموع المخطوطات غير اليونانية أكثر من 19.284
المجموع الكلي أكثر من 24.970

وهكذا فإن الشك في نصوص أسفار العهد الجديد من شأنه أن يلقي بالشك على جميع الأعمال الكلاسيكية القديمة، فليس هناك وثيقة من العصر القديم تثبت المصادر صحتها على النحو الذي تثبت به العهد الجديد.

ويؤكد سير فردريك ج. كنيون، الذي كان مديراً وأمين أول للمتحف البريطاني ومسئولاً عن شئون المخطوطات ، فيقول فى هذا الشأن في كتابه «الكتاب المقدس وعلم الآثار »:
بالإضافة إلى عددها الكبير، تختلف مخطوطات العهد الجديد عن الأعمال الكلاسيكية الأخرى .. إذ أن الفترة الفاصلة بين كتابة أي منها وبين أقدم مخطوطاتها المتبقية إلى الآن ليست قصيرة كما هو الحال بالنسبة للعهد الجديد. كتبت أسفار العهد الجديد في النصف الثاني من القرن الأول، وأقدم المخطوطات الباقية إلى الآن له (باستثناء بعض الأجزاء القليلة منه) ترجع إلى القرن الرابع أي بعد حوالي 250-300 سنة. وقد تبدو هذه الفترة طويلة، ولكنها فترة لا تذكر بالنسبة للفترة التي تفصل بين كتابة معظم الأعمال الكلاسيكية وبين أقدم مخطوطاتها. إننا نعتقد أن لدينا نصاً صحيحاً لمعظم الأجزاء الهامة للأعمال الدرامية السبعة المتبقية لسوفوكليس، مع أن أقدم المخطوطات الهامة لها والتي يعتمد عليها هذا النص كتبت بعد 1400 سنة من موت الشاعر اليوناني سوفوكليس.
ويضيف أيضاً في كتابه «الكتاب المقدس وعلم الآثار »: ومن ثم فإن الفترة الفاصلة بين تاريخ كتابة الأصل وأقدم المخطوطات المتبقية إلى الآن تصبح قصيرة للغاية بحيث يمكن إهمالها، وهكذا يزول كل شك في وصول الأسفار المقدسة إلينا كما كتبت تماماً. ويمكن اعتبار كل من موثوقية وسلامة أسفار العهد الجديد قد تم التثبت منها أخيراً.

وعموما فإن عدد مخطوطات العهد الجديد الموجودة بين أيدينا تفوق كثيراً مثيلاتها في أي عمل أدبي قديم.. دونت أقدم مخطوطات العهد الجديد الموجودة لدينا بعد فترة قصيرة من كتابة النص الأصلي بالمقارنة بمعظم الأعمال الأدبية القديمة ، فلقد منحنا الله 5.656 مخطوطة كاملة أو جزئية للنص اليوناني للعهد الجديد. وهو يعد أكثر الكتب بقاءً واكتمالاً من بين ما وصل إلينا من العصور الغابرة. ليس فقط أن لدينا هذا العدد الكبير من المخطوطات ولكن هذه المخطوطات يقترب زمن كتابتها جداً من زمن كتابة النصوص الأصلية. فهناك بعض المخطوطات الجزئية للعهد الجديد ترجع إلى القرن الثاني الميلادي وهناك الكثير من المخطوطات التي لا يفصل بينها وبين الأصل إلا أربعة قرون أو أقل. ويزداد المرء دهشة إذا ما قارن بينها وبين الكتابات القديمة الأخرى المتبقية.

ويرسم لنا ف.ف. بروس في كتابه: «وثيقة العهد الجديد» صورة حية للمقارنة بين العهد الجديد والكتابات التاريخية القديمة:
ربما أمكننا تقدير مدى ثراء العهد الجديد بالمخطوطات إذا ما قارنا بينه وبين غيره من الأعمال التاريخية القديمة. فلم يتبق سوى عدد قليل من المخطوطات لكتابات قيصر عن حروب الغال (كتبت بين عامي 58 ، 50 ق.م.) منها تسع أو عشر مخطوطات فقط لا تزال صالحة ويفصل بين أقدمها وبين عصر قيصر حوالي 900 سنة. ومن بين 142 كتاباً للتاريخ الروماني الذي كتبه ليفي (59 ق.م. - 17م) هناك 35 كتاباً فقط لا تزال باقية. وهذه الكتب التي وصلت إلينا لم نعرفها إلا من خلال ما يقلّ عن 20 مخطوطة فقط. واحدة من هذه المخطوطات فقط، وهي التي تحوي أجزاء من الكتب من الثالث إلى السادس، ترجع إلى القرن الرابع. ومن بين 14 كتاباً لتاريخ تاسيتوس (حوالي 100م) هناك أربعة كتب ونصف فقط ما زالت موجودة، ومن بين حولياته التاريخية التي تبلغ 16 كتاباً بقي 10 كتب كاملة وكتابان غير كاملين. ونصوص هذه الأجزاء المتبقية لاثنين من أعماله التاريخية العظيمة تعتمد بشكل كلي على مخطوطتين ترجع إحداهما إلى القرن التاسع والأخرى إلى القرن الحادي عشر.
أما المخطوطات المتبقية لأعماله الصغرى (Dialogus de Oratoribus, Agricola, Germania) ، فمصدرها مخطوطة ترجع إلى القرن العاشر. أما تاريخ ثوسيديدس (حوالي 460-400 ق.م.)، فقد وصل إلينا في ثماني مخطوطات ترجع أقدمها إلى حوالي سنة 900م، وبعض أوراق البردي القليلة التي ترجع إلى بداية العصر المسيحي. وينطبق الأمر نفسه على تاريخ هيرودت (488-428 ق.م.) ومع ذلك لا يقبل أي دارس للكتابات الكلاسيكية أي تشكيك في موثوقية كتابات هيرودت أو ثوسيديدس لأن أقدم مخطوطاتها الهامة يفصل بينها وبين الأصل أكثر من 1.300 عاماً. )

وفي هذه المقارنة يكتب بروس ميتسجر في كتابه «نص العهد الجديد» قائلاً:
حفظت لنا أعمال الكثير من المؤلفين القدامى من خلال خيط رفيع جداً من المخطوطات المتناقلة. فمثلاً انتقل التاريخ الوجيز لروما الذي كتبه فيليوس باتركلوس إلى العصور الحديثة عبر مخطوطة واحدة غير كاملة صدرت عنها الطبعة الأولي - وهذه المخطوطة الوحيدة فقدت في القرن السابع عشر بعد نسخها على يد بيتوس ريناوس في أمبرباخ. كما أن الحوليات التاريخية للمؤرخ الشهير تاسيتوس بقيت الكتب الستة الأولي منها فقط من خلال مخطوطة واحدة ترجع إلى القرن التاسع. وفي عام 1870 احترقت المخطوطة الوحيدة المعروفة لـ الرسالة إلى ديوجنيتس في المكتبة المحلية لمدينة شتراسبورج وهذه الرسالة من المؤلفات المسيحية المبكرة التي تعتبر ضمن كتابات الآباء الرسوليين. وعلى النقيض من هذا كله، يجد الناقد النصي للعهد الجديد نفسه في حيرة بسبب كثرة المخطوطات التي بين يديه.

فهل تعتقدون ان من يدعى ان نصوصه القديمة سليمة يملك ما نملك من مخطوطات للكتابة المقدس ؟

لا اعتقد

- للموضوع بقية -

رد مع إقتباس