سلام من القلب يا أجمل إخوة احباء
ماذا نعني بإننا أرثوذكس : هل لأننا طائفة نرى أن الحق معنا وأننا أفضل الجميع !!! وهل التعصب هي من ورح الأرثوذكسية التي ينبغي أن نفخر باننا متعصبون لها ومتشددين فيها !!!
ولكني اقول لكم - ما تسلمته من الآباء والقديسين المعاصرين - ينبغي لنا أن نصير أرثوذكس بكل كياننا وأن ننتمي لها بدون تعصب ولا انحياز من جهة كبرياء أننا الأفضل ، بل بحرية داخلية ووعي عميق وإدراك عن تعليم واضح وتسليم آبائي عميق ، بحيث لن يقدر أحد أن يزحزحنا عنها - مهما كان وضعه أو شكله أو منطقه - ليس لأننا متعصبين أو عندنا مجرد معلومات وملمين بأفكارها ، ولكن لأننا نراها في عمقها واتساعها الروحي واللاهوتي الحلو ، بخبرة عميقة وبخاصة مع آباءها العظام الذين سلمونا الإيمان الحي وتتلمذنا عند كتبهم أمثال القديس اثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس الكبير عمود الدين والقديس مقاريوس والأنبا أنطونيوس ... الخ ولا اقدر أن أحصرهم ...
فيا أحبائي لنا اليوم أن نراجع حسابتنا ونعود لأصل الجذور الذي ننتمي إليها ونتحدث عنها ، لا حسب منطوقنا الخاص ولا فكرنا الذي تناقلناه من بعضنا البعض بل وفق التعليم الذي للآباء القديسين ، لذلك أشير عليكم أن تتلمذوا على يديهم بالجلوس بهدوء عند كتاباتهم ورسائلهم الرائعة للتعلموا أن تسيروا في الطريق الصحيح وفق التعليم النقي والمعطر بكل نسائم الروح القدس الذي وهبهم سرّ التعليم حسب الحق المعلن في الإنجيل ، كلمة الله الحي والمُحيي ...
لا يصح ان نستقي من ينبوع آخر غير ينبوع الماء الحي والمحيي ، فابتعدوا عن الأعشاب الغريبة والمياه المُرَّه التي تؤذي النفس وتُسمم الفكر وتقتل الضمير الحي وتُطفئ الروح القدس ...
اتعودوا على كتابات الآباء وأقوالهم وتتبع آثار أقدامهم ناظرين لنهاية سيرتهم متمثلين بإيمانهم ، حتى يكونوا خير معونة لنا ونكون سبب حقيقي لفرحهم ، حتى يرانا الله نسير على نفس ذات الدرب الذي رسمه لنا وختمه بروح القيامة فيسكب علينا ما سكب عليهم من نعمة وغزارة المعرفة الإلهية كخبرة نحيا بها وليس مجرد كلمات رنانة نتخاطب بها ...
أقبلوا مني كل حب وتقدير ، النعمة معك