عدم الطهارة .. هذه المشكلة لم تعد اليوم مشكلة الشباب وحدهم ، ولا مشكلة غير المتزوجين فحسب ، ولكنها أصبحت في هذا الزمان العجيب مشكلة كثير من الشباب والشيوخ - المتزوجين وغير المتزوجين .. وتعددت صورها ومظاهرها وأتسع مدلولها بشكل ملموس ، وتذكرت أن القديس العظيم بولس الرسول عندما حذر تلميذه القديس تيموثاوس من الشهوات الشبابية كان سن القديس تيموثاوس بين الثلاثين والأربعين ، وتذكرت أيضاً أن داود النبي عندما سقط في خطيته المعروفة كان في دور الكهولة . هذا الدور الذي لم يكن يخطر بباله أو ببال غيره انه يسقط فيه .. لقد كتب بعض الدارسين أن الرغبة الجنسية لرجل أو سيده يربو علي السبعين عاماً لا تقل في قوتها عن شاب أو شابه .. لذلك فان هذا الموضوع لا يخص الاحداث المراهقين فحسب ولا المراهقات فحسب . بل والرجال والسيدات من مختلف الأعمار علي حد سواء ، ومن شاء دليلاً علي صحة هذه النكبة الشاملة فليتصفح الجرائد كل يوم ليجدها غاصة بالجرائم الاخلاقية والفضائح الجنسية التي يلعب دور البطولة فيها شيخ جاوز الستين أو سيده لها بنات وبنون أو واحد من كثيرين من الشباب المستعبد المسكين .
وقد أصبح أمراً عادياً اليوم أن نسمع في كثير من البيوت كثيراً من الأغاني الخليعة المبتذلة المثيرة للغرائز .. يرددها الكبار والصغار . وللترويج لها يطلقون عليها انها ( الاغاني الشبابية ) . وأصبح أمراً عادياً اذا دخلت بيتاً من البيوت المسيحية ( بالاسم فقط ) أن تجد الأولاد والبنات يحفظون أسماء المغنين والمغنيات ولا يعرفن آيه في الانجيل أو حتي أسماء البشيرين . وأصبح أمراً عادياً أن يروج بسرعة كتاب عن فضائح نيرون أو فساد راسبوتين أو قسوة السفاحين بينما يصعب جداً ترويج كتاب علمي أو مؤلف ديني ، ومثلت أمامي الحقيقة التي لا مناص من الأعتراف بها وهي العله الاساسية لما تعانيه الشعوب اليوم من شقاء وأمراض وحرمان وهزائم في الحروب وهي الشهوات الكامنة فيها والسائدة بين أبنائها .
لذلك ليتنا نصغي لصوت الوحي الالهي ( الستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح ، أفأخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية حاشا)(1كورنثوس 6 : 15) . ولندرك أن سر النصرة الحقيقي أن تصير أجسادنا هي أعضاء المسيح وعندئذ لابد أن تكون أعضاء المسيح ( لا دنس فيها ولا غضن .. بل تكون مقدسة وبلا عيب )(أفسس 5 : 24) . لذلك أوصانا القديس بولس الرسول قائلاً ( أهربوا من الزنا)(1كورنثوس 6 : 18) .
