الكهنوت ومعناة
هو سر الدرجة او سر السيامة او وضع اليد
بة ينال المسيحي هبة غير منظورة يصبح بها خادما مفرزا للة ومكرسا لخدمتة ,قادرا علي مباشرة الخدمة التي تعينها درجة الكهنوت التي يقام فيها
وهي الشماسية او القسيسية او الاسقفية
فاذا كان المؤمن يصير بالمعمودية مواطنا في مملكة المسيح فان الدعوين للكهنوت من المؤمنين يصيرون قادة في خدمة تلك المملكة وسيدها
والقادة في رتبهم درجات
وكلمة (الكهنوت) من اصل عبراني
والكاهن من لة معرفة الاسرار واحوال الغيب
والهبة غير المنظورة التي يحصل عليها المدعو الي احدي درجات الكهنوت هي :
اولا : الوسم الذي لا يمحي والسمة الدائمة
التي تطبع سر الكهنوت في روح من يقبل تلك الدرجة وبموجب هذة السمة وذلك الوسم يصير لة سلطان مباشرة خدمة الكنيسة , كما يصير لة ايضا سلطان علي نفوس المؤمنين في حدود اختصاص درجتة , وحتي لو حرم من الكنيسة وجرد من درجتة , وحط من وظيفتة , فانة يبقي محتفظا بالوسم الذي صار لة بقوة سيامتة الاولي , ولذلك فلا توضع علية اليد مرة اخري اذا اعيد الي وظيفتة وارتفع عنة الحرم الكنسي
جاء في الكتاب المقدس في تاييد السلطان الممنوح لاصحاب الدرجات الكهنوتية
"فان كل رئيس كهنة يؤخذ من بين الناس ويقام من اجل الناس فيما هو للة , ليقدم قرابين وذبائح تكفيرا عن الخطايا"
[العبرانيين 5: 1]
وقال ربنا يسوع المسيح لرسلة الاطهار ولخلفائهم من بعدهم
"اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس"
[متي28: 19]
"من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم , ومن امسكتموها عليهم تمسك عليهم"
[يوحنا20: 23]
وثانيا : ينال المتقدم الي الكهنوت نعمة روحية جديدة
وهي غير النعمة المبررة الاولي التي ينالها المؤمن في سر المعمودية
هي النعمة المفاضة علي من ينال درجة الكهنوت لنموة في القضيلة والروحانية المناسبة لتتميم خدمتة التي دعي اليها
وهي الهبة التي عناها الوحي الالهي في الخطاب الموجة الي الاسقف تيموثيئوس
"ولا تهمل الهبة التي هي فيك التي اوتيتها بالنبوة مع وضع جماعة الكهنة ايدهم عليك"
[1 تيموثيئوس4: 14]
والتي اشار اليها مرة اخري بقولة الية :
"فلهذا السبب اذكرك ان تضرم النعمة التي منحك اللة والتي هي فيك بوضع يدي"
[2 تيموثيئوس1: 6]
وهي النعمة التي قال القديس بولس انها قد وهبت لة من اللة , والتي نالها ليباشر بها خدمة الكهنوت وقد تحدث عنها في رسالتة الي كنيسة رومية فقال
"غير اني كتبت اليكم في بعض ما كتبت ايها الاخوة , بشئ من الجراة , لاذكركم بالنعمة التي منحها اللة لي , لاكون خادما للمسيح يسوع عند الامم غير اليهودية واياشر الكهنوت في خدمة انجيل اللة , حني يكون قربان الامم غير اليهودية مقبولا عند اللة ومقدسا بروح القدس"
[رومية 15: 15, 16]
ولسر الكهنوت فوائد روحية جزيلة :
اولا : بالنسبة الي صاحب الدرجة نفسة
ثانيا : بالنسبة الي المسيحي المؤمن
اولا :بالنسبة الي صاحب الدرجة :
فانة فضلا عن الوسم او السلطان الممنوح لة من اللة لمباشرة اختصاص وظيفتة والنعمة المفاضة علية لنموة في القضيلة والروحانية المناسبة لة للقيام بمقتضيات خدمتة بنجاح خدمة مرضية امام اللة ومقبولة امام الناس – نقول فضلا عن هذا كلة
فان خادم الكهنوت يشعر بجلال الخدمة المقدسة التي انتدب اليها والولاية الروحية التي اقيم فيها وانيط بها لانة لو يتقدم اليها بنفسة ولا اختارها باستحسانة , وانما دعي اليها من اللة كما دعي هرون [العبرانيين5: 4] واذا كان اللة قد منحة بهذة الدرجة سلطانا روحيا علي نفوس المؤمنين , ولاداء مراسم الخدمة , سلطانا ميزة بة عن سائر المؤمنين حتي لو كانوا من الاتقياء والقديسيم , فان هذا السلطان عظيم , لكنة ايضا رهيب لانة يحمل في ذاتة تبعات جساما , ومسئوليات جد خطيرة , فانة سلطان الرب منحة للخدام ليستعينوا بة علي بنيان نفوس المؤمنين , فالويل لمن يحملة بغير استحقاق , ولمن يستهين بة او يستعين بة علية اذلال المؤمنين والاضرار بارواحهم .
والويل ايضا لمن يطمر وزنة سيدة في الارض ولا يتاجر بها ويربح وزنات اخري
[متي25: 26- 30] , [لوقا 19: 23- 26]
والكهنوت ليس وسما او سلطانا فقط , وانما هو نعمة ايضا يجب ان تضرم وتذكي , والنعمة المفاضة علي قلب صاحب الدرجة انسكبت علية بفاعلية الروح القدس , وبناء علي استحقاقات المسيح , قكيف لا يمتلئ قلب الخادم خشوعا وخضوعا واتضاعا 
او كيف لا تضرم فية المحبة نحو اللة الذي سكب نعمتة علية
وكيف لا يتفاني بعد ذلك في خدمة المؤمنين الذين افتداهم الرب , بدمة , تعبيرا عن امتنانة للة وشكرة لة علي الائة ونعمانة
ثانيا : بالنسبة للمسيحي المؤمن :
اما بالنسبة للمؤمن العادي , فانة يزداد توقيرا لحدود اللة , ويعلم انة مهما بلغ من التقي , فتقواة لا تؤهلة لان يقترب الي اعمال الكهنوت , او يباشر اختصاصات اصحاب هذا السر , وبذلك يتمرس عمليا علي مفهوم الطاعة للشريعة , كما يتعلم ان يحترم اختصاصات الذين نالوا كرامة الكهنوت , ويقنع بمباشرة الاعمال التي تجوز لة كمؤمن , دون تلك التي تدخل في نطاق من وضعت عليهم اليد من درجات الكهنوت الثلاث , وهذا كلة درس متكامل في التواضع المسيحي بمعناة الدقيق .
فما ابعد الفرق بين شعور مسيحي يبلغ بة احساسة بنفسة ان يكون في غني عن اصحاب الدرجات الكهنوتية ’ وبين مسيحي يري ذاتة في حاجة الي من اقامهم اللة في درجات الكهنوت , وهو لهذا يوقرهم ويستعين بالسلطان الممنوح لهم , ويلتمس في بركنهم ورضاهم , بركة اللة ورضاة , لانهم رسل رب الجنود .
[ملاخي2: 7]
