من الممكن أن يقال لأي شخص أنه معلم لكن أن يوصف تعليم هذا المعلم بأن "بهتت الجموع من تعليمه (مت 7 : 28)" إذاً أنه ليس معلم عادي وتعليمه ليس تعليم عادي إنه المعلم الأعظم فتعليمه ليس من الأرض بل من السماء لأن الكتاب قال عنه "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة و العلم (كو 2 : 3) " والسيد المسيح علمنا كيف نعيش ونتعامل مع العالم وأعطانا دستور الحياة في العظة على الجبل وعلمنا كيف نصلي عندما قال لنا " فصلوا انتم هكذا ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك (متى 9:6)" و علمنا أيضاً كيف تكون الصدقة وعلمنا عظمة الخفاء وعدم التظاهر بالإيمان وأيضا أن لنا حياة أخرى ليست هنا ولكن في السماء ،،،
ولكن لماذا بهتت الجموع من تعليمه؟ كيف جعل الألاف تنصت جيداً له وتسمعه بتركيز عالي جدا حتى بهتت من تعليمه كنت أتمنى أن أتواجد مع هؤلاء حتى كنت أسمع المعلم معهم ، و لأن المسيح كان يَعلم أن كل الأجيال كانت تتمنى أن تراه كما قال "فاني الحق اقول لكم ان انبياء و ابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون و لم يروا و ان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا (مت 13 : 17)" فترك لنا الكتاب المقدس الذي به جزء من حياته الجميلة على الأرض فهو فعلا أعظم معلم عرفته البشرية على الإطلاق ولأنه دائما كان يريد أن المعرفة تصل للجميع فقابل نيقوديموس وعلمه عن شخصيته ولم يرفضه بالرغم أن نيقوديموس جاء له ليلاً – خوفا أن أحد يراه فيحرج نيقوديموس من الذي رآه – وأيضاً قابل السامرية وعلمها أين يكون السجود والإتصال بالله ، وتعليم السيد المسيح كان تعليم متكامل هدفه خدمة الناس وليس هدفه التظاهر فكان تعليمه مقترن دائماً بقدوته الصالحة وبهذا تعلمنا أن يكون الإيمان له أعمال حتى يكون إيمان قوي كما علمنا السيد المسيح أن العالم ليس هو كل شيء وأنه سيكون لنا ضيق لأننا لسنا من العالم وبهذا نكون تعلمنا مكاننا الحقيقي الذي سنكون فيه وهوالسماء ونتواجد تحت أقدامه وعلمنا أيضاً كيف نراه من خلال القداسة كما علمنا السيد المسيح أيضا أعظم الثمار الروحية وهي المحبة وأن نحب بعضنا بعضاً ولا نقاوم الشر بالبشر بل بالخير وأن نحب أعدائنا كل هذه التعاليم وأكثر فكان ينبغي فعلا أن الجموع تبهت ويقال على السيد المسيح أنه معلم بل أعظم معلم ، وتعليمه لم ينسى من فكر وقلب التلاميذ حتى عشرات السنوات فأول كتاب مقدس كتب عام 61 ميلاديا تقريباً فظل التلاميذ متذكرين تعليم رب المجد كل هذه السنوات بدون كتاب ولكن أراد الله كتابة الانجيل حتى يترك التعليم للأجيال القادمة .