صديقي ... لماذا كل هذا الصراع وعلام كل ذاك العذاب ؟
أراك كارهاً لنفسك محباً لله فكيف؟!
أراك دائم اللوم لحالك متحيراً بأحمالك!
لماذا كل هذا؟؟؟
ألا تعلم صديقي أن سبب حملك هو طريقة تعاملك معه؟
نعم صديقي..... صدقني وإسمح لي أن أشاركك بكلماتي فلك أن تقبلها أو ترفضها
أنت تكره نفسك بسبب فشلك في الوفاء بالعهد الذي وضعته بنفسك بينك وبين الله
كيف لك أن تسعى بالجهد الذاتي في التخلص من حملك ومن خطيتك.
ألم يأتي المسيح لهذه الحالة بالتحديد؟
ألم يقل إنه لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي
إذن علينا أن لا تسعى لأن نعاهد الله في فعل شيئ بجهدنا الذاتي لأننا سنفشل حتماً لأن الخطيئة متأصلة فينا (وبالخطية حملت بي أمي)
لكن المسيح جاء لكي يكفر عن خطايانا هذه ولكي يحمل عنا هذا الإحساس الشنيع بالذنب وهذا ما أتمه على الصليب
فمنذ بدء الخليقة والإنسان يحاول أن يرضي الله بذاته او بالإلتزام بالطقوس والفرائض التي بالناموس ولكنها أثبتت فشله الذريع
لذلك جاء المسيح لكي يدفع عنا كل ديوننا وخطايانا السالفة والقادمة وذلك يتحقق مجانا في لحظة بمجرد قبوله رباً وملكاًُ وسيداً لحياتنا
فبمجرد أن نقبل حبه الظاهر لنا في الفداء ونصدق أن في الصليب حمل خطايانا وأحزاننا سننال الراحة من هذا الحمل الثقيل
أيضاً سننال نعمة البنوه الحقيقية لله لأنه يقول (كل الذين قبلوه أعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون بإسمه)
وبهذه النعمة سنشعر بالبنويه ويكون الله لنا أب حقيقي لا نخاف منه أبداً حتى وإن سقطنا سيكون لنا رجاء بسبب قبولنا لعمل الفداء
فلا نعود نبكي حمولنا أونكره أنفسنا أو نتخيل ان الله لا يرضى عنا
بالعكس صديقي الله يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب لذلك هون يرثي لضعفاتنا
كل ما نحتاجه كخطوة أولى هو قبول عمله الفدائي بالخلاص من الخطايا الماضية والآتية ثم نرتمي في حضنه ليعود من جديد يشفي كل ما فينا من جراح ويحمل كل مالنا من أحزان والآم ونتشارك معه كل الأفراح
وقتها فقط سنشعر فعلاً أن اله هذا الكون هو أبونا ولا نحتاج لأن نفعل شيئ كي يرضى عنا لأننا بالفعل أمنا به لأنه مكتوب بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه
نعم أنت غير مطالب سوى بأن تؤمن بالذي احبك ومات لأجلك ودفع ثمن خطاياك وأترك طريق البر الذاتي ومحاولة إصلاح ذاتك بجهدك لأن هذه الطريقة ستجعلك كل يوم تكره نفسك وتملأك بالفشل وبذلك ينجح إبليس في بناء سور عالي بينك وبين الهك فلا تسمح له بذلك فيما بعد يكفيك ما حدث حتى الآن
لذلك قم أيها البطل وإستيقظ من بين الأموات فيضيئ لك نور المسيح