عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية sallymessiha
sallymessiha
ارثوذكسي صانع
sallymessiha غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 16749
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 519
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : sallymessiha is on a distinguished road
افتراضي الكرامة الملوكية _ مكاريوس الكبير

كُتب : [ 10-03-2012 - 12:40 AM ]


الكرامة الملوكية _ مكاريوس الكبير

الكرامة الملوكية مكاريوس الكبير ng-nm-816-a-z.jpg





الكرامة الملوكية
القديس مكاريوس الكبير

اعرف أيها الإنسان سموك وكرامتك وشرفك عند الله، لكونك أخًا للمسيح، وصديقًا للملك، وعروسًا للعريس السماوى، لأن كل من استطاع أن يعرف كرامة نفسه، فإنه يستطيع أن يعرف قوة وأسرار اللاهوت. وبذلك يمكنه أن ينسحق ويتضع أكثر، ففى ضوء قوة الله يرى الإنسان خطورة حالته الساقطة.

وكما أن المسيح إجتاز الآلام والصليب قبل أن يتمجّد ويجلس عن يمين الآب، هكذا ينبغى لك أن تتألم معه، وتُصلب معه، وبذلك تصعد معه وتتحد بجسد المسيح، وتملك معه إلى الأبد فى ذلك العالم: "إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضًا معه" (رو17:8).
لأن أولئك الذين يستطيعون أن يغلبوا ويجوزوا حصون الشر، فإنهم يدخلون إلى المدينة السماوية المملوءة بالسلام والخيرات، حيث تجد " أرواح الأبرار" راحة (عب23:12). لذلك ينبغى أن نكد ونتعب كثيرًا من أجل ذلك. فإنه لا يليق أن العريس الذى أتى من أجلك ، يتألم ، بينما العروس التى جاء لأجلها العريس تعيش فى بلادة وتكاسل هائمة فى العالم ...




لأنه كمثل ملك وجد فتاة فقيرة تلبس خرقًا بالية، ولم يستنكف منها بل أخذها وجردها من ثيابها الرثة، وغسلها من سوادها وزينها بملابس أنيقة مبهجة، وجعلها شريكته وجليسته على مائدته، هكذا الرب أيضًا قد وجد النفس البشرية مجروحة ومضروبة، وأعطاها الدواء وخلع عنها الثياب السوداء وأزال عنها عار الخطية، وألبسها الملابس الملوكية السماوية، أى ملابس اللاهوت اللامعة المجيدة. ووضع تاجًا على رأسها وجعلها شريكة مائدته الملوكية للفرح والبهجة.

وكما فى حالة الحديقة الجميلة حيث توجد أشجار مثمرة ويكون الهواء مُحملاً بالرائحة الزكية، وتوجد أماكن كثيرة جميلة ومُنعشة، وذلك لبهجة وراحة أولئك الذين يذهبون إلى هناك، هكذا أيضًا تكون النفوس فى الملكوت فإنها تكون جميعها فى فرح وسعادة وسلام، ويكونون ملوكًا وأربابًا وآلهة. لأنه مكتوب: "ملك الملوك ورب الأرباب" (1تى 15:6).

فالديانة المسيحية ليست إذن شيئًا عاديًا، بل "هذا سر عظيم" (أف32:5)،







لذلك فاعرف قدرتك وسموك، لكونك دُعيت إلى الكرامة الملوكية: "جنس مختار كهنوت ملوكى وأمة مقدسة" (1بط9:2)،









لأن سر المسيحية هو غريب بالنسبة لأهل هذا العالم.









والمجد المنظور الذى للإمبراطور أو الملك وكل غناه، إنما هو أرضى وفانى ومضمحل، وأما ذلك الملكوت وذلك الغنى السماوى فهو إلهى سماوى ومملوء مجدًا وهو لا يفنى ولا يضمحل، لأن مثل هؤلاء المسيحيون يملكون مع الملك السماوى فى الكنيسة السماوية "وهو البكر من الأموات" (كو18:1) وهم أيضًا أبكار، ولكن رغم أن هذه هى حالتهم وهم مختارون ومقبولون أمام الله، فإنهم يعتبرون أنفسهم أقل الكل وليس لهم أى استحقاق، وقد صار أمرًا طبيعيًا عندهم أن يعتبروا أنفسهم كلا شئ.







المرجع: عظات القديس مكاريوس، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد، مركز دراسات الآباء بالقاهرة.


رد مع إقتباس
Sponsored Links