عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الثالوث واشتياقات الروح القدس (الجزء الأخير) كيف نحس بشوق الروح القدس فينا (4)

كُتب : [ 01-01-2011 - 09:02 AM ]


الثالوث واشتياقات الروح القدس - الجزء الأخير
للأب صفرونيوس (4)
للرجوع لجزء الثالث أضغط هنــــــا



7 – ثالثاً : يغمرنا شوق الروح القدس الذي يشتاق للابن المتجسد والظافر بالصليب والقوي بالقيامة والمُمجد بالروح القدس ، الذي – هو بسبب تجسُّده – وُصِفَ بأنه في حضن الآب ، فأدخل الإنسانية إلى حضن الآب .

يشتاق الروح القدس الذي تحرَّك على وجه المياه (تك1: 2) وحلَّ على الابن في مياه الأردن ، وجاء في شكل أو هيئة سحابة على جبل التجلي ، ثم حلَّ في ألسنة نار يوم العنصرة .
هذه الظهورات المُعلنة عن الروح القدس ، تضع ظهورات الروح القدس في إطار محبته للخليقة . وفي إعلانات الخلق الجديد ، يعطي الروح القدس التقديس لمياه المعمودية ، ويُبشر بالسلام بمسحة القوة ؛ لأنه لم يمسح الرب ليكون مثل قضاة بني إسرائيل شمشون وجدعون ويفتاح ، فهؤلاء نالوا القوة الزمانية المادية . وأعلن الروح القدس أنه يُحرك المادة ويعطي حتى للجسد قوى غير مادية كما في حالة شمشون ، ويُعطي الألسنة النارية ، نار شوق الروح القدس لكي ننطق بسر المحبة الإلهية بما هو فوق النطق ؛ لأنه لا يوجد نُطق يعلن محبة الله ، ولذلك أُعطينا موهبة الألسنة . ينطق فينا الروح القدس [ أبا أيها الآب ] (غلا4: 4) لأن الروح ينطق فينا ويدفعنا للنطق بسر المحبة لأننا بالروح القدس نرى أصل كياننا الجديد مولود من الآب ، ثابت في الابن صورة التبني الذي أعلن لنا الكيان الجديد ، ملتهباً باندفاع الروح القدس نحو الآب ؛ لأنه [ ينبثق من الآب ] (يو15: 26) ويسكن فينا حاملاً إيانا نحو الآب ، موحداً إيانا بالمسيح يسوع ابن الله الوحيد لكي نعلو فوق كل حدود المعرفة ، ونمتلئ من ملء اللاهوت ، نامين نحو الوحدة الكاملة عندما نصير واحداً مع الثالوث .


8 – لقد ذاق الرسول هذا الشوق ، وأعطاه اسماً [ أحشاء يسوع المسيح ] (فيلبي1: 8) وأضاف [ أحشاء رأفة ] (فيلبي2: 1 – 2) ، فأكَّد بذلك سُكنى رأفة الروح القدس فينا ، وصار الشوق الطبيعي الذي فينا مفتدى مقدساً بالروح القدس ، لكي " نُقَبل بعضنا البعض بقبلة مقدسة " ، ولكي ننال بممارسة الرأفة معرفة تامة برأفة الله الآب ومحبته للبشر ، لذلك كانت مناديل وعصائب الرسل تشفي المرضى (أعمال19: 12) ، فقد نالوا رأفة الله ورحمته .


9 – رابعاً : نحن نحس بشوق الروح القدس فينا ، عندما نشتاق لحضور الصلوات وتناول الأسرار ، وافتقاد الإخوة ... وسائر الأمور الأخرى . ونستطيع أن نُميّز شوق الروح عندما نحس بالشفقة ، وعندما ننال عطية الدموع ، ونبكي لمصائب الناس ، ونطلب رحمة ربنا يسوع للكل .


10 – خامساً : أمَّا قساوة القلب ، وإدانة الآخرين ، والفرح بعذاب وآلام الآخرين ، والسعي لانتقام والتشفي ، والتلذذ بذكر خطايا وسقطات الآخرين ، فهذه كلها صفات الشيطان الذي يفرح بالإثم ؛ لأنه بحسده أسقط آدم ، وبالحسد يُحارب القديسين ، وبكل حيل ومكر يصطاد الضعفاء الذين يتركون طريق الله ، لذلك تعلمنا الكتب المقدسة وسير المناضلين الأعزاء أن لا نحكم حتى لا نقع في ذات خطية الشيطان الذي أخذ عرش الله عنوةً فسقط ، أراد العظمة فوقع في الوضاعة .


11 – أخيراً : أرجو أن يكون لنا ذكر في صلواتكم ، وأن نحفظ شركة الروح الواحد ، وأن نبني بعضنا البعض مكملين شوق الروح القدس بمحبة الله الآب ، وصبر وثبات ربنا يسوع المسيح وفرح الروح القدس ....

نعمة ربنا يسوع المسيح معكم ، صلوا لأجلي
الحقير في رهبان المسيح ، صفرونيوس



_____انتهى_____
رسالة الأب صفرونيوس إلى الأب سلوانس
من كتاب الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة – الطبعة الأولى 2010
من فقرة 7 إلى فقرة 11 – من ص 221 إلى ص 222



رد مع إقتباس
Sponsored Links