عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية وردة حزينة
وردة حزينة
ارثوذكسي ذهبي
وردة حزينة غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 8670
تاريخ التسجيل : Dec 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 10,782
عدد النقاط : 28
قوة التقييم : وردة حزينة is on a distinguished road
افتراضي حينما يختنق الحب

كُتب : [ 05-15-2008 - 01:34 AM ]




حينما يختنق الحب



حينما يدق قلبك بقوة، حينما تريد كلمات بسيطة، حينما يزداد احتياجك، حينما يزداد عطائك، حينما تشعر بالحرمان، حينما تفعل كل شيء تعتقد أنه يسعد مَن تحبه، حينما تخرج من قلبك ومن عقلك كل ما يمكن أن يخرجه حبيب لحبيبته، حينما تنتظر لكلمة، أو لبسمة أو لتصرف يمكن أن يسعدك وتتوقعه ولا تجده، حينما تكون تلك الحالة هي أول مرة تمر عليك ولم يستطع أحد من قبل أن يشعرك بكل تلك الأحاسيس، حينما تشعر في بعض من الأوقات بالرغبة في الذهاب إلى حيث أنهار الحب أو أنهار الشوق أو أنهار اللهفة، ثم تكتشف فجأة أن كل تلك الأنهار تظهر أمامك وكأنها تعاني من الجفاف الشديد، وداخلك متأكد أن تلك الأنهار ليست بذلك الجفاف الذي عليه الآن هنا تكون المشكلة، هنا يختنق الحب.
حينما تسهر من أجل حبيبك، حينما تحلم أحلامه، وتتخلى عن بعض من أحلامك من أجله، حينما تريد أن تنظر لعينيه ولا تجده، حينما تريد أن تكون معه، حينما تشتاق إلى كل شيء فيه أو كل كلمة منه أو ابتسامه، أو غيرها من أمور الدفء بين عصفورين ولا تجده أمامك أو يشعر بيك كما كان يشعر بيك من قبل، حينما يحدث هذا قد يختنق الحب وقد يحتاج إلى من يسعفه.
حينما يبحث الحبيب عن شيء ممكن أن يسعد حبيبه غير أن يكون ركام من الإحباط، حينما تمر الأيام دون أن يكون لها هدف واضح أو رؤية يمكن أن ترسم من أجل هدف أسمى من أجل تحقيق الأحلام، حينما يسود الجليد، حينما تتجمد المشاعر، حينما يقف العقل عند بعض من الحدود ويفرض الانطلاق في رحاب أوسع يمكن أن يأخذ كل منهم إلى حياة جميلة كما رسموها أو تمنوها، حينما ينظر الكل لهم بإعجاب ولا يعرفون كم يعاني طرف دون الأخر أو كيف يعاني كل من الطرفين ولا تتحرك الأشياء للأمام هنا يختنق الحب، هنا ترتسم علامات الحزن.
حينما يختنق الصوت، حينما تختنق وسائل التعبير، حينما لا يجد الصوت غير البكاء ولا ترى العيون غير الدموع، ولا يرى الصبح سوى صوت الطائر الحزين، حينما لا تستطيع القدم السير بعد أن كانت تطير من القفز ومن فرحة انطلاقها، حينما يدب الخوف والرعشة في يد كانت تنطلق نحو احتضان من تحبه بقوة، حينما تذهب كل الأشياء لتكون ملك له، ولا يتبقى له شيء، وفي نفس الوقت لا يجد سوى اللوم أو الألم أو الحزن أو الشجن هنا يختنق الحب، هنا يزداد الحرمان.
حينما يسترجع الذكريات ليجد أن هذا لم يحدث سوى مع شخص واحد وشخص واحد فقط، حينما يسترجع أنه لم يشعر أو يتعلق بشخص مثلما تعلق بها، حينما يرى أنها أولاً ثم هو ثانياً ولا يجد أمام ذلك شيء هنا يختنق الحب، هنا تزداد الحيرة.
فهل ستستمر حيرته هكذا وهل سيختنق حبه ليذهب بعيداً حيث تتلاشى الذكرى والحنين ليظل الألم يسكنه دون أن يعلم هل من الممكن أن يختنق الحب داخله أم سيظل حبها داخله ليخنقه ويموت؟؟





رد مع إقتباس
Sponsored Links