الموضوع: الله؟
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الله؟

كُتب : [ 07-09-2009 - 08:52 AM ]


النفس التي تشتهي أن تعيش مع الله في الراحة والنور الأبدي يجب أن تأتى إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقي لتُذبح وتموت عن العالم وعن حياة ظلمة التي كانت تعيش فيها ، وعن حالة البعد عن الله أو فتور العلاقة معه . وتنتقل إلى حياة أخرى وإلى سيرة إلهية مملوءة من نعمة الله وإرشاده الحلو بتوجيهات الروح القدس .

وكما يحدث عندما يموت إنسان في مدينة ما فإنه لا يسمع صوت الناس الساكنين فيها ولا أحاديثهم ولا الضوضاء التي يصنعونها ، بل هو يصير ميتًا مرة واحدة ، وينتقل إلى منطقة أخرى حيث لا يوجد أصوات ولا صرخات من تلك المدينة التي خرج منها ، كذلك النفس أيضًا حينما تنذبح مرة وتموت عن مدينة الأهواء الشريرة التي تسكن وتعيش فيها فإنها لا تعود تسمع في داخلها صوت أفكار الظلمة أو ترتبك في حالة ضعف الإرادة والمزلة تحت شهوة أو حالة بعد عن الله حبيبها الخاص ، ولا يعود يُسمع فيها حديث وصراخ المنازعات الباطلة الشريرة أو ضجيج أرواح الظلمة بل تنتقل إلى مدينة مملوءة بالصلاح والسلام، إلى مدينة نور اللاهوت وتعيش هناك، وتسمع وتستوطن وتتكلم وتشارك، وهناك تعمل أعمالها الروحانية التي تليق بالله . (( وذلك حسب ما قاله القديس مقاريوس الكبير في العظة الأولى ))

ويقول القديس مقاريوس كنصيحة لنا حتى يصير لنا علاقة وطيدة بالله :
[
لذلك فلنصلِّ لكي ننذبح بواسطة قوته ونموت عن عالم الظلمة الخبيث ولكي يموت فينا روح الخطية ، ولكي ما نلبس وننال حياة الروح السماوي، وننتقل من شر الظلمة إلى نور المسيح، لكي نستريح في الحياة إلى مدى الدهور. فكما أن المركبات تتسابق في الميدان والمركبة التي تسبق الأخرى تصير لها مانعًا وحاجزًا وعائقًا حتى أنها لا تستطيع أن تتقدم وتصل إلى النصرة، هكذا أيضًا سباق أفكار النفس والخطيئة في الإنسان.

فإذا حدث أن سبق فكر الخطيئة فإنه يعوق النفس ويحجزها ويمنعها، حتى أنها لا تستطيع أن تقترب إلى الله وتنال النصرة منه. ولكن حيث يركب الرب ويمسك بزمام النفس بيديه فإنه دائمًا يغلب لأنه بمهارة يدير ويقود مركبة النفس إلى ذهن سماوي ملهَم إلى الأبد. وهو ـ أي الرب ـ لا يحارب ضد الخبث إذ له دائمًا القوة الفائقة والسلطان في نفسه، بل هو يصنع النصرة بنفسه. فالكاروبيم إذن لا تسير حيث تشاء من نفسها أن تسير، بل إلى حيث يقودها ويوجهها الراكب عليها. وهي تسير حيث يريد هو، وهو يسندها لأن الكتاب يقول " ويد إنسان كانت تحتها" (حز8:1).

فهذه النفوس المقدسة تنقاد وتسير بروح المسيح الذي يمسك بزمامها ويقودها إلى حيث يشاء ـ فأحيانًا يشاء أن تقيم في التأملات السماوية، وأحيانًا يشاء أن تلبث في الجسد، وهكذا حيثما يشاء هو فإنها تقوم بالخدمة.

وكما أن أجنحة الطائر هي له بمثابة الرجلين كذلك فإن النور السماوي أي نور الروح يمسك بأجنحة الأفكار التي للنفوس المستحقة، ويقودها ويدّبرها كما يعرف هو أنه الأحسن لها. ] ( العظة الأولى للقديس مقاريوس الكبير فقرة 9 )