عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
+الصليب مجد حياتنا الخاص+

كُتب : [ 04-23-2008 - 09:43 PM ]


الصليب مجد حياتنا الخاص

إن الحياة الروحية للإنسان المسيحي يصعب فيها النمو إن خلت من عمق حلاوة التأمل ، والتأمل هو الدخول إلى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر في مجرد كلمات والتعمق فيها والقدرة على أننا نتخيل ونخرج منها بأفكار جديدة تسُّر السامعين إنما هو خلط الفكر بالقلب ، مزج الإيمان بالحب ..

إن التفكير العقلي المجرد لا ينتج تأملاً ، بل قد ينتج علماً أو فلسفة أو منطق ويخرج بنتيجة الذي يعقل والذي لا يعقل ( نظرية المعقول والا معقول كما كان نيقوديموس يفكر في حديثة مع ربنا يسوع ) .. وهنا يظهر الفرق بين العالم والمتعمق في العلم والفكر وبين من يعبد الله بالحب ؛ أو بين الدارس وبين المتأمل الذي يعبد الله الحي !!!

وجميع الآباء القديسين لم يصلوا إلى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحي العميق ، وخبرة لقاء الله في جو من الصلاة والصوم بفعل المحبة والتخلي عن الكرامة ، والجوع والعطش الدائم إلى البرّ الإلهي !!!

وعمل الله وقوة الصليب ورؤية قيامته لا تأتي بكثرة الكلام والوعظ على المنابر ، ولكن تأتي من قبولها في الواقع العملي في حياتنا اليومية وبشركة الصلاة والتمسك بالوصية بكل طاقتنا ، بطاعة المحبة وثقة الإيمان ...


+ يقول القديس مار أسحق السرياني " من ركض وراء الكرامة هربت منه ، ومن هرب منها بمعرفة ، تبعته وأرشدت الناس إليه "

أين نحن اليوم من القديسين الذين عاشوا القداسة وهربوا من الكرامة ومجد الناس والمديح الكاذب بل والصادق أيضاً ، ومتى سنصبح مثلهم ؟؟؟ ؛ ويجب أن نتذكر إنهم لم يولدوا قديسين بل ولدوا أشخاص عاديين مثلك ومثلي لكنهم استطاعوا بمعونة الله وغنى نعمته وقبول الصليب على المستوى العملي والواقع اليومي لا بالكلام وبلا بمعسول الكلمات بل بقبول الألم والإهانة والأمراض والأوجاع ، وقدروا بالنعمة وطاعة المحبة أن يجعلوا من أنفسهم قديسين .

+ الويل لي يا إلهي أنا المسكين الفقير المعوز
إن أولادك المحبوبين يسعون أن يصيروا قديسين وبلا لوم أمامك في المحبة ...
أولادك الصادقين يسعون بكل قوتهم للهروب من تكريم الناس ومجدهم الأرضي الزائل الباطل ، وأنا التعيس الشقي أنسى دعوتي من فمك الطاهر أن أصير قديس حسب وصياك بأن نكون مثلك في القداسة والمحبة ( كونوا قديسين ) ، ولا زلت أسعى لتكريم الناس واقبله في قلبي وأجرى بكل قوتي نحو ما يرضيني ويفرح قلبي لا قلبك ...

أنا يا ربى البائس المسكين الفقير من مجدك تركت عنى البحث عن مجدك وملكوتك ...
اليوم اقبل صليبك وكل الآلام الموضوعة عليَّ برضا وطاعة المحبة لشخصك الحلو جداً
أعطني دائما أن أردد أقوالك يا إلهي وأحيا بها :
مجدا من الناس لست اقبل ( يو 5 : 41 )
الكأس الذي أعطاني الآب ألا اشربها
فهبني قوة روح الطاعة فأطيع واخضع لحمل الصليب
فأدخل في خبرة الصليب كقوة مجد خاص في حياتي كلها
المجد لك يا مخلصنا الصالح



رد مع إقتباس
Sponsored Links