الموضوع: أول وأجمل هدية
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية Dr.PeRO
Dr.PeRO
ارثوذكسي متألق
Dr.PeRO غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 14307
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة : شبرا- القاهرة
عدد المشاركات : 719
عدد النقاط : 28
قوة التقييم : Dr.PeRO is on a distinguished road
افتراضي أول وأجمل هدية

كُتب : [ 04-28-2011 - 07:25 PM ]


وأجمل هدية 1301594082731.gif


X الحقيقة إن أغلبنا يظن أن اول هدية يتلقاها الانسان هى هدية "سبوعه" مثل خاتم او حلق او سلسلة ذهبية .. وربما تكون هدية ترفيهية مثل عرائس أو كور أو مكعبات ... هذا ما يدور ببالنا عندما نقرأ كلمة "اول هدية".

X أما في رأيي المتواضع، هناك هدية تلقيتها انت من قبل .. وهى هدية المسيح لك .. وما هى ؟؟ هديته انك ولدت مسيحي !!
بالطبع هذه الهدية لم تـُعط لكل الناس قبل ميلادهم وهم في رحم امهاتهم .. لكن انت يا من تقرأها قد حظيت بها .. فالله يحاول مع انسان بطريقة مختلفة ان يكشف له ذاته .. حتى يعرف ويؤمن بالمسيح مخلصاً وفادياً وباباً وحيداً للحياة الأبدية .. أما انت فقد رُفع من عاتقك البحث وراء حقيقة الإله الحقيقي وفتحت عينيك فى هذه الدينا وانت مسيحي ولك عائلة مسيحية!!!
ألا تجد في هذا هدية عظيمة ؟؟؟ بل ربما الأعظم فى حياتك؟؟

X ليس هذا فحسب .. فهناك طوائف عدة للمسيحية كنتيجة طبيعية لغربلة ابليس وكنتيجة لخضوع لاهوت الله للفحص والفهم البشري .. أفلا تجد ان كونك ولدت "ارثوذكسياً" وتتبع ما سلمه لنا الشهيد مارمرقس الرسول هو هدية أخرى عظيمة ؟؟
معنى كلمة أرثوذكس: "المستقيم" .. أي ان ما يميز هذه العقيدة عن غيرها هو اتها تخضع لما رتبه الله من عبادة وطقوس باستقامة دون تحريف او تحوير واضافة او الغاء ... وكل ما بداخلها من امور، لها مدلول كتابي بداخل العهدين ... وأجمل ما يميز كنيستنا انها هى الكنيسة الأولى من ايام كاروزنا مارمرقس ولم ترتد او تهتز الى يومنا هذا .. لذا فحقاً هى المستقيمة!

X ثم نأتى لثالث هدية جميلة .. وهى انك "مصري" ... نعم انها هدية عظيمة للغاية أتعرف لماذا؟؟؟؟
انظر لدولتك وقارنها بباقى الدول ؟؟ وانظر لمسيحيتك وقارنها ايضاً بحالها بباقى الدول ؟؟؟ ستعرف الفارق الشاسع ...
فبالحقيقة مصر تحتضن أغلب رجال الله .. ولكنى بالطبع لا اتكلم عن هذا الجيل فقط .. بل اتكلم على مدار العهد الجديد منذ دخول المسيحية ارض مصر .. فما يعيب باقى دول العالم التى تدعى المسيحية انهم ينتقون ما يناسبهم من امور ووصايا مسيحية فيتبعونها، ثم يتركون باقيها ولا يلقون ضوء عليها!! اما المسيحي الارثوذكسي المصري -الأصيل- تجده يطبق كل وصية ويعترف يها بل وعلى استعداد ان يموت من اجلها .. وهذا ما حدث منذ القديم على مدار عصور الاستشهاد .. فبجانب قول الرب: مبارك شعبي مصر ... فأنه يري ان هذا الشعب المسيحي يريد ان يلتزم بكل كبيرة وصغير بالكتاب .. فلا تتعجب ان ترى مثل كل هذه الاديرة التى لا تجد لها مثيل فى العالم، فهذا هو أحد دلائل المحبة العظيمة لهذا الشعب الارثوذكسي تجاه الله... فلا تتعجب من هذا الكم الرائع من الكنائس ايضاً مع العلم ان تصريح بناء مدينة ملاهى أسهل بكثير من تصريح بناء كنيسة !!
ولا تتعجب انه برغم كل هذا الاضطهاد على مدار كل العصور، تجد ان هناك ملايين المسيحيين فى مصر وانهم لم يهربوا للخارج!!!
حتى أقباط المهجر قد خسروا عطية عظيمة كونهم تركوا هذه الأرض المباركة، فنجدهم يدخلون كنائسهم فى المهجر من العيد للعيد !!! لا يوجد انشطة كنسية كبيرة لا يوجد نهضات روحية عميقة .. والأخطر من هذا وذالك، انه ربما لا يوجد الله فى داخلهم، وهذا منطقى لأنهم لا يحتفظون بمحبة الله فى قلوبهم ولا يعطونه اهميته الحقيقية ولا يلهثون وراءه مثلما يلهثون وراء العمل والثروة وتعظم المعيشة !!! هذا بالطبع ليس كل واقع هؤلاء لكنه يحدث وبصورة كبيرة .. ولاانسي ان طباع وتقاليد الدول الغربية ستتأصل فى نفوس هؤلاء المسيحيين فتجعلهم يتشبهون بأهل العالم فى اغلب امور حياتهم، فيفقدون طهارتهم ويترشفون من بئر الخطايا المستترة يوماً بعد يوماً .. حتى بعد بضعة سنوات نجدهم أفظع من أهل العالم!!!
أما هنا فى مصر .. فمن هو على استعداد على الاقدام على الخطايا الكبيرة تجد من حوله يوبخونه وينبهونه وتجد الكنيسة واجتماعاتها تفتقده .. حتى المجتمع ففى ظاهره يرفض الكثير من الشرور التى لا يرفضها المجتمع الغربي!!
حتى مسيحيو البلاد العربية، فقدوا الكثير من روحانيتهم، فنجدهم يلتحفون بحياة فاترة ويخدروا عقولهم بأنهم نالوا الخلاص .. ونجد ان حياة الانفتاح الغربي وندرة الاحتشام قد تعمقت فى دواخلهم (مثل دولة لبنان) وسلبت منهم جذور الحياة المسيحية الطاهرة النقية وبالطبع المحتشمة!
فلا ننسي أحبائى هذا الكم الهائل من الشهداء والقديسين المصريين الذين رووا بدمائهم الطاهرة كل شبر من هذا الوطن .. وهؤلاء الرهبان والراهبات وأديرتهم التى يقصدها الجميع عندما يجد نفسه محاطاً بهموم ويأس وحزن الحياة .. فيذهب ليتعزى ويتشبه وينظر لنهاية سيرتهم ليتمثل بإيمانهم!

X أحبائى بعد كل ما قلته .. فأنا أجزم ان شعب الله للعهد الجديد هم مسيحيو مصر (الحقيقيون منهم فقط) .. كما كان شعب الله فى العهد القديم هم اليهود ..
ولكن الفارق هنا ... ان اي انسان فى العالم يمكنه ان يكون من شعب الله إن اراد هو وسلك كما يحق لإنجيل المسيح، حتى وان كان فى اقصى الغرب، فشعب الله لا يقتصر على دولة مثل القديم، ولكنه يقتصر على الولادة الثانية التى هى فقط فى العهد الجديد.

وأجمل هدية 1301594082992.gif

X يبقى لنا آخر وأهم نقطة .. وهى أهل نحن نسلك كما يحق .. أهل نسلك كشعب الله .. أهل نسلك كأبناء حقيقيون وكورثة للملكوت ؟؟ أهل اختذلنا مسيحيتنا فى عبادة الطقوس متناسين خضوع والروح وخشوعها وقت تأدية تلك الطقوس ؟؟ أهل تغلغل العالم فينا حتى اصبحنا نثق اننا الأفضل فننساق أكثر وراء شهوات ولهو العالم ومتعه النجسة .. وتجاهلنا هذه الدماء التى سالت حياً وتمسكاً بالمسيح لا بالعالم ؟؟
أحبائى لماذا دائماً نناجى رحمة الله ونهرب من عدله فى صلاتنا ؟؟ لأننا ان وقعنا تحت عدله لن ننجو .. والحقيقية القاسية ان عدله ورحمته لا يتعارضان مع بعضهما البعض .. فإنه بعض الوقت سواء طال ام قصر وسنكون تحت الدينونة العظيمة وكل فكر وعمل بل ونية شريرة ستعلن على الملأ امام الله وملائكته وقديسيه وامام كل الأمم !!! هذا هو العدل .. اما الرحمة فهى ان لا يفضح الله ويعاقب على هذا الشر بشرط التوبة الصادقة والنادمة ايضاً .. أما المحبة فهى تتمثل فى علامة الصليب الذي دفع ثمن عمل الرحمة .. وهو انتقال الشرور من حسابنا لحساب المسيح كى تغفر ولا نــُفضح بها!!!
أخيراً .. انتم اولاد الله وشعبه ... فلا تتشبهوا بسلوك العالم ومعتقدات العالم وملابس العالم وشرور العالم وتقاليدهم الغبية .. ولكى ننجو من هذا الانسياق يجب ان نعرف ماذا يكتبه لنا الله فى كتابه المقدس .. فيجب ان نفتش الكتب لأن بها الحياة الأبدية ...

مكتوب: "من يحب نفسه يهلكها و من يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية" (يو 12-25)

فياهناك ان استطعت ان تقول الآن ..(( أشكرك ربي لأننى مسيحي، ارثوذكسي ومصري .. وأشكرك لأنك رغم خطيتي لاتزال تقبلني، واشكرك انك تعينني ان اتمسك بكل وصاياك ولا اختار ما يناسبنى منها رغم ضعفى الشديد وسقوطى المتكرر)))



رد مع إقتباس
Sponsored Links